يصدر مركز QS World University Rankings® بشكل دوري سنوياً التصنيف الترتيبي للجامعات العالمية.
وهناك جهات بحثية تعليمية أخرى تطلق التصنيف الترتيبي للجامعات بناء على معايير مختلفة وهذا هو الرابط لها:
أطلق فكرة هذا المقال أحد الأصدقاء بعد إرساله لتقرير "QS"، فكاتبته واقترح عليَّ أحد الأصدقاء أن أجمع ما كتبت كمقالة وأنشره لتعم الفائدة، وها أنا ذا أتبنى فكرة صديقي سيد حسن، وأسطر هذا المقال بين أيديكم.
حسب اطلاعي وعلى ضوء ذلك التقرير الدوري المذكور عاليه، فقد دأبت كبريات الدوريات والمجلات الأميركية، وحديثاً بعض الصحف العالمية المرموقة على إعادة نشر التقرير التصنيفي للجامعات على مستوى العالم.
وهذا التصنيف يُنشر بشكل دوري قبل بداية التسجيل للعام الدراسي الأول من كل عام دراسي بفترة زمنية كافية، ومع تقادم السنين أضحت هذه التغطية لهذا الموضوع ممارسة تقليدية للصحافة الأميركية الرزينة، ولاحظنا انتشار هذه العدوى المفيدة في معظم جنبات صحف ودوريات العالم الأول وبعض دول العالم الثالث.
هذه التغطية الإعلامية على موضوع الجامعات تساعد وتسهل عملية الانتقاء من بين الجامعات المعروضة للأسر والعوائل والطلبة والطالبات المهتمين بهذا الشأن من جهة، وكذلك تعطي انطباعاً لمديري الموارد البشرية في الشركات العالمية عن الأفضل تخرجاً والأكفأ لمتطلبات السوق وتحدياته.
من المعلوم أن معظم الجامعات تفتح أبوابها لعمل tour على مرافقها وقاعات المحاضرات بها ولمدة يومين أو أسبوع، بناء على تسجيل مسبق لمن يود ذلك من طلاب المرحلة الثانوية وأولياء أمورهم، إلا أن التقرير التصنيفي يحظى بمتابعة عالمية وشمولية أكبر.
أضيف إلى جانب تلك المعلومة، المعلومات التالية:
الادخار التعليمي
– أصبح الادخار لتعليم الأبناء في الدول المتقدمة وشبه المتقدمة من أولويات الأسر المتوسطة الدخل، كما أقرت تشريعات بعض الدول المتحضرة إعفاء صندوق الادخار التعليمي للأبناء من الضرائب، كما هو الحال في صندوق التقاعد للعاملين 401K.
طبعاً أمر كهذا يحفز الكثير من أولياء الأمور على الادخار لأبنائهم لضمان التحصيل العلمي، وهذا سنام وذروة الوفاء من قِبل الوالدين نحو أبنائهما في قطاع الأسر المتوسطة الدخل هنالك.
ولعمري فإن هذا الوفاء لهو صورة صادقة لما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كميل بن زياد النخعي بقوله: "يا كميل، المال تحرسه، والعلم يحرسك".
التخطيط الأسري والحظوة بتعليم مميز
أصبحت الحظوة بالتعليم العالي أحد هواجس وأمنيات معظم الأسر المتوسطة والفقيرة؛ لأن التعليم هو الطريق الأكثر أمناً للحصول على حياة عصرية كريمة.
وحديثاً نلاحظ أن حجم الأسر في المدن الكبرى لا يتجاوز معدل إنجاب الطفلين وهذا ادعاء مني، ولك منا الحق في تفحص الإحصائيات.
كما أن رسوم التعليم المتزايدة والباهظة الثمن تجعل الأكثرية ممن يفكرون بإلحاق أبنائهم بالتعليم الأكاديمي يخططون بوضوح ويحجمون عن زيادة حجم أسرهم.
بقي أن أضيف، إلى جانب ما ورد في خبر الترتيب العالمي للجامعات، المعلومات التالية الإضافية:
– أكثر كثافة تجمع للجامعات الأميركية / الكندية الناجحة والمؤثرة عالمياً والمرموقة متواجدة في الولايات الشمالية الشرقية من أميركا (ولاية نيويورك وولاية
ماساتشوستس) والشرقية من كندا (مقاطعة كيوبيك وأونتاريو).
