أصدرت كوريا الشمالية مقطع فيديو للدعاية الترويجية لنظامها يحاكي هجمات على البيت الأبيض الأميركي وحاملات الطائرات الأميركية، وسط التوتر المتصاعد بين الدولتين، بحسب ما نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الخميس 27 أبريل/نيسان 2017.
وكشفت أداة الدعاية السياسية "ميرر" (وتعني الصدى) في الدولة الشيوعية النقاب عن المقطع المصور المليء بالضربات الصاروخية والذي يهتف بالمشاهدين قائلاً: "إن العدو الذي ينبغي تدميره هو أمام ناظرنا".
ويأتي هذا المقطع بعد فترة وجيزة من إعلان الولايات المتحدة أنها سترسل طائرات حربية إلى شبه الجزيرة الكورية وقول دونالد ترامب إنه سيفرض حزمة جديدة من العقوبات الأميركية على نظام تلك الدولة الشيوعية السرية، في محاولة منه لدفعها نحو عزلة اقتصادية.
الفيلم مدته دقيقتان ونصف الدقيقة، ويبدأ بمشاهد من أحدث استعراضات كوريا الشمالية العسكرية والذي أقيم احتفالاً بمناسبة مرور 105 أعوام على ميلاد مؤسس البلاد كيم إل-سونغ في الـ15 من أبريل/نيسان، حيث استعرض الجيش مجموعة متنوعة من صواريخه الباليستية.
وعلى وقع الموسيقى الدرامية الحماسية، نرى في المقطع حاملات طائرات أميركية تلتهمها ألسنة اللهب من الهجوم الصاروخي، تصحب تلك المشاهد عبارة تحذيرية أسفل الشاشة ترجمتها التقريبية "لحظة يقترب العدو منا خطوة واحدة للغزو والعدوان".
تليها عبارة أخرى تقول: "سنريكم قدرات دولة قوية تقود العالم في مجال التقنية النووية والصاروخية".
ومعروف عن كوريا الشمالية حملاتها الدعائية السياسية، إلا أنها في الأسابيع الأخيرة كثّفت من وتيرة دعايتها؛ ففي وقت سابق من هذا الشهر وفي أثناء حفلة موسيقية حضرها رئيس البلاد كيم جونغ-أون، عرض على أعين الحضور مقطع فيديو يحاكي هو الآخر انطلاقة الصواريخ الكورية وتسابقها عبر المحيط الهادي ثم إصابتها الهدف في مدينة أميركية تصبح هشيماً تأكله النيران، ثم ينتهي المقطع بمشهد لعَلم أميركي يحترق بنجومه وخطوطه الحمراء الشهيرة، وفي الخلفية مشهد مقبرة لدفن الموتى.
توتر متصاعد
ويمارس الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ضغوطاً على الصين؛ لكبح جماح كوريا الشمالية، مستغلاً النفوذ الذي تتمتع به بكين على بيونغ يانغ.
والخميس 27 أبريل/نيسان الحالي، قال ترامب إنه من المحتمل أن يندلع "صراع كبير جداً" مع كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية والصاروخية.
وأشار ترامب في مقابلة مع وكالة رويترز إلى أنه يريد حل الأزمة سلمياً، ربما من خلال فرض عقوبات اقتصادية جديدة، لكن الخيار العسكري غير مستبعد.
وأضاف ترامب خلال المقابلة التي جرت في المكتب البيضاوي: "هناك احتمال أن ينتهي بنا الأمر إلى صراع كبير جداً مع كوريا الشمالية"، واصفاً بيونغ يانغ بأنها أكبر تحدٍّ عالمي بالنسبة له.
كما قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الخميس، إن الصين أبلغت الولايات المتحدة أنها حذرت بيونغ يانغ من أنها قد تفرض عقوبات عليها إذا أجرت تجربة نووية أخرى.
خيارات عسكرية مطروحة
وقال تيلرسون على قناة فوكس نيوز، إن تقارير المخابرات الأميركية تشير إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون "ليس مجنوناً"، مشيرة إلى أنه ربما يكون طرفاً يمكن التفاوض معه بينما يسعى المجتمع الدولي إلى كبح جماح برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية.
وقال مسؤولون أميركيون إن البنتاغون بصدد صياغة خياراته العسكرية بعد توجيهه أسطول حاملة الطائرات "كارل فينسن" نحو مياه شبه الجزيرة الكورية، وفقاً لما ذكرته صحيفة الإندبندنت.
وارتفعت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، عقب تنفيذ الأخيرة تجربة لصاروخ باليستي جديدة، سرعان ما فشلت، فيما أعلنت واشنطن مؤخراً توجيهها حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون"، برفقة سفن حربية أخرى إلى شبه الجزيرة الكورية في استعراض للقوة.
وتسعى واشنطن إلى تجريد بيونغ يانغ، من قدراتها النووية والباليستية، إلا أن الأخيرة تواصل تجاهلها، وتطور أسلحتها وترسانتها، في تحدٍ لقرارات مجلس الأمن والحصار الذي يفرضه المجتمع الدولي عليها.