قطارات محمَّلة بالأسلحة والذخائر وطائرات تُحلّق على الحدود.. موسكو تستعد لضربة أميركية قريبة على كوريا الشمالية.. وهذا ما سيحدث لمدن روسية

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/20 الساعة 14:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/20 الساعة 14:20 بتوقيت غرينتش

التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إرسال فرق عسكرية ومعداتٍ حربية إلى حدود بلاده مع كوريا الشمالية بعد مخاوف برزت في الآونة الأخيرة من احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة تستهدف نظام الرئيس كيم جونغ-أون.

ويخشى الرئيس الروسي من تدفق سيل عارم من اللاجئين الكوريين الشماليين إن شن نظيره الأميركي، دونالد ترامب، عملية عسكرية ضد بيونغ يانغ، بحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية.

الصين تقْدم على خطوة مشابهة

وقبل أيام، أقدمت الصين على خطوة مشابهة؛ فقد حشدت بكين على حدودها المجاورة قوة قوامها 150 ألف جندي؛ تخوفاً من موجة لجوء كورية شمالية قد تجتاح حدود البلاد لو قامت الحرب.

وصباح الخميس 20 أبريل/نيسان 2017، ظهرت مقاطع مصورة للتعزيزات العسكرية التي أرسلها بوتين لتأمين حدوده مع كوريا الشمالية التي يبلغ طولها 11 ميلاً (17.7 كيلومتر)، حيث ظهرت القوافل العسكرية بالصور في أثناء انتشارها لتتخذ مواقعها الجديدة المتاخمة للحدود.

وظهر في المقطع واحد من 3 قطارات محمَّلة بالذخائر والعتاد الحربي، يتجه نحو الحدود الواقعة بين روسيا وكوريا.

وفي مقطع مصور آخر، ظهرت مروحية هليكوبتر عسكرية تحلق نحو الحدود الكورية الشمالية ومناورات لمركبات الجيش الحربية عبر التضاريس القاسية هناك.

كذلك، أشارت تقارير أخرى إلى وجود تحركات عسكرية برية أيضاً.

وكانت مخاوف قد تصاعدت من احتمال تعرض روسيا لموجات لجوء إنساني جماعية من كوريا الشمالية إذا اندلعت الحرب هناك.

لكن تحذيراتٍ وردت بوتين أيضاً من أن التلوث النووي سوف يتسرب بسرعة إلى روسيا في حال وجهت أميركا ضربتها العسكرية إلى مرافق كيم جونغ-أون النووية.

ونقلاً عن موقع primemedia.ru الإخباري الروسي، فإن "قطارات السكك الحديدية المحملة بالمعدات الحربية والمتجهة إلى منطقة بريمورسكي عبر خبروفسك قد شوهدت من قِبل السكان المحليين" في الشرق الأقصى الروسي؛ ما ربط هذه المشاهدة بالتطورات الحاصلة في أزمة كوريا الشمالية.

وقال ستانيسلفا سينيتسن، العسكري المتقاعد: "لقد شوهدت في منطقة بريمورسكي طوال الأسبوع الماضي حركة المعدات الحربية عبر وسائط نقل متعددة نحو المناطق الجنوبية. كثيرون ربطوا ذلك بالوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية. الفيديو يُظهر أنظمة مدفعية إما تدعم الجنود في الهجوم وإما تواجه المعتدي".

وتابع سينيتسن: "إن تحرك المعدات الحربية يعني أن سلطات بلادنا تتابع الوضع وتتخذ تدابير مناسبة".
وتعد هذه التحركات تدابير "وقائية، لكن ضرورية".

ويقول سينيتسن أيضاً: "إن ساء الوضع خاصة من ناحية الأحداث العسكرية، فمن الواضح أن جميع القوات المسلحة لدول الجوار تراقب الوضع من كثب، ونحن لسنا استثناء لذلك. ليست هذه المرة الأولى التي تقلقل فيها كوريا الشمالية السلام في المنطقة، ولهذا فإن الوضع يستحق الانتباه".

أما المتحدث العسكري الروسي ألكسندر غوردييف، فرفض الإدلاء بالأسباب المحددة وراء تحركات الجنود والمعدات، إلا أنه قال إن تدريبات عسكرية قد انتهت مؤخراً في منطقة ترانسبايكال الواقعة في سيبيريا.

وتتمركز قوات روسيا العسكرية بأعداد ضخمة في ميناء فلاديفوستوك البحري الذي يبعد مسافةً أقل من 100 ميل عن كوريا الشمالية (161 كيلومتراً).

وقال الخبير في شؤون كوريا الشمالية قنسطنطين أسمولوف: "في حال ضربت الولايات المتحدة مرافق كوريا الشمالية النووية بالصواريخ، فإن سحابة إشعاعية سوف تصل فلاديفوستوك في غضون ساعتين".

وحذر أسمولوف الخبير في المعهد الروسي للشرق الأقصى من أنه في حال شن حرب كاملة النطاق، فإن "طالبي اللجوء الجوعى سيتدفقون نحو روسيا".

وعرقلت روسيا يوم الأربعاء 19 إبريل/نيسان مجلس الأمن لاستصدار قرار يشجب فيه آخر اختبارات بيونغ يانغ الصاروخية، رغم أن الصين نفسها التي تشترك مع كوريا الشمالية في حدودها قد وقفت مع البيان الأميركي شديد اللهجة الذي تقدمت به الولايات المتحدة ضد اختبارات بيونغ يانغ.

وكان البيان المقترح في فحواه يطالب كوريا الشمالية "بالامتناع عن إجراء أي تجارب نووية ثانية" وبوقف إطلاق الصواريخ.

يذكر أن بيونغ يانغ كانت قد أجرت يوم الأحد الماضي اختباراً باء بالفشل.

وحسب ما قاله دبلوماسيون في مجلس الأمن، فإن روسيا أرادت شمل لهجة كان قد تضمنها بيان سابق شدد على أهمية التوصل إلى حل عبر الحوار.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "للأسف، علينا الاعتراف بأن احتمال نشوب صراع جدي في هذه المنطقة قد ازداد بشكل كبير".

ودعا إلى "إظهار المسؤولية" من قِبل جميع الأطراف لتفادي التصعيد.

وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية توتراً كبيراً، خلال الأسابيع الماضية؛ بسبب إطلاق بيونغ يانغ تجربة باليستية جديدة الأحد الماضي.

والأربعاء، حذر نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، كوريا الشمالية برد قاسٍ ومدمر في حال وصلت الأمور إلى الهاوية واندلعت الحرب بين البلدين.

ونشرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية الأربعاء، مقطع فيديو افتراضي لضرب صواريخ كورية ولايات أميركية وتحويلها إلى رماد.

تحميل المزيد