أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من المقاتلين العرب والكرد يحظى بدعم الولايات المتحدة، أنها دخلت، الأحد 26 مارس/آذار 2017، مطار الطبقة العسكري في ريف محافظة الرقة، الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش" في شمال سوريا، فيما خرج سد الطبقة عن الخدمة جراء المعارك.
وبدخولها إلى هذا المطار تغلق قوات "سوريا الديمقراطية" طريق قوات تنظيم "داعش" نحو الغرب، وتواصل هجماتها لفرض حصار على الرقة، الواقعة في شمالي سوريا، ويعيش فيها نحو 300 ألف نسمة.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات "سوريا الديمقراطية"، العميد طلال سلو لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على أكثر من 50% من مطار الطبقة العسكري"، لافتاً إلى أن "المعارك مستمرة داخل المطار ومحيطه"، ومتوقعاً "أن تتم السيطرة على المطار بشكل كامل خلال الساعات القليلة القادمة".
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مقاتلي التنظيم المتطرف انسحبوا من المطار بسبب قصف مدفعي كثيف وغارات تشنها مقاتلات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
خطر على سد الطبقة
من جهة ثانية، وفي المنطقة نفسها، خرج سد الفرات (سد الطبقة) الواقع تحت سيطرة التنظيم قرب مدينة الرقة عن الخدمة، نتيجة المعارك الدائرة قربه، ما يهدد بارتفاع منسوب المياه فيه، وفق ما أفاد مصدر فني من داخله لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح أن "قصفا طال ساحة التوزيع المسؤولة عن تزويد السد بالطاقة الكهربائية، ما أدى لخروجها عن الخدمة فنياً"، من دون أن يتمكن من تحديد ما إذا كان القصف عبارة عن غارات جوية أو جزءاً من الاشتباكات القريبة.
ويشكل خروج السد عن الخدمة، بحسب المصدر الفني "خطورة في حال لم يتم تدارك الأعطال الفنية سريعاً".
وأشار المصدر إلى أن "عدد الفنيين الموجودين في السد محدود حالياً، وبالتالي لا يمكنهم السيطرة على الأعطال الفنية"، كما أنه لا يمكن لفنيين آخرين دخوله "فحركة الدخول والخروج متوقفة منذ ثلاثة أيام نتيجة الغارات المكثفة في محيطه".
غير ان طلال سلو أكد ألا خطورة على السد، مشدداً على أنه "ليس هناك غارات تستهدف السد".
وكانت الولايات المتحدة استخدمت، الأسبوع الماضي، مروحيات قتالية وسلاح المدفعية لدعم هجوم قوات "سوريا الديمقراطية" على هذا السد الاستراتيجي. ووصل مقاتلون من هذه القوات، يوم الجمعة الفائت، إلى أحد مداخل السد.
من جهته حذر تنظيم "داعش"، عبر وكالة "أعماق" التابعة له، من أن "السد مهدد بالانهيار في أي وقت بسبب الغارات الأميركية والمستوى المرتفع للمياه".
"أسابيع عدة"
وفي بداية 2014، طرد تنظيم "داعش" الفصائل المعارضة التي كانت منتشرة في الرقة وسيطر عليها تماماً.
وفي يونيو/حزيران من العام نفسه، أعلن زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي" ما سمَّاها "دولة الخلافة" في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور. وفي أغسطس/آب، سيطر التنظيم المتطرف على محافظة الرقة بكاملها بعد انتزاعه مطار الطبقة من قوات النظام السوري، الذي يبعد 55 كلم غربي الرقة.
وقتل يومها أكثر من 200 عسكري من قوات نظام بشار الأسد، وذبح بعضهم، ونشرت صور لهم لدى استيلاء التنظيم الجهادي على المطار.
وحاولت قوات النظام في حزيران/يونيو 2016 استعادة مطار الطبقة بدون أن تنجح في ذلك.
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، الجمعة، أن الرقة باتت محاصرة، وأن معركة استعادتها ستنطلق "خلال الأيام القليلة المقبلة".
إلا أن طلال سلو كان أكثر حذراً. وقال في هذا الصدد "إن محاصرة الرقة تحتاج لأسابيع عدة لتنطلق بعدها رسمياً عملية تحرير المدينة".