أثار تصميم جريء للفنان البريطاني بانكسي في الضفة الغربية انتقادات بعض الفلسطينيين، الذين وصفوه بنوع من "سياحة الصراعات" التي تجعل الاحتلال الإسرائيلي "أمراً طبيعياً".
افتُتح فندق Walled off Hotel (ومعناه: الفندق المُحاط بالأسوار) في أوائل مارس/آذار 2017، في منطقةٍ تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي بمدينة بيت لحم، حسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وتطل غرفه العشرة جميعها على جدار الفصل العنصري الإسرائيلي الذي يمتد لمسافة طويلة في الضفة الغربية.
وقد شُيِّدَ هذا الجدار في عام 2002، فيما أصدرت محكمة العدل الدولية حكماً بعدم مشروعيته استناداً إلى القانون الدولي. وتبعد أقرب نقطة منه عن مدخل الفندق بمسافة خمسة أمتار فقط.
أصدر بانكسي بياناً يعرب فيه عن فخره "بأسوأ إطلالة في العالم"، وقال بناءً على رأيه في مدرسة فالدورف، إن الفندق الذي يحتوي على متحفٍ ومتجرِ هدايا ومعرض، مُصمَّمٌ ليكون "فندقاً من ثلاثة طوابق لعلاج المتعصِّبين".
يغلب على الفندق من الداخل الطابع "الاستعماري للواقع المرير"، ويضم كثيراً من معروضات بانكسي وأعماله الفنية التي تعكس الصراع في الشرق الأوسط.
وفي حين أن أي إسرائيلي يريد زيارة الفندق سيكون عليه أن يسلك، بطريقةٍ غير شرعيةٍ، الطرق التي تقع تحت سيطرة الفلسطينيين، لا يزال بانكسي والعاملون بالفندق يأملون أن يشجِّع هذا الفندق على إقامة حوارٍ بين طرفي الصراع.
لماذا غضب منه البعض؟
ولكن المشروع قد تعرَّضَ لانتقاداتِ الفلسطينيين الذي يرون أنه يُسفِّه من محنتهم.
وصرَّح أمجد القاسمي، الذي يعمل مستشاراً في مركز الحق التطبيقي للقانون الدولي، لموقع Middle East Eye أنه اعتقد في بداية الأمر أن الفندق فكرته جيدة، ولكنه يخشى أن يفرِط في تبسيط أزمة الصراع.
وقال: "لا يعكس الفندق، الذي يوحي بأن الأمر بأكمله يمكن إنهاؤه بشرب القهوة أو الجعة معاً، الوضع الراهن مطلقاً".
وأضاف: "الوضع هنا يمثل إحدى الصور الوحشية للاستعمار الذي يفرض النزوح القسري ويمحو الهوية الفلسطينية".
ويثير الفندق غضب الكثيرين لبيعه مواد رسم الغرافيتي للنزلاء، حتى يمكنهم ترك بصمتهم على الجدار كما فعل بانكسي من قبل. ولطالما تعرَّض الأجانب للانتقاد بسبب هذا السلوك الذي يسمح به الفندق.
وأصدر فندق Walled off Hotel بياناً على موقعه، يقول فيه: "لا يتفق بعض الناس مع فكرة الرسم على الجدار، ويقولون إن أي شيءٍ يُسفِّه من فكرة وجود الجدار أو يتعامل معه كأنه أمر طبيعي يُعد أمراً خاطئاً. بينما يرحب آخرون بجذب الانتباه لهذا الجدار وللوضع الراهن. لذا، في الأساس، يمكنكم الرسم على الجدار، ولكن تجنبوا رسم أي شيء يضفي طابعاً عادياً أو تافهاً عليه".
وسيفتح فندق Walled off Hotel أبوابه للنزلاء، في 20 مارس/آذار 2017.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.