“الرب لا يرغب في تقاعدك”.. وزير الخارجية الأميركي يكشف خبايا قبوله بهذا المنصب

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/22 الساعة 07:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/22 الساعة 07:26 بتوقيت غرينتش

ذكر وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أنه لم يكن يرغب في تولي منصب وزارة الخارجية الأميركية، وأنه قَبِل المنصب بعد أن أقنعته زوجته به.

وكشف المدير التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل عن رفضه المبدئي لهذا المنصب الرفيع، خلال حوار تم نشره بعد قيامه برحلة مثيرة للجدل إلى آسيا وقبيل ساعات من انطلاق أكبر حدث منذ توليه حقيبة الخارجية، والذي يتمثل في الاجتماع الدولي المقرر انعقاده، اليوم الأربعاء 22 مارس/آذار 2017، حول كيفية القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وفق تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

صحيفة Independent Journal Review نقلت عن وزير الخارجية الأميركي قوله خلال لقاء تم إجراؤه على متن طائرته الرسمية أثناء رحلته إلى ثلاثة بلدان آسيوية: "لم أكن أريد ذلك المنصب، ولم أسعَ إليه، ولكن قالت لي زوجتي إنني من المفترض أن أقبله".

وكشف أنه لم يلتقِ دونالد ترامب قط قبل استدعائه إلى برج ترامب، بعد انتصاره المفاجئ في الانتخابات، من أجل التحدث مع الرئيس المنتخب حول شؤون العالم، وحول خبراته بوصفه مديراً تنفيذياً لإحدى شركات النفط.

الرب يريدني


وقال: "حينما طلب مني في نهاية الحديث أن أتولى منصب وزير الخارجية شعرت بالذهول"، مضيفاً أنه بعد بلوغ سن 65 عاماً، وبعد قضاء أربعة عقود في العمل بشركة إكسون موبيل، كان يتوقع أن يتقاعد، وقال: "كنت سأذهب إلى المزرعة لقضاء الوقت مع أحفادي".

ومع ذلك، ذكر أنه حينما عاد إلى منزله في ولاية تكساس في أعقاب لقائه بالرئيس ترامب في نيويورك، قالت له زوجته ريندا سانت كلير: "أخبرتك أن الرب لا يريدك أن تتقاعد عن العمل بعد".

وقال إنه يشعر حالياً أن زوجته كانت صائبة "من المفترض أن أقبل هذا المنصب".

ولا يتفق الجميع مع تلك الرؤية. فقد تعرض تيلرسون لانتقادات لاذعة منذ توليه أكبر منصب دبلوماسي بالبلاد، في أوائل فبراير/شباط 2017.

وقد استبعد عن المشاركة في العديد من قرارات السياسة الخارجية الهامة التي اتخذتها الإدارة الأميركية في أيامها الأولى، وخاصة قرار حظر دخول اللاجئين والسائحين من مجموعة من البلدان الإسلامية.

سر تجنبه الصحافة


وقد تجنب تيلرسون أيضاً إجراء أي لقاءات وحوارات صحفية خلال الأسابيع القليلة الأولى بالمنصب. ولم يصحب الصحفيين الدبلوماسيين معه أثناء جولته الآسيوية، بما يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية السائدة منذ عقود من الزمن. وكان الاستثناء الوحيد يتمثل في حواره مع صحفي Independent Journal Review محدودة الانتشار، التي أسسها أحد الأعضاء الجمهوريين السابقين.

وقد تمثل المبرر المبدئي الصادر عن وزارة الخارجية في رغبته في توفير المال واستقلال طائرة أصغر من الطائرة المعتادة. وخلال لقائه، كرَّر تيلرسون ذلك المبرر، ولكنه أشار إلى أن سياسته تتمثل في تجنب الصحافة، ما لم يكن لديه رسالة محددة يود أن يبعث بها.

وأخبر Independent Journal Review "ليس لدي علاقات واسعة برجال الصحافة والإعلام. لست بحاجة إلى ذلك، وأدرك أنه من المهم أن أبعث برسالة حول ما نقوم به من عمل، ولكني أعتقد أن هناك هدفاً من تقديم رسالة حينما يكون هناك شيء ينبغي نشره".

ولدى سؤاله حول روسيا، قالت صحيفة Independent Journal Review "كان حذراً للغاية… ولم تكن إجابته تستحق النشر في الأساس".

الاستغناء عن الدبلوماسيين


وقد تم انتقاد تيلرسون لإخفاقه في الدفاع عن وزارة الخارجية في مواجهة إمكانية خفض الموازنة إلى الثلث. وذكر كبار الأعضاء الجمهوريين أن خفض موازنة البعثات الدبلوماسية والمساعدات الأجنبية التي اقترحها البيت الأبيض لن تتم الموافقة عليه بالكونغرس. ومع ذلك، ففي ملاحظاته التي ذكرها لصحيفة Independent Journal Review، بدا أن تيلرسون يستمتع بمواجهة تحدي خفض موازنة المؤسسة الدبلوماسية الأميركية.

وقال "بالنظر إلى النزاعات القائمة، فإذا قبلنا بأن نستمر في عدم تسوية أي منها، فلا بد أن تظل الموازنة عند معدلها الحالي".

وذكر أنه لم يتحدث مع ترامب بعد حول كيفية تقليص موازنة وزارة الخارجية وكيفية الحد من أعداد العاملين بها، قائلاً "لم نصل إلى ذلك الحد بعد".

وأثناء تواجده في كوريا الجنوبية، ذكرت وسائل إعلام كورية أن تيلرسون أهان الحكومة هناك، بعد أن أخبر المسؤولين الكوريين أنه مرهق للغاية، ولا يستطيع تناول العشاء معهم.

ورداً على ذلك، اتهم تيلرسون مضيفيه بالتضليل المتعمد. ونقلت صحيفة Independent Journal Review عنه قوله "لم يوجهوا لنا الدعوة للعشاء مطلقاً. وأدركوا في اللحظة الأخيرة أن الأمر لا يبدو لائقاً أمام العامة؛ ولذا أصدروا بياناً بشأن عدم إقامة مأدبة عشاء بسبب إرهاقي الشديد".

وقد واجهت وزارة الخارجية الأميركية جدلاً جديداً يوم الثلاثاء 21 مارس/آذار 2017، بعدما اتضح أن تيلرسون سوف يتجاهل حضور أول اجتماع له مع وزراء خارجية حلف الناتو، المزمع انعقاده في أوائل أبريل/نيسان 2017 في بروكسل، حتى يتمكن من السفر إلى فلوريدا لحضور اجتماع ترامب الأول مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وأصرَّ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية مارك تونر أن الإدارة الأميركية تلتزم التزاماً كاملاً تجاه حلف الناتو، وأن تيلرسون سوف يلتقي بالعديد من وزراء الخارجية الأعضاء بالحلف بالاجتماع المناهض لتنظيم داعش، المقرر انعقاده اليوم الأربعاء 22 مارس/آذار في واشنطن.

وقال تونر إن وزارة الخارجية قد اقترحت تغيير الموعد المحتمل لاجتماع حلف الناتو.

­- هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد