إن فشل التجربة الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية قد يكون سببه هجمات إلكترونية شنتها الولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما قالت صحيفة "تليغراف" البريطانية.
فقد انفجر الصاروخ متوسط المدى بعد ثوان قليلة من إطلاقه الأحد 16 أبريل/نيسان 2017، من موقع مجاور لميناء سينبو، تزامناً مع وصول نائب الرئيس الأميركي مايك بينس إلى سيول لإجراء محادثات مع حكومة كوريا الجنوبية حول كيفية التعامل مع النزعة العدوانية لحكومة بيونغ يانغ.
ونقل موقع BBC الإلكتروني عن وزير الخارجية البريطاني السابق السير مالكولم ريفكيند قوله "ربما يكون قد فشل نتيجة إخفاق النظام، إلا أن هناك اعتقاداً قوياً أن الولايات المتحدة قد نجحت من خلال وسائلها الإلكترونية في العديد من المواقف في وقف مثل هذه الاختبارات وإفشالها".
وفي عام 2014، أصدر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قراراً بتكثيف الجهود لمواجهة القدرات الصاروخية لكوريا الشمالية من خلال الاعتداءات السيبرانية والحرب الإلكترونية. وقد شهدت كوريا الشمالية زيادة هائلة في إخفاق عمليات إطلاق الصواريخ منذ ذلك الحين، رغم عدم الإعلان رسمياً عن نجاح البرنامج.
وذكر أحد مستشاري السياسة الخارجية الأميركية المصاحب لبينس خلال جولته على متن الطائرة الرئاسية الثانية أن الاختبار لم يكن مفاجئاً.
وأخبر المستشار الصحفيين مشترطاً عدم ذكر اسمه "جمعنا معلومات جيدة قبل عملية الإطلاق وبعدها".
وأضاف "إنه اختبار فاشل يأتي بعد اختبار فاشل. ومن ثم، ليس هناك داع لتعزيز عمليات الإخفاق. لسنا بحاجة إلى إنفاق أي من مواردنا على ذلك الأمر".
وذكر رؤساء الأركان بكوريا الجنوبية أن المحللين لم يحددوا بعد نوع الصواريخ التي تم إطلاقها، ولكنها أُطلقت بعد يوم واحد من العرض العسكري الذي قدمته كوريا الشمالية بشوارع بيونغ يانغ لاستعراض مجموعة من الأسلحة تضمنت ما يعد جيلاً جديداً من القذائف الباليستية عابرة القارات ذات القدرة على استهداف الأراضي الأميركية.
وكان العرض العسكري جزءاً من الاحتفال بالذكرى الخامسة بعد المائة لميلاد كيم إل سونغ، مؤسس دولة كوريا الشمالية وتضمنت 56 صاروخاً من 10 أنماط مختلفة.
وضمت تلك الأنماط قذائف بوكوكسونج الباليستية التي يتم إطلاقها من الغواصات البحرية، والتي كان النظام يختبرها على امتداد الساحل الشرقي للبلاد.
سلسلة من التجارب الفاشلة
وذكرت وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية في بيان لها أن "كوريا الشمالية حاولت اختبار نمط غير محدد من الصواريخ من منطقة سينبو جنوبي إقليم هامكيونغ هذا الصباح، ولكننا نعتقد أن عملية الإطلاق قد أخفقت".
وقد أخفقت أيضاً محاولة إطلاق الصاروخ السابقة في 5 أبريل/نيسان 2017 قبل أن يسقط في بحر اليابان.
وأخفقت كوريا الشمالية أيضاً في إطلاق الصاروخ في أواخر شهر مارس/آذار 2017.
وأشار الخبراء إلى إمكانية قيام الولايات المتحدة بتنفيذ اعتداءات على الصواريخ باستخدام موجات كهرومغناطيسية أو هجمات إلكترونية من خلال أجهزة إلكترونية تدخل فيروسات للصاروخ تؤدي إلى إرباك التعليمات ونظم التحكم أو أنظمة الاستهداف.
وكشفت قيادة الباسيفيك الأميركية عن وجود صاروخ باليستي أطلقته كوريا الشمالية وقامت القيادة بتعقبه يوم السبت في تمام الساعة 11:21 صباحاً بتوقيت هاواي، بحسب ما أورده قائد البحرية الأميركي ديف بينهام، المتحدث باسم قيادة الباسيفيك.
وقال بينهام "انفجر الصاروخ في الحال. ولا يزال نوع الصاروخ غير معلوم".
وسوف تعقد كوريا الجنوبية اجتماعاً للأمن القومي حول فشل عملية إطلاق الصاروخ في وقت لاحق من صباح الاثنين 17 أبريل/نيسان 2017.
وذكر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن دونالد ترامب قد علم بأحدث تطورات الوضع أثناء تواجده في منتجع مارالاجو بولاية فلوريدا.
صمت مريب
ولم تدلِ وسائل الإعلام بكوريا الشمالية بأي تعليقات على عملية الإطلاق، وهو ما يراه المحللون تصرفاً طبيعياً من قبل نظام بيونغ يانغ حينما تخرج الأمور عن مسارها.
وتخضع كوريا الشمالية للعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة جراء عزمها مواصلة برنامجها النووي في تحد سافر للمجتمع الدولي.
وقد أجرت بالفعل خمسة اختبارات نووية، من بينها اختباران تم إجراؤهما خلال العام الماضي 2016، بالإضافة إلى العديد من عمليات إطلاق الصواريخ.
ويقترب الأسطول الأميركي وتتقدمه البارجة يو.إس.إس كارل فينسون من شبه الجزيرة الكورية.
ويعكس انتشار الأسطول الخطوات الأشد صرامةً التي تتخذها الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، يأمل الرئيس ترامب الذي التقى بنظيره الصيني زي جينبينغ منذ أكثر من أسبوع، أن تتمكن بكين من كبح جماح بيونغ يانغ.
وحذر ترامب أيضاً على صفحته على موقع تويتر من أنه إذا لم تتمكن الصين من كبح جماحها، سوف تنجح الولايات المتحدة في القيام بذلك.
وذكر متحدث باسم الخارجية الأميركية "إننا نشعر بالقلق جراء التقارير الواردة بشأن قيام كوريا الشمالية بإجراء اختبارات لصواريخها ونرصد الموقف عن كثب".
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Telegraph البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.