عندما قامت الناشطة المسلمة ومقدمة البرامج في قناة ABC ياسمين عبد المجيد بكتابة منشور "دعونا لا ننسى (مانوس، ناورو، سوريا، فلسطين..)" على فيسبوك يوم الثلاثاء فإن قلة حساسيتها تجاه يوم أنزاك (اليوم الوطني في أستراليا) أدهشت متابعيها، ولكن رد الفعل اليمين كان صادماً.
قدمت عدة عرائض التماس مع آلاف التوقيعات التي تطالب ABC بطردها من عملها كمقدمة برامج، تم نعتها كـ"عاهرة" من قِبل أشهر ربة منزل في سيدني مما أضحك بول موري.
بالنسبة لتصريحاتها، قال نائب رئيس الوزراء بارنابي جويس: "لا تستطيع ببساطة أن تدسها تحت السجادة"، تعرضت لهجوم موجات من العنصرية والتفرقة الجنسية والإسلاموفوبيا؛ لأنها تجرأت مرة على ممارسة حق التعبير.
تجرأت على الإشارة إلى يوم أنزاك وهو الذي يقترب من أن يكون مناسبة دينية لدى معظم الأستراليين، فقد الناس عقولهم.
ياسمين عبد المجيد، امرأة مسلمة بنية اللون، آراؤها لا تهم، حقها في حرية التعبير لا يحتسب، بغض النظر عن قيمها وثقافتها وسلوكها، فإن ياسمين يجب إسكاتها بأي ثمن؛ لأنها تشكل تهديداً.
تشكل ياسمين تهديداً لكل محافظ أسترالي لديه تحفظات تجاه الإسلام؛ لأنها تنخرط في كل مناقشة وتكشف حقيقة أن الإسلام والمسلمين يحثون على السلام، وأن غالبية المسلمين يريدون ذلك بالتحديد.
الحقيقة تشكل تهديداً؛ لأنها تحد من قدرة الأفراد على تغطية عنصريتهم خلف شعارات الأمن القومي و"القيم الأسترالية".
لا يهم حقيقة ما تقوله، حقيقة أن التلفزيون الأكثر شعبية يقدم مساحة للأفراد المسلمين مثل ياسمين عبد المجيد ووليد علي لمشاركة رؤاهم تقلق الكثير من الأستراليين.
الكراهية التي يتلقونها ليس لها علاقة بما يقولونه، بل بمن هم، في الحقيقة فإن محاولات إسكاتها لم تبدأ بعد تعليقها على يوم أنزاك أو إعلانها بأنها تعتقد أن الإسلام هو أكثر الأديان نسوية في برنامج سؤال وجواب في فبراير/شباط.
إسكات ياسمين عبد المجيد والمسلمين الأستراليين الآخرين بدأ عندما أصبحت المحادثات عن الإسلام والمسلمين يقودها أناس لا علاقة لهم بالموضوع. مقدم برنامج الرقص مع النجوم السابق لا يحتاج لمنصة قومية ليهاجم مجتمعاً يناضل ليتم سماع صوته.
كما أنه ليس من الضروري أن تتم إذاعة رأي ليزا أولدفيلد عن واحدة من المسلمات القلائل التي تظهر على التلفزيون الأسترالي، هذه الحوادث أثبتت أن الكلام حرية تعطى فقط لقلة من أصحاب الامتياز الذين يسيطرون بالفعل على الخطابات التي تتعلق بالمسلمين في أستراليا.
نظراً لهوس الجناح اليميني بحرية التعبير وخطاباتهم الرنانة التي تدافع عن حقهم في مهاجمة الآخرين، يصبح الأمر مثيراً عندما تنقلب الطاولة، عندما يدخل شيء مقدس كأنزاك في الصورة عندها تصبح حرية الحديث إلى خطاب كراهية ويصبح إهانة الآخرين شيئاً خطيراً.
لكن عندما يكون الطرف المهاجم هو مجتمعات المسلمين أو الملونين أو المثليين عندها يصبح الأمر مختلفاً، حينها يجب احترام حريتهم في الحديث، سمه نفاقاً أو مفارقة أو ما تشاء، لكن الحقيقة أن أناساً كياسمين عبد المجيد يجب عليهم أن يفهموا شيئاً عن المجتمع الأسترالي اليوم.
إذا فقدت وظيفتها كمقدمة برامج أو وظيفتها في DFAT فذلك ليس بسبب تعليقها على يوم أنزاك، فمحاولات إسكاتها بدأت منذ وقت طويل، وهذا هو ما لا يجب المسامحة فيه.
اهتمام ياسمين بمانوس ونارو وسوريا وفلسطين غير مجدٍ، عليها أن تفهم أنه للأسف، فإن حرية الحديث امتياز ممنوح فقط للرجال البيض في أستراليا اليوم.
هذه المدونة مترجمة عن النسخة الأسترالية من "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.