حدث ذلك في محاضرة التاريخ؛ عندما كان من المُفترض أن تناقش الطالبة الأميركية المُسلمة البالغة من العمر 19 عاماً في جامعة كولورادو، حراء هاشمي، الحروب الصليبية مع الرجل الجالس إلى جوارها؛ ولكنه في غضون دقائق تحول إلى مهاجمة الإسلام .
"ليس كل المُسلمين إرهابيين، ولكن كل الإرهابيين مسلمون"، هكذا قال زميل حراء مُتحدّثاً إليها، وأكثر من ذلك؛ أنه تذمر من قلة أعداد المُسلمين الذين يتصدّون للإرهاب، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأحد 26 مارس/آذار 2017.
كانت حراء مُتحيّرة بذلك التحليل. فالمُسلمون يدينون باستمرار الفظائع التي تُرتكب باسم الإسلام؛ ولكن يبدو أن الكثيرين يعتقدون أن المُسلمين لا يدينون الإرهاب بالقدر الكافي، لذلك قررت حراء هاشمي أن تضع تلك الفرضية قيد الاختبار؛ وباستخدام جداول بيانات غوغل، أعدّت "قائمة مزوّدة بالمصادر من 712 صفحة لمسلمين يدينون أشياء" قامت بنشرها في تغريدة لها عبر موقع تويتر. وتضمنت القائمة كل شيء بدءاً من أعمال العنف المنزلي وحتى أحداث 11 سبتمبر/أيلول.
classmate: why dont muslims condemn things
me: *goes home makes 712 page long list of Muslims Condemning Things with sources*
me: fight me pic.twitter.com/sDhwUMIAK1— Heraa Hashmi (@caveheraa) November 12, 2016
"أردت أن أبين للناس مدى ضعف حجّة أن المُسلمين لا يبالون بالإرهاب"، هكذا شرحت حراء.
وضربت إحصائيتها على الوتر الحساس. ففي غضون 24 ساعة؛ أعيد نشر تغريدة حراء نحو 15000 مرّة. وتطوّع اثنان من مُتابعيها لمساعدتها في تحويل جدول البيانات الذي أعدته إلى موقعٍ إلكتروني تفاعلي. وفي غضون أسبوع من تلك التغريدة، وُلِد موقع muslimscondemn.com. كان ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ولكن الموقع نما بشكل كبير منذ ذلك الحين، وعلى نحو مُؤسف، يبرز إلى صدارة المشهد كلما وقع هجوم جديد.
لم يُصمَم مشروع حراء لإثبات أن المُسلمين يدينون الإرهاب باستمرار فحسب؛ بل أنها أعدّته لتُثبت مدى سخافة أن المُسلمين مُتوقّع منهم على نحو مُستمر الاعتذار عن الأعمال الإرهابية. فالمُسلمون، كما تشير حراء "مُقيّدون بمعايير مختلفة عن الأقليات الأخرى؛ إذ أنه مُتوقّع من 1.6 مليار شخص أن يعتذروا ويدينوا الإرهاب نيابة عن نحو عشرين مجنوناً، لا معنى لذلك".
تقول حراء "أنا لا أنظر إلى جماعة كو كلوكس كلان، أو كنيسة ويستبورو المعمدانية أو جيش الرب للمقاومة باعتبارهم ممثلين دقيقين للديانة المسيحية. أنا أعرف أنهم على الهامش، لذا فمن المُحبط جداً أن أضطر للدفاع عن نفسي وأضطر إلى الاعتذار نيابة عن بعض المجانين".
ويمكنك أن ترى ازدواجية المعايير في المشهد في أعقاب هجمات لندن؛ فمُنفذ هجوم لندن، خالد مسعود وُلد باسم أدريان إلمز في مدينة دارتفورد الواقعة في مقاطعة كِنت الإنكليزية، ويُعتقد أنه تحوّل إلى الإسلام في السجن. فهل استمعنا إلى مواطني كِنت يدينون أفعال الناس الذين وُلِدوا في بلدهم؟. لا، لم نسمع بذلك، لأنه سيكون سخيفاً آنذاك، ومع ذلك، من المُتوقع في مُعظم الأحوال أن يعتذر المُسلمون عن تصرّفات شخص على هامش مجتمعهم، ويفعلون ذلك.
يرجع الفضل إلى حراء هاشمي لجعل كافة تلك الإدانات مسجّلة بعناية على موقع muslimscondemn.com. لذا فإن أي شخص يتساءل لماذا لا يدين المزيد من المُسلمين الإرهاب يعرف أين عليه أن يذهب.
-هذا الموضوع مُترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية؛ اضغط هنا.