أطاحت الثورات في البلدان العربية بأربعة رؤساء دول، التونسي زين العابدين بن علي الذي يقيم في المنفى، والمصري حسني مبارك الذي أخلي سبيله بعد تبرئته، فيما تنحى اليمني علي عبد الله صالح، وقتل الليبي معمر القذافي أثناء القبض عليه.
وبقي في الحكم رغم ذلك الرئيس السوري بشار الأسد والعائلة الحاكمة لمملكة البحرين.
مصر: حسني مبارك: براءة
بعد 30 عاماً في سدة الرئاسة، اضطر مبارك إلى التنحي في 11 فبراير/شباط 2011 في اليوم الثامن عشر لانتفاضة شعبية تعرضت لقمع عنيف. منذ توقيفه في نيسان/أبريل 2011، أمضى مبارك معظم فترة اعتقاله في المستشفى العسكري في القاهرة.
وخلفه في الحكم الرئيس محمد مرسي في حزيران/يونيو 2012، الذي كان أول رئيس مدني ينتخب في انتخابات تعددية. وأطاح انقلاب نفذه الجيش بالرئيس مرسي بعد عام من الحكم تخللته أزمات وانشقاق سياسي. وتولى الحكم بعد ذلك عبد الفتاح السيسي.
بعد الحكم على مبارك بالسجن مدى الحياة بتهم التورط في مقتل 846 متظاهراً، تمت تبرئته أمام محكمة النقض في 2 آذار/مارس 2017. وعاد مبارك (88 عاماً) إلى فيلته في مصر الجديدة الجمعة 24 مارس/آذار 2017.
تونس: زين العابدين بن علي: إدانة ونفي
في 13 يونيو/حزيران أصدرت محكمة عسكرية تونسية حكماً غيابياً بالسجن المؤبد على الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (75 عاماً) بتهمة قتل متظاهرين خلال القمع الدامي للثورة في مدينتي تالة والقصرين (وسط) في كانون الثاني/يناير 2011.
وفي اليوم نفسه حكمت محكمة عسكرية أخرى على بن علي بالسجن عشرين عاماً بتهمة "التحريض على الفوضى والقتل والنهب على الأراضي التونسية".
وعلى إثر الحركة الاحتجاجية في الشارع منذ كانون الأول/ديسمبر 2010، لجأ بن علي إلى السعودية في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بعد أن حكم البلاد طيلة 23 عاماً.
وكانت محاكم مدنية تونسية أصدرت أحكاماً غيابية بسجن بن علي لفترات وصلت إلى 66 سنة نافذة في قضايا تتعلق بالفساد المالي واستغلال النفوذ خلال فترة حكمه.
وأصدرت تونس 50 مذكرة جلب دولية ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي منذ هروبه إلى السعودية وفق وزير العدل التونسي نور الدين البحيري.
وتجاهلت السعودية أكثر من طلب رسمي تونسي بتسليم بن علي وزوجته.
سوريا: الأسد لا يزال في الحكم
لا يزال الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم.
أدى الدعم العسكري للنظام السوري من إيران وروسيا وحزب الله اللبناني منذ 2015 إلى ترجيح الأمور لصالح كفة الأسد في الحرب الطاحنة التي تشهدها بلاده منذ آذار/مارس 2011.
وقتل أكثر من 320 ألف شخص في النزاع وأرغم الملايين على النزوح أو اللجوء.
ولا تزال جماعات مسلحة تتلقى الدعم من تركيا ودول الخليج والحكومات الغربية تقاتل ضد قوات الأسد، إلا أن جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) المرتبطة بتنظيم القاعدة، طغوا على الجماعات المعارضة المسلحة الأخرى.
مقتل القذافي
في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011 بعد 42 عاماً من الحكم بلا منازع قتل الزعيم الليبي معمر القذافي (69 عاماً) بعد الإمساك به قرب سرت (360 كلم إلى شرق طرابلس). وكان فاراً منذ سقوط طرابلس أواخر آب/أغسطس 2011.
وكانت ذلك ذروة الثورة التي بدأت باحتجاجات في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية في شباط/فبراير.
ودخلت ليبيا في حالة من الفوضى حيث أصبح فيها برلمانان وحكومتان متنافستان تسعيان إلى النفوذ، كما انتشرت فيها الفصائل المسلحة التي تقاتل من أجل الاستيلاء على الأراضي وثروة البلاد الهائلة من النفط.
علي عبدالله صالح
في 27 شباط/فبراير 2012 تنحى الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن الحكم بعد سنة من التظاهرات وأعمال العنف خلفت مئات القتلى مقابل حصانة له وللمقربين منه.
وبعد حكمه اليمن لمدة 33 عاماً تخلى عن صلاحياته لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي انتخب رئيساً لاحقاً.
إلا أن صالح احتفظ بولاء عدد من وحدات الجيش اليمني الأفضل تجهيزاً، وعندما سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014، لم يفعل الموالون له شيئاً لإيقافهم، بل أنه أوصل الحوثيين من صعدة إلى صنعاء ومولهم بالسلاح والعتاد والمقاتلين إلى جانب إيران، ويثير معهم الفوضى ضد الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي.
وشكل صالح بعد ذلك تحالفاً وثيقاً مع المتمردين، ورغم التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية منذ عامين، إلا أن الحوثيين وأنصار صالح احتفظوا بمعظم المرتفعات الشمالية ومناطق ساحل البحر الأحمر، لكنهم يخسرون بشكل مستمر.
البحرين
واجهت حكام مملكة البحرين احتجاجات استمرت شهراً كاملاً – قادها الشيعة المدعومون من إيران- في البلاد في 2011 للدعوة إلى إقامة ملكية دستورية وانتخاب رئيس الوزراء.
وقام العاهل البحريني الملك حمد قام بحل "جمعية الوفاق" الشيعية المعارضة وحكم على العديد من قادتها بالسجن لفترات طويلة.
كما حظرت جماعات معارضة أخرى.