دعا دليل أبوبكر، عميد مسجد باريس الكبير وأحد كبار القادة الفرنسيين المسلمين، مسلمي فرنسا، الذين يبلغ عددهم نحو خمسة ملايين شخص، إلى "التصويت بكثافة" لانتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً للبلاد.
ووصف أبوبكر الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية، والمقرر عقدها في السابع من مايو/أيار القادم، بأنَّها "محوريةٌ لمستقبل فرنسا والأقليات الدينية فيها".
وقال في تصريحه: "يدعو مسجد باريس الكبير واتحاده الوطني جميع مسلمي فرنسا للتصويت بكثافة لصالح المرشح إيمانويل ماكرون"، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
وأضاف أبوبكر أنَّ المواطنين الفرنسيين يجب أن يُدركوا "الخطر المتمثل في الفكر المُعادي للأجانب وتأثيره المُقلق على تماسكنا في فرنسا"، دون أن يشير صراحةً إلى مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، ومنافسة ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات.
وكانت النتيجة النهائية للجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية قد أظهرت حصول ماكرون على 24,01% من عدد الأصوات، بينما حصلت لوبان على 21,30%.
لوبان كارهة المسلمين
يذكر أن مرشحة اليمين المتطرف زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" مارين لوبان تتخذ موقفاً عدائياً من المسلمين والمهاجرين، حيث قالت في 5 فبراير/شباط 2017، أمام الآلاف من أنصارها الذين لوَّحوا بالأعلام وهم يرددون هتاف "هذه بلدنا" إنها "الوحيدة التي ستحميهم من التطرف الإسلامي والعولمة إذا انتخبت رئيسة في مايو/أيار".
وندّدت لوبان كذلك في مرات سابقة بصلاة المسلمين في الشوارع، التي على الأرجح تكون في أيام الجمعة، أو المناسبات التي تحمل طابعاً دينياً، وتعهدت بأنها حال ترشحها سوف تصدر قانوناً يحظر تلك الممارسات، وأن عقاب المخالفين سيكون شديداً وغليظاً للغاية.
وطالبت، مؤخراً، بإلزام جميع الفرنسيين مزدوجي الجنسية من الدول غير الأوروبية بأن يتخلوا عن جنسيتهم الفرنسية أو جنسيتهم الأخرى. ويستهدف هذا القرار القطاع الأكبر من الشعب الفرنسي المسلم دون شك، الذي يحمل معظمه الجنسية الفرنسية، بالإضافة إلى جنسيةٍ شمال إفريقية أخرى.
ماكرون المستقل
في المقابل، يتخذ المرشح الوسطي المستقل ماكرون موقفاً بعيداً عن التشدد حيال المسلمين والمهاجرين، وبقاء فرنسا في أوروبا، ويرفع ماكرون شعار "لا يسار ولا يمين".
وماكرون هو وزير الاقتصاد الفرنسي السابق، وقال في تصريح لافت في أكتوبر/تشرين الأول 2016، إن "فرنسا ارتكبت أخطاء في بعض الأحيان باستهدافها المسلمين بشكل غير عادل"، مشيراً إلى أن البلد يمكن أن يكون أقل صرامة في تطبيق قواعده بشأن العلمانية، بحسب ما ذكر تقرير سابق لعربي بوست.
وخلال زيارته للجزائر، في فبراير/شباط 2017، قال ماكرون إن تاريخ فرنسا في الجزائر كان "جريمة ضد الإنسانية". وتابع قائلاً: "كان الأمر وحشياً حقاً، وهو جزء من الماضي يجب أن نواجهه حتى نعتذر أيضاً لمن تضرروا".