يوم الأربعاء، 22 مارس/آذار 2017، سوف يُكشف النقاب رسمياً عن القبر المُرَمَّم الذي يُعتقد أنَّ جثمان المسيح قد دُفن فيه بعد صلبه، وذلك في احتفالٍ بكنيسة القيامة بالقدس القديمة.
وقد أكمل فريقٌ من العلماء والمُرممين اليونانيين مشروع التجديد الذي استمر 9 أشهر، ركزوا فيه على بناءٍ صغير فوق غرفة الدفن، يُعرف باسم "البيت الصغير" (Edicule). وهو أكثر الآثار قدسيةً في الدين المسيحي، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
خطر كبير
وقالت بوني بورنهام، رئيس منظمة الصندوق الدولي لحفظ الآثار، والتي أشرفت على المشروع، في تصريحٍ لوكالة "أسوشييتد برس" الأميركية: "لو لم نتدخل بترميم البناء الآن، لكانت هناك احتمالية كبيرة لحدوث انهيار. ما حدث هو تحول تام للأثر".
عملية الترميم الدقيقة نفذها فريقٌ مكون من 50 خبيراً من الجامعة التقنية القومية في أثينا، وقد رمم هذا الفريق من قبلُ معبد أكروبوليس في العاصمة اليونانية أثينا، ومتحف آيا صوفيا بإسطنبول. وكان معظم عملهم يُنجز في ساعات الليل، حتى يسمحوا للحجاج بالوصول إلى الضريح.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، رُفع لوحٌ رخامي كان يغطي القبر المنحوت بالحجر لأول مرة منذ أكثر من قرنين من الزمان؛ وذلك للسماح لفريق الترميم بفحص الرف الحجري الأصلي، أو ما يُعرَف باسم "سرير الدفن"، والذي يُعتقد أنَّ جثمان المسيح قد استلقى فوقه. وقد فُتحت نافذةٌ صغيرة في الألواح الرخامية؛ للسماح للحجاج بالنظر إلى الصخرة.
وأصلح الفريق أيضاً الضريح وثبَّتوه ببراغٍ من التيتانيوم، وبالملاط، وأزالوا طبقاتٍ كثيفة من بقايا الشموع ومخلفات الحمَام. واستخدم الفريق الرادار، وماسحات الليزر، وطائرات لا سلكية صغيرة من دون طيار.
احتفال يوم الأربعاء للإعلان عن إتمام الترميم سوف يُقام في حضور البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس بالعالم، إضافة إلى نائب عن البابا فرنسيس.
وتقع كنيسة القيامة في قلب الحي المسيحي بالقدس القديمة، وتُغطي الموقع الذي يُعتقد أنه شهد صلب المسيح ودفنه وقيامته.
وهذه الكنيسة مصدر جذب كبير للحجاج والسياح، الذين يأتون من كل مكانٍ في العالم ليبكوا، ويجمعوا التذكارات القيمة، أو صور أحبائهم، ويقفوا في صفوفٍ طويلة انتظاراً لرؤية الضريح.
وتتشارك 6 طوائف في الوصاية على الكنيسة العريقة، وهي: اللاتينية (الرومان الكاثوليك)، واليونانيون الأرثوذكس، والأرمن الأرثوذكس، والسوريون الأرثوذكس، والإثيوبيون الأرثوذكس، والأقباط.
أسرة مسلمة
وفي الماضي، حدثت الكثير من الخلافات حول توزيع المناطق والمسؤوليات، وصل بعضها إلى مُشاداتٍ جسدية، وقد شكلت تلك الخلافات عائقاً عطل الترميم عقوداً من الزمان.
وبسبب انعدام الثقة بين الطوائف المختلفة، تحمل مفاتيح الكنيسة عائلة مسلمة منذ القرن الثاني عشر.
أُعيد بناء الضريح من قبلُ 4 مرات، آخرها كان عام 1810 بعد نشوب حريق. وقد ثُبِّتَ البناء في مكانه لمدة قاربت الـ70 عاماً بعوارضٍ حديدية، بناءً على تعليمات الحاكم البريطاني الذي حكم فلسطين في فترة الانتداب. وقد أُزيلت الآن.
أسهم في دفع تكاليف الترميم، التي وصلت إلى 4 ملايين دولار (3.2 مليون جنيه إسترليني)، الطوائف الست التي تتشارك في الوصاية على الكنيسة، والملك عبد الله العاهل الأردني، والسلطة الفلسطينية، وميكا إرتيغون أرملة أحمد إرتيغون، الذي شارك في تأسيس شركة تسجيلات أتلانتيك الأميركية، والتي أسهمت وحدها بمبلغ 1.3 مليون دولار.
– ها الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.