عندما أخبرتني شيرون المولودة في جنوب إفريقيا بعد عدة أشهر من علاقتنا مازحة على الأرجح، "تعلم، إذا كنا سنتزوج يجب عليك أن تدفع مهري أبقاراً"، رددت بقليل من الحيرة قائلاً "حقاً؟".
أنا رجل أسترالي من الطبقة الوسطى نشأت في ليبرالية غربية وجدت نفسي تحت بقعة الضوء ليس من قبل زوجتي المستقبلية التي لم تصر ولم تتوقع أن أدفع مهراً ولكن من قبل ضميري. كان شعوراً غير مريح بالتأرجح بين التقبل الثقافي للآخر وأسئلة تسليع المرأة والسيطرة الأبوية.
حتى قامت بشرح اللوبولا بشيء من التفصيل.
على الرغم من أن هذا التقليد ينظر إليه في الغرب كتقليد عفا عليه الزمن، إلا أن معظم مجتمعات جنوب الصحراء مازالت تمارس نسخاً متعددة من نقل الثروة من عائلة الزوج إلى عائلة الزوجة وفي جنوب إفريقيا خصوصاً ثقافة الزولو يشكل هذا الأمر لب عملية الزواج التقليدي.
دون مشاركة العروسة أو الزوج يقوم ممثلون من كلا العائلتين بالجلوس لمناقشة عدد الماشية التي يجب دفعها. أصل هذا التقليد يجب أن يفهم في سياق المجتمع الزراعي حيث نادراً ما كانت المرأة فيه قادرة على إعالة نفسها وبالتالي كانت تعتمد على زوجها في الدعم المادي.
دفع المقدار المتفق عليه من اللوبولا كان عرضاً لاستقرار الزوج الاقتصادي وتأكيداً على مدى تقديره للعروس في عين كل من يهمه الأمر.
في العائلات الكبيرة بإمكان الأبقار المستلمة أن تساعد أخوة العروس في زواجهم عندما يحل دورهم مما يؤدي إلى إعادة توزيع الثروة في المجتمع.
هذه العملية والجوانب الروحية المصاحبة لمراسم اللوبولا تعزز من الرابطة بين العائلتين وتؤكد على الدعم المستمر للزوجين الشابين.
قلت بنبرة ارتياح "حسناً هذا يبدو أفضل كثيراً يا عزيزتي ولكن اليوم يستغل كثير من الناس هذا التقليد"
أكملت شيرون قائلة في سياق الحديث حيث يعيش ثلثا الشعب الجنوب إفريقي في المدن فإن نسبة كبيرة من الناس تفضل دفع المهر على شكل نقود.
يعتمد مقدار المال المتفق عليه على ثروة عائلة الزوج المقدرة وعلى جودة العروس إذا كان لديها أطفال من زواج سابق أو متعلمة تعليماً جيداً وما إلى ذلك.
حتى أن هناك تطبيق لوبولا للمحافظين من محبي التكنولوجيا.
اعترفت لها "هذا يبدو سيئاً"
"إذن ما عدد الأبقار التي يتوقع مني دفعها وما معدل سعر صرف الدولار الأسترالي الآن ؟"
صديق من العائلة كنت قد التقيته في زيارتنا الأولى لجنوب إفريقيا تفاوض نيابة عني وتبين أنه من الضروري دفع مبلغ معقول من المال لتطمئن عائلة شيرون أن زوجها المستقبلي يحترم تقاليد أجدادها.
مع ذلك كان هناك بقرتان فعلياً في مراسم لوبولا الخاصة بنا في جنوب إفريقيا والتي لم نحضرها: واحدة تم ذبحها على شرف أجداد شيرون وتم إطعام الضيوف بها والأخرى وفقاً للتقاليد تخصص لأم العروس لتواسيها عن فقدان ابنتها (البقرة التي تجفف دموعها).
لا أعلم كيف سار الأمر حيث تعيش أم شيرون في جنوب إفريقيا في مقاطعة سذرلاند ولكن آخر مرة زرناها في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة بدت جيدة (أمها وليس البقرة).
دعونا نتذكر أن كل التقاليد والعادات أنشئت في لحظة ما من التاريخ (غالباً من قبل رجال عجائز بلحى طويلة) لأنها بدت فكرة مناسبة في ذلك الوقت.
ولكن هل هي أفضل ما يمكننا فعله اليوم؟
النقاش حول تسليع وصلاحية اللوبولا نقاش ساخن في جنوب إفريقيا حالياً ويحظى بتغطية إعلامية كافية. بالنسبة لي ولشيرون مثلت مراسم اللوبولا إعلاناً أولياً ودائماً باحترامنا لعائلتها. مراسم زواجنا المسيحية التي حضرها كلا العائلتين مثلت جانبي الثقافي.
بالنسبة لشخص بإرث ثقافي قوي مثل شيرون قد تبدو الحياة أحياناً وكأنها سلسلة من المفاوضات، ما هي جوانب التقليد التي يجب أن ألتزم بها وما هي الجوانب التي يجب أن أرفضها؟ ما الذي يمثل هويتي الثقافية بينما أعتنق الثقافة الحديثة للبلد الذي اخترت العيش فيه؟
نحن متفقون على أن أطفالنا الذين لم يولدوا بعد سيعرفون خلفيات كلا الثقافتين ولكن لن يطلب منهم خوض مراسم اللوبولا. نحن محظوظون بالعيش في بيئة تمكننا من أن نرى الأمور من مناظير مختلفة ونتخذ قراراتنا وكنتيجة نخلق تراثنا الخاص.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية من "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.