مسلمو فرنسا يجتمعون لتحديد موقفهم من انتخابات الرئاسة.. والمرشحون يردون بهذا التصرف غير اللائق

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/17 الساعة 12:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/17 الساعة 12:26 بتوقيت غرينتش

لمن سيُعطي مسلمو فرنسا أصواتهم في الانتخابات الفرنسية القادمة؟ يبدو أنهم حائرون بشأن مَنْ يستحق دعمهم، لكنهم متفقون على من لا يجب أن يحصل على أصواتهم.

فخلال اللقاء السنوي الرابع والثلاثين لمسلمي فرنسا، دعا رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا إلى "حماية البلاد من خطر اليمين المتطرف"، حسب تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية.

يقف أمام القاعة رقم 2 من ساحة العرض في حديقة بورجيه (سين سان دوني) طابور طويل من أجل حضور اللقاء السنوي لمسلمي فرنسا، الذي انعقد يوم السبت الماضي 15 نيسان/أبريل 2017 عند منتصف النهار.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه المناظرة حملت عنوان: "11 مرشحاً للانتخابات الرئاسية، لكن لمن نصوّت؟".

وصرّح الكثير من الزوار المترددين سنوياً على هذا المعرض الكبير الذي يوجد في الموقع التجاري للمؤتمرات، والذي نظمه اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (التابع لحركة الإخوان المسلمين) أنهم لم يحسموا قرارهم بعد، قبل أسبوع من الدخول في الانتخابات.

أصوات منقسمة

ليلى، الأم التي تبلغ من العمر 32 سنة، التي صوّتت كغيرها سنة 2012 لفرانسوا هولاند، قالت إنها ستصوّت للمرشح اليساري الراديكالي جون لوك ميلانشون.

وقد علّلت سبب هذا الاختيار بأنه "لا ينتمي لليمين ولا للحزب الاشتراكي. فمنذ 5 سنوات، يحاول الاشتراكيون تشويه صورة المحجبات، لكن سنثبت لهم هذه المرة أنهن لا يخْضعن لسلطة أي كان".

وقد أكدت فاطمة خيميلات، الحائزة على الدكتوراه من معهد الدراسات السياسية "آكس أون بروفانس"، التي تعقد لقاءات مع بعض الحضور في المعرض من أجل التحضير لأطْروحتها، أن التصويت خلال سنة 2017 سيميل نحو اليسار.

في المقابل، من المرجح أن تكون الأصوات هذه المرة أكثر انقساماً مقارنة بما كانت عليه قبل خمس سنوات.

فوفقاً لفاطمة خيميلات، فشل الخطاب الإصلاحي المتعلق بعدم سحب الجنسية من المتهمين بالإرهاب من حاملي الجنسيتين، في الوقت الذي تواترت فيه خطابات مانويل فالس المعادية للإسلام والحجاب التي وصفها البعض على أنها خيانة.

لا وجود لمرشح حالي

اكتشف الفضوليّون عندما فتحت قاعة بورجيه أبوابها للنقاش المتعلق بالانتخابات الرئاسية أن أمامهم حول الطاولة 4 مشاركين، ومنظم يستنكر عدم حضور أيّ من ممثلي الـ11 مرشّحاً للرئاسة، الذين أرسل بنفسه لهم دعوة الحضور.

وتجدر الإشارة إلى أن أعداد المؤيدين لمرشحي الرئاسة الذين تواجدوا حول المنتزه كان قليلاً، حيث اقتصر الحضور فقط على البعض من أنصار المرشح اليميني فرانسوا أسلينو.

خلال هذه المناظرة، كان من بين المتحدثين الناشط ضد الزواج المثلي، كمال الشيخ، الذي تحدث عن "اليمين الوطني" في محاولة منه لإحياء الجبهة الوطنية (يمين متطرف) وحشد الأصوات لصالح اليمين. وقد تساءل الشيخ قائلاً: "هل سنستقبل موجات هجرة جديدة في المستقبل؟".

من جانبه، نصح رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، عمار الأصفر، بعدم الوقوف عندَ ما يقوله أحد المرشحين عن الإسلام، حتى نقوم باتخاذ قرار بشأنه.

ودعا الأصفر للتصويت لصالح أي مرشح من الحزب الجمهوري، رافعاً شعار: "حافظوا على فرنسا من خطر اليمين المتطرف".

المقاطعة

في المقابل، قال أحمد مشيرفي، المسؤول الجمعياتي في منطقة رانس الحاضر في المعرض: "منذ زمن، كنا نتساءل حول ما إذا كان يجب علينا التصويت. أما في الوقت الراهن، فقد أصبحنا نتساءل حول لمن نصوّت، وهذا دليل على حُسن الاندماج. فقد اعتاد المسلمون الامتناع عن التصويت منذ 30 سنة، الأمر الذي يخدم مصلحة من يريد تغييب الإسلام في فرنسا".

ومن جهته، قال نبيل الناصري، رئيس تجمّع مسلمي فرنسا، في تصريح لاقى استحسان الحضور إن "الامتناع هو أسوأ خيار".

بينما لا تزال فاطمة، التي حضرت المعرض مع أمها، مترددة بين "ميلانشون وهامون وماكرون"، مبدية أسفها لأنهم لم يقدموا أفضل البرامج الانتخابية. ووعدت بأنها ستنتخب يوم 23 أبريل/نيسان 2017 الأكثر تسامحاً وعدلاً ونشاطاً.

حزب جديد

قررت حنان زهواني الذهاب إلى أبعد من ذلك. فقد رشحّت هذه المرأة، التي تبلغ من العمر 40 سنة وتعمل مديرة تجارية وناشطة اجتماعية، نفسها للانتخابات التشريعية المقررة في يونيو/حزيران 2017 في الدائرة الانتخابية الخامسة في سين سان دوني (بوبيني ودرانسي وبورجيه).

كما أسست رهواني حزباً أطلقت عليه اسم "فرنسيون ومسلمون"، مؤكدة أن برنامج حزبها يستند إلى الأخلاق الإسلامية ويتماشى مع قيم الجمهورية.

والجدير بالذكر أن أهداف الحزب غير يمينية ولا يسارية أو وسطية، حيث يعمل على تقديم مقترحات تتراوح بين إنشاء ما يُعرف بـ"الراتب الشامل"، ومشاركة المهام، وإدماج العبادة الإسلامية في قانون 1905 المتعلق بفصل الكنيسة عن الدولة، فضلاً عن فرض الاحترام داخل المؤسسات التربوية.

وفي الواقع، ينحدر العديد من كوادره من الاتحاد الديمقراطي الإسلامي في فرنسا، والذين غادروه بسبب الانشقاقات الداخلية. وقد أكد هذا التيار أنه حظي خلال الانتخابات الإقليمية التي عُقدت سنة 2015، بخمسة في المائة من الأصوات عن 161 مكتب تصويت في إيل دو فرانس.

أما بالنسبة للانتخابات التشريعية، التي ستُعقد في يونيو/حزيران فقد أعلن 5 مرشحين عن حزب "فرنسيون ومسلمون" ترشحهم عن مدينة سين سان دوني وإقليم فال دو مارن.

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Le Monde الفرنسية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد