أظهر مقطع فيديو وعددٌ من الصور التُقِطت بالقرب من مدينة حلب السورية استخدام روسيا الفوسفور الأبيض أو ذخائر الثرميت -وهو مُركّب شديد الاشتعال- لاستهداف معارضي النظام السوري، بحسب ما زعم نشطاء.
وفي المقطع الموجز الذي تلقّته صحيفة الإندبندنت البريطانية، ظهر دخانٌ أبيضٌ يتصاعد من حريق اندلع بمنطقة محاطة بالأشجار والمباني، كما سُمع دوي انفجارات.
ووفقاً لتعليق المُصوّر الذي لم يظهَر في مقطع الفيديو، تُبيّن اللقطات أثر "القنابل الفوسفورية التي شنتها الطائرات الروسية" على قرية أم الكراميل جنوب ريف حلب.
كما أظهرت سلسلةٌ من الصور الشرائطَ البيضاءَ المميزة للذخائر الحارقة في الهواء، إضافة إلى عدد كبير من الحفر الصغيرة التي بدت محروقة بفعل القنابل الصغيرة في الريف السوري.
فيما أشارت الصحيفة إلى أنها لم تتمكن من التأكد من صحّة المقطع بشكل مُستقل.
وقال المتحدث باسم السفارة الروسية إن "روسيا لم تستخدم أبداً أي أسلحة أو ذخائر محظورة في سوريا".
وأضاف أن "تلك المُحتويات، التي لا يمكن التأكد من صحّتها، نُشِرت بِناءً على تقدير ومسؤولية مَن يستخدمونها".
وتبدو مزاعم السفارة الروسية مُناقضة لتقارير وسائل إعلام سابقة، ففي العام الماضي أوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن روسيا حذفت لقطات لطائرات روسية مُحمّلة بذخائر حارقة من قناة تليفزيونية تموّلها الدولة.
وعلى الرغم من أن النشطاء وصفوا الذخائر بـ"القنابل الفسفورية"، فإن بحثاً لمنطمة هيومان رايتس ووتش يُرجِّح أن التحالف السوري الروسي يميل إلى استخدام أسلحة قائمة على مادة الثرميت، والتي تبدأ في الاشتعال عند سقوطها أرضاً ووتتسبب في حروق مُبرِحة إذا أصابت الجلد.
وتُظهر الصور والمقاطع الأخيرة مشهداً للذخائر الحارقة صوّرها علي حمادة، وهو محامٍ سابق يعمل حالياً ناشطاً إعلامياً في منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة باسم الخوذات البيضاء.
وقد أُرسِلت المقاطع إلى الصحيفة من قِبل محامٍ سوري آخر، لجأ إلى ألمانيا ويعيش الآن في مدينة دوسلدورف، هرباً من نظام الأسد.
وتقع قرية أم الكراميل في المنطقة الجنوبية الريفية لمحافظة حلب، على بُعد 20 ميلاً من ضواحي مدينة حلب، و12 ميلاً من مدينة إدلب، التي تعد آخر المعاقل الباقية للمعارضة المُسلّحة، والتي بلغ عدد سكانها عام 2004؛ 1147 نسمة.
وتفيد مُنظمات مُراقِبة بأنها كانت هدفاً لقصفِ روسيا والنظام السوري، ما أسفر عن وقوع قتلى من المدنيين.
وبحسب خريطةٍ للصراع السوري، يتولى ما تبقى من "الجيش الحر" السيطرة على قرية أم الكراميل، وتبعد جبهة نظام الأسد، المدعومة من قِبل روسيا، 5 كيلومترات فقط عنها.
وقد أحرزت تنظيمات مثل جبهة فتح الشام -"النصرة" سابقاً- مكاسب إقليمية هامة جنوب حلب، وبمحافظة إدلب القريبة في الأشهر الأخيرة؛ ولكن لا يُعتقد أن تمتد دائرة نفوذهم أكثر بالقرب من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
يشار إلى أن روسيا من الدول الموقّعة على بروتوكول الأمم المُتحدة الذي يحظر استخدام الذخائر الحارقة كافة التي تُسقطها الطائرات بالمناطق التي يتمركز فيها مدنيون.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.