لكل فعل رد فعل

أي ربما يكون أيضاً التعامل مع هذه القضايا بسلبية، انطلاقاً من توسع طرق الرد التي لا يكاد يخلو البعض أحياناً فيها من نزعة التعامل بالطرق السلبية وسوء النية، والتي أيضاً هي بالأساس تنبع من النفس البشرية وكيفية تربيتها وتنشئتها وظروفها الخاصة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/08 الساعة 03:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/08 الساعة 03:29 بتوقيت غرينتش

اختلاط الأمور وكثرتها وتشعبها لربما يكون إيجابياً في أعيُن الناس، أو على أقل تقدير في أعيُن البعض منهم، وذلك لأنه عندما تتعدد القضايا تتعدد معها أساليب التعامل الخاصة بتلك القضايا، وبالتالي هذا يفتح المجال أمام الجميع، وكل حسب قدراته وإمكانياته، للتعامل مع أموره بالطريقة التي يراها مناسبة، وبالوقت الذي تعتبر فيه هذه المعاملات إيجابية هي بنفس الوقت من الممكن اعتبارها سلبية على نفس القدر والمقاس.

أي ربما يكون أيضاً التعامل مع هذه القضايا بسلبية، انطلاقاً من توسع طرق الرد التي لا يكاد يخلو البعض أحياناً فيها من نزعة التعامل بالطرق السلبية وسوء النية، والتي أيضاً هي بالأساس تنبع من النفس البشرية وكيفية تربيتها وتنشئتها وظروفها الخاصة.

وبالطبع نحن هنا لسنا بصدد الحديث عن نوعية وأشكال تلك القضايا، وكذلك طرق التعامل معها، التي تنبثق عن روح وشخصية كل فرد فينا، بقدر ما يهُمنا الحديث عن جوهر الموضوع وأساسه، الذي من الممكن تلخيصه بشكل مبسط، في أن تعدد الأساليب في المعاملات لا يحمل على الدوام في طياتها النوايا الحسنة، فلربما شدتها، أي شدة الأحداث أحياناً، تخرج الآخرين عن طورهم؛ ليظهروا سوء نواياهم في تصرفاتهم وتعاملاتهم، وعندها قد تقع أمور لا يمكن تداركها مما يؤثر سلباً في نهج الحياة، والذي من الممكن أن يترسخ كنهج مقاوم أو لردع الآخرين في حين وجود إشكاليات أو سوء تصرف، على اعتبار أنه النهج الأفضل، رغم ما به من سوء يهدد الأسس السليمة لأركان وقواعد المجتمع.

بشكل عام يمكننا القول إن لكل فعل رد فعل مساوياً له بسوء النية ومخالفاً له بالنتيجة، أي لا تنتظر من أحد أن يرد على سوء تصرفك معه بأن يقدم لك باقة ورد بألوانٍ زاهية، أو إن ضربته مثلاً على خده الأيسر أن يدير لك خده الأيمن، فهذا لربما يحدث بعالم الخيال، أما بعالمنا فنحن نعيش في زمن ما تقدم وتزرع فيه "تحصد"، فليس هنالك أحدٌ ضعيف ولا قوي، فالقوي ضعيف بظلمه، والضعيف قوي بإيمانه؛ لذا احرص على أن تنتهج الحق كأسلوب حياة، وأن يكون العدل عنوانك، فحينها وحينها فقط لا تخشى في الله لومة لائم.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد