الإمارات تؤسس جيشاً إقليمياً جنوبي اليمن.. ولكن جهودها في مهبِّ الريح

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/03 الساعة 08:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/03 الساعة 08:01 بتوقيت غرينتش

منذ استعادَتْ قوة يمنية درَّبتها وموَّلتها الإمارات العربية المتحدة ميناء المكلا الجنوبي من مقاتلي تنظيم القاعدة قبل عام، أصبحت مساعي الإمارات لتعزيز ما تحقق من تقدم في مهب الريح بفعل الخصومات التقليدية.

فالانقسامات داخل المجتمع اليمني القبلي بالإضافة إلى النزعات الانفصالية بين القوات والقيادات في الشطر الجنوبي الذي كان دولة مستقلة في يوم من الأيام تجعل بناء جيش وطني حقيقي مهمة شبه مستحيلة بالنسبة للإمارات في الوقت الراهن، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

كما أنها قد تدفع الإمارات للغوص أكثر في المستنقع اليمني.

ويقول ضباط من الإمارات، إن الوضع جعل من الصعب عليهم الزحف شمالاً، بما يعزز ما حقَّقوه من مكاسب إقليمية. ويضيفون أن الهجوم الجنوبي تباطأ منذ عَبَر حدود محافظة تعز.

وقال ضابط بجيش الإمارات "تعز جزء من الشمال، والجنوبيون لا يريدون القتال خارج حدودهم، وكان أخذهم إلى هناك تحدياً كبيراً".

والإمارات عضو قوي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، ويحارب الحوثيين المتحالفين مع إيران تأييداً لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً.

ومنذ مارس/آذار عام 2015، سقط أكثر من عشرة آلاف قتيل في الصراع، وأصبح اليمن على شفا كارثة إنسانية يعاني فيها الملايين من الجوع.

وقد استفاد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية من هذه الفوضى في تحقيق أغراضهما.

وكانت استعادة المكلا من تنظيم القاعدة، في أبريل/نيسان من العام الماضي، إنجازاً كبيراً للقوة التي ترعاها الإمارات. فالمكلا الواقعة على خليج عدن عاصمة محافظة حضرموت تضم أغلب الثروة النفطية اليمنية.

وبحسب رويترز، فإن في فترة من الفترات كان الميناء يمثل مصدر دخل يبلغ ملايين الدولارات لتنظيم القاعدة من الرسوم الجمركية، وذلك قبل أن تدفع قوة مؤلفة من 30 ألف فرد رجاله إلى الجبال القريبة.

وبعد مرور 12 شهراً على تحرير المكلا عادت بعض مظاهر الحياة إلى طبيعتها في شوارعها المتربة المزدحمة، رغم أن سيارات مدمرة تركها مقاتلو التنظيم ما زالت تقبع على جوانب الطرق، حيث يقف جنود شبان يبدو عليهم التوتر عند حواجز أمنية، فيما يشير إلى هشاشة ما تحقق من مكاسب عسكرية.

انضباط

ركَّزت الإمارات جهودها على بناء قوة يمنية منذ أن قلَّصت وجود قواتها على الخطوط الأمامية، في أعقاب هجوم صاروخي شنَّه الحوثيون، أسفر عن مقتل العشرات من جنود الإمارات ودول خليجية أخرى في شرقي مأرب، في سبتمبر/أيلول عام 2015.

قال جندي نحيف، اسمه أحمد الخشاف، يرتدي ملابس عسكرية لا تناسبه ويقف في حراسة الميناء: "كنت أعرف دائماً كيفية استعمال السلاح، لكن جيش الإمارات علَّمنا الانضباط العسكري وأتاح لنا وظائف".

ويقول ضباط كبار من الإمارات، إن قواتهم درَّبت أكثر من 11 ألف جندي يمني من حضرموت، و14 ألفاً من عدن؟ وثلاث محافظات، وتدفع لهم أجورهم. ومع ذلك يصعب تحقيق الوحدة.

وقال مسؤول عسكري كبير من الإمارات، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: "في اليمن الحضرمي لا يقاتل إلا من أجل حضرمي آخر. ومن المهم الاحتفاظ بتجمّعات إقليمية عندما تؤسس الكتائب".

غير أن المجهود الحربي قد يصبح الآن في المرتبة الثانية، بعد الحماس لإحياء دولة جنوبية الذي تدعمه استعادة قوات التحالف عدن من أيدي الحوثيين، في يوليو/تموز عام 2015، بحسب رويترز.

والآن يبدو أن القوات المحلية تعطي الأولوية للقتال على حدود الشطر الجنوبي على القتال في أراضٍ تعتبرها بلداً أجنبياً.

وقال اللواء أحمد بن بريك محافظ حضرموت، في مقر إقامته الخاضع لحراسة مشددة في المكلا: "إذا لم يحدث سلام مع الشمال سننفصل".

وفي عدن على مسافة 480 كيلومتراً إلى الغرب من المكلا، بدأت الانقسامات تتصاعد بين قوات هادي والقوات المؤيدة للانفصال.

ووقعت احتجاجات في الشوارع على قرار هادي، الأسبوع الماضي، بعزل عيداروس الزبيدي محافظ عدن الانفصالي، الذي يحظى بدعم الإمارات.

وربما يزداد تعقيد دور الإمارات في اليمن، بسبب مشاركة مقاتلين ملثمين مزودين بعتاد عسكري زودتهم به الإمارات.

تحميل المزيد