فيسك: السيسي فاقد الأمل في حربه على داعش بسيناء ولذلك يلجأ إلى الميليشيات المسلحة

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/05 الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/05 الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش

اعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك، أن سياسة الجيش المصري في سيناء والتي اعتمد فيها على فكرة "المليشيات" لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، طريقة فاشلة ودليل على فقدان المؤسسة العسكرية المصرية السيطرة على الأمور في شبه الجزيرة المصرية.

وقال فيسك في مقال له بصحيفة الإندبندنت البريطانية إن حروب مواجهة الإرهاب عادة ما تقود إلى الفساد والقتل المضاد، والتي أصبح الجيش المصري الآن يقتفي ذات الطريقة المظلمة التي انتهجها جيرانه، باستخدام ميليشيات من القتلة في حربه على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سيناء.

وربط فيسك بين مصر ودول عربية أخرى استخدمت هذه الطريقة التي باءت بالفشل مثل الطريق الذي سلكه السوريون والعراقيون والإسرائيليون حين انتقوا ميليشياتهم اللبنانية الخاصة بين 1976 و2000، والأميركيون في العراق- إلى وصم الجميع بالعار جراء وحشية حلفائهم المفترضين، بحسب مقال الصحيفة البريطانية.

وأشار إلى أن مصر تستخدم ميليشيات نظامية في سيناء، حيث استولت داعش على العديد من المناطق، ويعد هذا دليلاً على مدى يأس الوضع العسكري في الحرب على داعش، إلى الدرجة التي دفعت الجيش المصري والرئيس السيسي إلى اللجوء إلى مثل هذه التدابير، بعد مهاجمة التنظيم الجهادي أفراد الشرطة المصرية والمجندين بصورة يومية، بينما يختفي المدنيون خوفاً من داعش.

ولفت فيسك إلى واقعة القتل التي قامت بها عناصر تابعة للجيش المصري وسربتها قناة معارضة للنظام المصري، حول عمليات تصفية خارج إطار القانون في سيناء، والتي دانتها منظمة منظمة هيومن رايتس ووتش، واعتبرت أن الأمر في سيناء خارج عن سيطرة الجيش المصري.

واعتبر فيسك أن مطالبة هيومن رايتس ووتش للولايات المتحدة التي تزود الجيش المصري بالأسلحة والإمدادات اللازمة أو التدريب بوقف معوناتهم إلى أن يتوقف انتهاك الجيش المصري لحقوق الإنسان، هو محض مقترح خيالي، على اعتبار "أن إدارة ترامب لا تبالي بحقوق الإنسان".

وقال فيسك "على كل نقاش بشأن سيناء يجب أن يضع في الاعتبار اغتيالات داعش لأفراد الشرطة والمجندين والمدنيين في شبه الجزيرة، حيث قُطعَت رقاب "الكفار"، وقُتل المسيحيون، وضُرب بائعو السجائر، وأُجبرَت النساء على ارتداء النقاب في بعض الأحياء، أي وحشية النظام الداعشي المعتادة.

وتوقع الكاتب البريطاني المزيد من الهجمات لداعش على وسط مصر خاصة بعد وصولها إلى الكنائس المسيحية في القاهرة والإسكندرية وطنطا، ،كما توقع انتشار المزيد من الجنود غرب قناة السويس، والمزيد من "ميليشيات القتلة".

وانتقد فيسك تغطية الصحف المصرية للأوضاع في سيناء، معتبراً انها انتهجت نفس الطريقة التي استخدمتها الجزائرية في العشرية السوداء ما بين 1992-1998، موضحة أن استمرار الانفجارات وعمليات القتل والاغتيال بل وزيادتها هو أمر طبيعي استناداً على وقوع ذلك في أماكن أخرى من العالم.

وبحسب فيسك فإن الصحف المصرية تصر في الوقت الراهن على عدم إمكانية اتهام الجيش المصري بالفشل في التغلب على الإرهاب.

ولفت الكاتب البريطاني إلى حالة الغضب التي يكنها سكان القاهرة في حديثهم حول "المنقذ" العسكري الذي كان سيقضي على الفقر في مصر، وعلى الإرهاب كذلك. وهو سبب آخر كذلك للعزلة التي يشعر بها المسيحيون -الذين حماهم النظام- وسط الغالبية المسلمة التي تهدد مرة أخرى بثورة مرتقبة، لن تكون "بنقاء" الثورة التي رافقت سقوط مبارك.

واعتبر فيسك "أن السيسي مازال يروج لنفسه باعتباره المعتدل العظيم الذي حمى مصر من التطرف الإسلامي، وهو ما يفسر بهجته بزيارة البابا على الرغم من التوترات بينه وبين أحمد الطيب -شيخ الأزهر- الذي استضاف البابا في القاهرة الأسبوع الماضي. يقولون إن السيسي يشك في أن الطيب لا يبذل كل ما بوسعه لمواجهة الإرهاب".
وختم الكاتب البريطاني مقاله بأن "المشكلة أن حرب مصر الخارجة عن السيطرة على داعش، وخلايا داعش الجديدة غرب القناة، ربما تجعل من المؤسسات الدينية في مصر كيانات عاجزة في وقت قريب. وحين تعمل الميليشيات المسلحة على اغتيال أعداء الدولة المفترضين.. فما عليك سوى التفكير في العراق".

تحميل المزيد