"الحيوان الموقر" هذا هو اللقب الأنسب للبقر في الهند، لما يحظى به من حقوق قد يفتقد لها الإنسان في نفس الدولة، وآخر هذه المزايا التي منحها محبو هذا الحيوان هي خدمة سيارات الإسعاف الجديدة.
فوفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية فإن سيارات الإسعاف الجديدة المزودة بأجهزة إنذار والتي تحمل طبيباً على متنها تقتصر على خدمة الأبقار المصابة، ضمن أحدث سلسلة من البرامج المتطورة لتحسين أحوال الحيوانات التي يبجلها معظم السكان الهندوس.
الخدمة التي أشاد بها رجال السياسة في الهند، أطلقها كيشاف براساد موريا، نائب رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، وبدأت بـ 5 سيارات خلال الأسبوع الماضي، بتمويل من صندوق منظمة جاو فانش راكشا غير الحكومية التي تتولى إدارة شبكة جاو شالاس التي تقدم الرعاية للأبقار العجوزة أو المهجورة التي قد تتعرض للذبح. وحظيت بإشادة.
وقال نائب رئيس الصندوق سوجاند كومار: "في الهند، نؤمن بأن لدينا ثلاث أمهات. إحداهن تقوم بولادتنا والأخرى تطعمنا حتى نكبر –وهي الأرض– والثالثة يمنحنا لبنها القوة، وهي البقرة، ونحن نعمل هنا على هذه الأم الثالثة".
وذكر أن خدمة سيارات الإسعاف تتلقى نحو 200 مكالمة هاتفية وتتمكن من تقديم الرعاية إلى نحو 95 بقرة يومياً.
وذكر سانجاي راي، كبير أوصياء الصندوق، أنه يهتم بالمساعدة في حماية الأبقار منذ نحو عقد من الزمن، إلا أنه كان يفتقر إلى الموارد المالية لتوفير خدمة سيارات الإسعاف. وقال "ولم نحصل على أي دعم من جانب الحكومة".
وقال إن إدارة الولاية الجديدة بقيادة يوجي أديتياناث الهندوسي المتشدد كانت أكثر تشجيعاً وقد خصصت رقماً مجانياً للاتصال بخدمة سيارات الإسعاف. وقال راي: "إنهم يدعموننا معنوياً، ولكنهم لم يقدموا إلينا أي دعم مالي حتى وقتنا هذا".
رعاية من نوع خاص
وكان مقترح حكومي بمنح أبقار الهند البالغ عددها نحو 190 مليون أرقام هوية فريدة قد أثار حفيظة مسلمي البلاد، لا سيما بعد سلسلة من الهجمات التي يرتكبها جماعات من الهندوس بحق المسلمين بسبب تربيتهم الأبقار.
وتدرس الوزارة أيضاً إمكانية تأسيس شبكة قومية لرعاية الماشية الضالة التي تجوب شوارع وحقول الهند – والتي يقدر عددها وفقاً لأحدث الإحصائيات بنحو 5.3 مليون بقرة.
وفي الوقت الذي يتزايد فيه الحماس لحماية الأبقار في تزايد العنف الذي تتم ممارسته ضد هؤلاء الذين يحاولون إيذاء تلك الأبقار. ففي راجاسثان، تعرض المزارع بيهلو خان خلال الشهر الماضي لاعتداء من قبل بعض الغوغاء ولقي حتفه بعد التعرض للعديد من الإصابات بعدما شوهد يهرب الماشية.
وتقول عائلة خان إنه يحظى برخصة قانونية لشراء الأبقار ويستغلها في الحصول على الألبان؛ ولكن الوزراء اعتبروه مهرب أبقار وقالوا إن الخطأ يقع عليه وعلى قاتليه.
وقتل مسلمان هذا الأسبوع بينهما مراهق في مدينة آسام بعد التشكك في قيامهما بمحاولة سرقة بعض الأبقار. وتم فقء عين رجل في مدينة بيهار بعد مهاجمته بسبب إطلاق بوق السيارة أمام قطيع من الأبقار يعبر الطريق أمامه.