كل ما يتمناه السيسي من ترامب: الترحيب الحار! لكن في جعبة الرئيس الأميركي مفاجآت

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/31 الساعة 09:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/31 الساعة 09:05 بتوقيت غرينتش

قد لا يختلف الكثيرون في أن ثمة كيمياء معينة تجري بين الرجلين، لكن اللقاء الذي سيجمع الرئيس الأميركي بالرئيس المصري الأحد 2 أبريل/نيسان 2017، سيكون أكثر من مجرد تقارب يجمع شخصين؛ لأن الود القائم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قد يعكر صفو "كيمياء الأحبة".

الصحافة المصرية المؤيدة التي هي بدورها في أقصى "حالاتها الكيميائية" مع السيسي، افترضت أن ترامب الذي يتخذ من السيسي نموذجاً للاستلهام كما يفعل الحبيب مع الحبيب، قد حذا حذو الرئيس المصري في التخلي عن راتبه الرئاسي، علماً أن الأول سبق الثاني في ذلك بمدة لا يمكن تجاهلها.

في المقال أدناه الذي نشرته صحيفة Wall Street Journal، يحاول إريك تراجر، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومؤلف كتاب: "السقوط العربي: كيف فاز الإخوان المسلمون وفقدوا مصر في 891 يوماً؟"، أن يستكشف العلاقة بين الرجلين، وأبرز نقاط الخلاف بينهما: العلاقة مع الرئيس بوتين، وعدم صرف المساعدات الأميركية للجيش المصري على غير الغرض المخصصة له؛ وهو: مكافحة الإرهاب.

إليك المقال كاملاً:

العلاقة بين مصر والولايات المتحدة سوف تبدو أكثر إشراقاً الإثنين القادم، حين يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الرئيس دونالد ترامب في واشنطن. في عهد أوباما، كانت سلطوية السيسي سبباً في جعله شخصاً غير مرغوب فيه. لكن مع الإدارة الأميركية الجديدة، يظل التساؤل الرئيسي: هل يستطيع ترامب تحويل الترحيب الحار إلى "صفقة جيدة" لصالح الولايات المتحدة؟

هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها إعادة تشكيل العلاقات المصرية-الأميركية. فقد كان الرئيس أوباما يتودد إلى حسني مبارك الذي كان يشعر بالاستياء تجاه "أجندة الحريات" التي تنادي بها إدارة جورج بوش. بينما أكد أوباما التقارب مع مصر فيما يتعلق بعملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، وقلل من أهمية حقوق الإنسان.

ومع ذلك، تغيرت أولويات أوباما بمجرد الإطاحة بمبارك عام 2011. فقد أيد البيت الأبيض التحول الديمقراطي في مصر وتعاون مع الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، والذي فاز بالانتخابات الرئاسية عام 2012.

وفي العام التالي، وفي أعقاب المظاهرات التي اندلعت بمصر، أطاح الجيش بقيادة السيسي بالرئيس مرسي وأشرف على تنفيذ حملة منظمة ضد مؤيديه. وتمثل رد فعل البيت الأبيض في وقف شحنات الأسلحة. واعتبر السيسي ذلك الأمر تأييداً أميركياً لتنظيم الإخوان المسلمين الذي اعتبرته مصر تنظيماً إرهابياً. وتم استئناف المساعدات العسكرية عام 2015، إلا أن ثقة القاهرة بواشنطن ظلت منعدمة. وفي غضون ذلك، وطدت مصر علاقاتها بروسيا من خلال صفقات الأسلحة والتدريبات العسكرية المشتركة.

هذه المرة، السيسي سوف يلتقي إدارة للبيت الأبيض هي الأكثر وداً. كما أن ترامب غير مقتنع بالترويج للديمقراطية ولن يضغط على مصر بشأن إجراءات الإصلاحات السياسية. وقد أثنى المسؤولون بإدارة ترامب على كلمة السيسي عام 2014 حينما شجع رجال دين على محاربة التطرف. ويشاركه رجال الدين هؤلاء وجهة نظره بشأن كون "الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً".

ويمكن أن تؤدي العلاقات الأكثر دفئاً إلى تحسين عملية تبادل المعلومات والتعاون الاستراتيجي. ويتعين على القاهرة، على أقل تقدير، التشاور مع واشنطن فيما يتعلق بانتشار القوات الروسية غرب مصر. وربما يثبط دعم السيسي، النزعة المناهضة للولايات المتحدة في وسائل الإعلام المصرية. وإذا ما أصر ترامب، فقد يطلق السيسي سراح المواطنة الأميركية آية حجازي، التي تم اعتقالها تعسفياً منذ عام 2014.

ولا تزال السياسة الداخلية لكلتا الدولتين تفرض بعض التحديات. فقد طلب المسؤولون المصريون الحصول على المزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية. وتريد مصر أيضاً أن تجدد واشنطن إجراءات التدفقات النقدية لديها، بما يساعدها على توقيع المزيد من عقود الأسلحة باهظة الثمن. ومع ذلك، يتعهد ترامب بخفض المساعدات الأجنبية.

ويتعين على ترامب، في غضون ذلك، ترتيب أولويات جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها مصر. فقد تم تأسيس الجيش المصري لخوض حروب برية ويرفض كبار ضباطه تركيز المساعدات على مكافحة الإرهاب. ويمكن أن تحاول القاهرة الفوز في هذا الجدل من خلال الاستناد إلى تعهدات ترامب بخلق فرص عمل، حيث يساعد شراء أنظمة السلاح على زيادة فرص التوظيف في قطاع الدفاع.

وربما تكون أفضل فرص ترامب في التوصل إلى "اتفاق جيد" مع السيسي يوم الإثنين، حينما يتلقى الزعيم المصري الترحيب الحار الذي طالما كان يصبو إليه في واشنطن. ومع ذلك، إذا ما حقق السيسي ذلك الانتصار دون التنازل عن علاقاته المتنامية مع روسيا أو أولويات المساعدات، فسيكون ترامب قد أضاع أفضل فرص واشنطن على مدار سنوات.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Wall Street Journal الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد