سعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء 19 أبريل/نيسان 2017، إلى التوضيح، بعد صدور رسائل ملتبسة عنها بشأن موقع حاملة طائرات أميركية كان يُفترض أنها في طريقها إلى كوريا الشمالية في الأسبوع الفائت.
وسط توتر متصاعد مع استعدادات بيونغ يانغ لما يبدو أنه تجربة نووية سادسة، أعلنت البحرية الأميركية، في 8 نيسان/أبريل، أنها أمرت قوةً بحرية ضاربة بقيادة حاملة الطائرات كارل فينسون "بالإبحار شمالاً" من مياه سنغافورة، في "إجراء حذر" لردع الشمال.
حينذاك صرَّح الرئيس ترامب: "إننا نرسل أسطولاً كبيراً قوياً جداً"، فيما أوحى مسؤولون آخرون بمسارعة السفن المعنية إلى المنطقة.
وفي 11 أبريل/نيسان، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، قال إن "إبحار مجموعة بقيادة حاملة طائرات إلى منطقة ما بهذا الشكل، وهذا الوجود المسبق على خط متقدم يشكل بوضوح إجراءً ردعياً هائلاً، لذا أعتقد أن الأمر يخدم قدرات متنوعة".
كما أكد وزير الدفاع جيم ماتيس، أن كارل فينسون "في طريقها صعوداً" إلى المنطقة.
لكن البحرية اعترفت، الثلاثاء، بإرسال السفن فعلياً في الاتجاه المعاكس، من سنغافورة باتجاه أستراليا لإجراء مناورات مع البحرية الأسترالية.
وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع أن حاملة الطائرات لا يمكن أن تقترب من كوريا الشمالية قبل الأسبوع المقبل، على أقرب تقدير، علماً أنها أصبحت على بُعد آلاف الأميال البحرية من بحر جاوا، حيث كانت في نهاية الأسبوع.
وتلقَّف المعارضون هذا التناقض واعتبروه سوء تعبير خطيراً، لأنه يعزز نظرية كوريا الشمالية بأن الأميركيين صاخبون لا أكثر، ولا ينفِّذون تهديداتهم.
"بالأحرى يحدث"
في هذه الأثناء يواجه البيت الأبيض مشاكل في المصداقية في مختلف الملفات، بما فيها حجم الحشد الذي حضر تنصيب ترامب، وتأكيد الرئيس -بلا إثبات- تنصت إدارة سلفه باراك أوباما على أحاديثه، وأن ملايين الأصوات في انتخابات، نوفمبر/تشرين الثاني، الرئاسية غير قانونية.
وقال سبايسر الأربعاء، محاولاً توضيح المسألة: "قال الرئيس إن لدينا أسطولاً كبيراً متجهاً إلى شبه الجزيرة (الكورية). هذا واقع حدث، أو بالأحرى يحدث".
في السعودية أكد ماتيس لصحفيين أن البنتاغون توخَّى الانفتاح بشأن موقع "كارل فينسون"، وقال: "بالعادة لا نعلن برامج السفن مسبقاً، لكنني لم أُرد التلاعب بالقول إننا لم نعدل البرنامج، فيما عدلناه في الحقيقة".
وتابع أن حاملة الطائرات "في طريقها. سأقرر موعد وصولها وموقع عملها الفعلي، لكن الفينسون ستشكل عنصراً في ضماننا لحلفائنا في شمال غرب المحيط الهادئ إننا إلى جانبهم".
وكتب الأميرال جيم كيلبي، الذي يقود مجموعة "كارل فينسون" الضاربة على موقع فيسبوك في وقت متأخر الثلاثاء، إن انتشار السفن "مدد 30 يوماً لضمان وجود دائم في مياه شبه الجزيرة الكورية".
وقال مدير شؤون كوريا في البنتاغون، أثناء إدارة باراك أوباما السابقة جيمس فيه، إن إرسال "كارل فينسون" ليس تطوراً حاسماً نظراً إلى نشر الولايات المتحدة مجموعة هائلة متنوعة من العتاد العسكري وعشرات آلاف الجنود في المنطقة لردع بيونغ يانغ.
وقال فيه لوكالة فرانس برس، إن خطاب إدارة ترامب بشأن كوريا الشمالية "متفجر إلى حد المبالغة وخطير"، لكن إرسال المجموعة الضاربة "ليس إطلاقاً إجراء خارجاً عن المألوف".
ونفَّذت بيونغ يانغ، السبت، عرضاً عسكرياً ضخماً، فيما يتوقع المراقبون أن يُجري هذا البلد تجربة نووية سادسة بالتزامن مع الاحتفالات بمولد مؤسس النظام كيم إيل-سونغ.
لكن التجربة لم تتم بعدُ، رغم اختبار صاروخ، الأحد، أكد البنتاغون أنه انفجر بُعيد إطلاقه.