– وما سجلت عيناي من مشاهد عن أكبر تجمع للجامعات في بقعة واحدة هو في مدينة مونتريال الكندية على امتداد شارع شيربروك Sherbrooke بالخصوص، وبعض تفرعات شوارعه؛ حيث تقع امتداد جامعة McGuil وترتيبها 19 عالمياً، وجامعة QUAM الناطقة بالفرنسية، ومتفرع من شارع Saint Mathu جامعة كونكورديا، وكليات عدة على امتداد شارع شيربروك كالكليات المتناثرة ككلية مونتريال وكلية داوسون وكلية الملكة فيكتوريا وكلية مازينوف.
وفِي الجهة الأخرى من الجبل تقع جامعة مونتريال، بالمحصلة توجد ثلاث جامعات عالمية تدرس باللغة الإنكليزية وثلاث جامعات عالمية تدرس باللغة الفرنسية في مدينة واحدة فقط.
ومدينة مونتريال الجميلة، وحسب رصدي، فهي الأكثر كثافة للطلاب الجامعيين في المدن التي زرتها في الشمال الأميركي قاطبة، وهي ذات طابع أوروبي ونكهة أميركية وأجواء دراسية مفعمة ومكتبات زاخرة ومتنوعة وبيئة دراسية مشجعة، أو هكذا أحسست من خلال زيارتي.
الجميل أن كل جامعة عالمية تتفاخر بما ينجز خريجوها من أمور تخدم بني البشر، فمثلاً جامعة Perdu الأميركية تفتخر بأن أكبر عدد رواد للفضاء من خريجيها، وتفتخر جامعة Waterloo الكندية بأن أحد خريجيها هو مبتكر جهاز بلاك بيري،
وتفتخر جامعة أثيكا Ithaca بولاية نيويورك بأن معظم خريجيها من أصحاب الياقات البيض white collar.
وتفتخر جامعة أريزونا بأن أفضل من أنجز مشاريع التجارة الصغيرة هم من خريجيها، وتفتخر جامعة جنوب كاليفورنيا بأن خريجيها هم رواد التطبيقات الذكية وهكذا.. إلخ.
وعادة تستخدم الجامعات إنجازات ونجاحات خريجيها وخريجاتها كمادة تسويقية، ويبدع الأميركيون في استخدامها هذا الفن الدعائي أيما إبداع.
شخصياً أرى الجامعات الناشطة والفاعلة على مستوى العالم هي وليدة التزاوج المعطاء للأنظمة الديمقراطية والمجتمعات المشجعة والثقافة الوسيطة المنفتحة على التواصل المثمر والتعبير الحر والدعم المالي السخي للبحوث العلمية، والتقبل للآراء القائمة بالدليل والنقاش المثمر.
وهذه المقدمات المذكورة سابقاً تنطلق لدراسة حاجات المجتمع الإنسانية والاستهلاكية والصناعية والترفيهية والنفسية من جهة، ومن جهة أخرى لتشبع الحاجات الاقتصادية والنمو التجاري للمستثمر أو المستثمرين.
بقي أن أهمس في أذن كل واحد من القراء الكرام :
– ماذا ادخر كل منا لضمان التحصيل العلمي المميز لأبناء مجتمعنا في ظل التحديات الاقتصادية المتنامية والتلويحات بإصدار تشريعات تحد من القبول الجامعي للطلاب في دول العالم الثالث؟
– والتساؤل الآخر: هل التحصيل الجامعي الحالي العام في دول العالم الثالث خلق الوعي الحقيقي وبنى الاكتفاء الذاتي للموارد العلمية بداخل دول العالم الثالث؟!
التعبير الحر عن الاحتياجات واستحصالها عن طريق البحوث الأكاديمية والسواعد الأبية، والتساوي في تكافؤ الفرص التعليمية لأبناء المجتمع، والمشاركة في صنع القرارات البناءة، والنهوض من خلال خطط مدروسة وعلمية، والدفع بسخاء على البحوث العلمية ذات الإنتاج، ونشر العدالة، أمور أساسية لخلق نهضة علمية واقتصادية وحقوقية.
باختصار الكل ينطق أفكاره وحقوقه وواجباته (Speak your mind up) هو الفيصل في عكس وانعكاس الوعي الجمعي، وليس فقط التحصيل العلمي أو المعلوماتي؛ لكي نرى جامعات بعض دول العالم الثالث في قمة القائمة للجامعات الدولية يوماً ما.
ختاماً، نتمنى لكل المقدمين على الركب الأكاديمي دوام الجد والتوفيق، وخدمة الإنسانية، وحسن التواضع، والتعفف عن كل سيئة، وإعادة صياغة الثقافة الاجتماعية لما هو أفضل.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.