بعد يوم حزين عاشته سوريا، على وقع مجزرة خان شيخون التي ذهب ضحيتها عشرات المدنيين، من بينهم أطفال، وعلى أنغام الإدانات الدولية وتبادل الاتهامات بين الأطراف السورية والدولية، خرجت موسكو، الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2017، لتؤكد أن طيران النظام السوري هو مصدر القصف، مُكذِّبة بذلك نظامَ الأسد الذي أعلن براءته من الهجوم.
موسكو لم تكتفِ بهذا التصريح، بل إنها برَّرت هجوم الأسد على خان شيخون بمحافظة إدلب، بأنه استهدف "ترسانة المعارضة الكيماوية".
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن تلوثاً بغاز سام في بلدة خان شيخون السورية كان نتيجة تسرب غاز من مستودع للأسلحة الكيماوية تملكه المعارضة، بعد أن أصابته ضربات جوية نفَّذتها قوات الحكومة السورية.
وجاء في بيان الوزارة، أنه "بحسب البيانات العملية لجهاز مراقبة الملاحة الجوية الروسي، فإن الطيران السوري قصف مستودعاً إرهابياً كبيراً بالقرب من خان شيخون"، البلدة التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سوريا، مؤكداً أنه كان يحتوي على "مواد سامة".
ولم تُصدِر المعارضة السورية أيَّ ردٍ على التصريحات الروسية حتى ساعة كتابة الخبر.
من جهتها، حثّت الخارجية الألمانية الأربعاء روسيا على دعم قرار لمجلس الأمن الدولي يدين هجوما يشتبه أنه بأسلحة كيماوية في سوريا.
وقال وزير الخارجية زيجمار جابرييل للصحفيين قبل المشاركة في مؤتمر دولي عن سوريا يعقد في بروكسل، "نرى أنه من الصواب أن يركز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قضية الغاز السام هذا اليوم. ونحن نناشد روسيا دعم قرار مجلس الأمن والتحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين."
وتابع قائلا "علينا بالطبع أن نفعل كل ما هو ممكن كي يمثل هؤلاء المسؤولين أمام محكمة دولية لأن هذه واحدة من أبشع جرائم الحرب التي يمكن تخيلها."
أما وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، فقال الأربعاء إنه يجب عدم السماح باستمرار بقاء حكومة الرئيس بشار الأسد في السلطة بعد انتهاء الصراع الدائر بسوريا.
وأكد جونسون لدى وصوله لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل "هذا نظام همجي جعل من المستحل بالنسبة لنا أن نتخيل استمراره كسلطة على الشعب السوري بعد انتهاء هذا الصراع."
وأضاف أنه يجب محاسبة المسؤولين عن هجوم بسوريا يشتبه بأنه بغاز سام أسفر عن مقتل عشرات بينهم أطفال وأنه لم ير أي أدلة على أن أي طرف آخر غير الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجمات.
وارتفعت حصيلة القصف ب"غازات سامة" على شمال غرب سوريا إلى 72 قتيلا من بينهم 20 طفلا، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء.
وأوضح المرصد "هناك 17 مواطنة بين الضحايا. وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود عشرات المصابين بالإضافة لوجود مفقودين". وكانت حصيلة سابقة للمرصد أشارت الى سقوط 58 قتيلا.
وقضى الضحايا ومن بينهم أطفال اختناقا في غارة جوية الثلاثاء على خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة وجهاديين في شمال غرب سوريا.
وقال أحد افراد الطاقم الطبي إن عوارض المصابين تضمنت "حدقات دبوسية واختلاجات وخروج اللعاب من الفم وارتفاع في النبض" وهي شبيهة بعوارض هجوم كيميائي.
وأثار الهجوم استنكارات دولية واسعة بينما حملت عدة دول النظام السوري المسؤولية.
وعرضت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مساء الثلاثاء مشروع قانون يندد ب"الهجوم الكيميائي المروع" على خان شيخون، ويدعو الى تحقيق كامل وسريع وذلك عشية اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي.