يميني متطرف يصطدم مع رئيس الحكومة الهولندي في مناظرة عنيفة عن المهاجرين.. هذا ما سيفعله إن وصل للحكم

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/14 الساعة 02:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/14 الساعة 02:11 بتوقيت غرينتش

شهدت المناظرة التلفزيونية بين رئيس الحكومة الهولندية مارك روتي ومنافسه الشعبوي خيرت فيلدرز تلاسناً عنيفاً، مساء الإثنين 13 مارس/آذار، حيث تمحور النقاش حول مستقبل البلاد وقضية المهاجرين، وسط أزمة دبلوماسية بين تركيا وهولندا.

وكانت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين اندلعت، السبت، عندما منعت السلطات الهولندية وزيرين تركيين من المشاركة في تجمعات انتخابية لدعم المطالبين بتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان بشكل واسع عبر استفتاء يجري في نيسان/أبريل المقبل.

وقال روتي في إشارة إلى البريكست والانتخابات الأميركية الأخيرة "أريد أن تكون هولندا البلد الأول الذي سيضع حداً للشعبوية الضارة".

وفي حين أن ستين بالمئة من الناخبين الهولنديين لم يتخذوا خيارهم بعد بالنسبة إلى الانتخابات التشريعية المقررة الأربعاء، فإن هذه الانتخابات تعتبر ميزاناً لمدى تنامي دور اليمين المتطرف في أوروبا، بانتظار انتخابات أخرى خلال العام الحالي في كل من فرنسا وألمانيا.

وكان روتي قال قبل المناظرة في مؤتمر صحفي "يمكننا القول إن هذه الانتخابات هي مباراة الربع النهائي في المواجهة لمنع الشعبوية الضارة من الفوز"، مضيفاًَ أن "مباريات نصف النهائي ستُجرى في فرنسا في أبريل/نيسان، ومايو/أيار، وبعد ذلك المباراة النهائية في ألمانيا في سبتمبر/أيلول".

واستغل فيلدرز المناظرة للرد على هذا الكلام قائلاً "أنا لا ألعب في ربع النهائي، أنا ألعب المباراة النهائية ضد الكاذبين".

وكان فيلدرز، المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام وعد في حال أصبح رئيساً للحكومة بإغلاق الحدود أمام المهاجرين المسلمين، ومنع بيع القرآن، وإغلاق المساجد، في بلد يشكل فيه المسلمون 5% من عدد السكان.

وقال فيلدرز أيضاً "إذا أردتم أن تذهب الأموال إلى طالبي اللجوء وإلى بروكسل وإفريقيا، بدلاً من أن تستفيدوا منها أنتم، صوتوا لحزب روتي".

وتابع وهو يشير بأصبعه إلى روتي "أما إذا أردتم أن تعود هولندا إلينا فعليكم عندها أن تطردوا هذا الرجل وتضعوني مكانه".

ويعرف الاثنان بعضهما البعض بشكل جيد. فقد كان فيلدرز في السابق عضواً في الحزب الشعبي الليبرالي الديمقراطي برئاسة روتي، قبل أن يصبح زعيم حزب الحرية وينفصل عن روتي عام 2012.

وحمَّل روتي فيلدرز مسؤولية "الأزمة السياسية" التي دخلتها البلاد، واتهمه بأنه سلك طريق التشدد واستخدم "تعابير متطرفة" بحق المواطنين الهولنديين من أصل مغربي.

وقال روتي أمام منافسه "لن أتعاون مع حزب بهذا الشكل سيد فيلدرز، وبالطبع ليس في حكومة واحدة. هذا لن يحصل أبداً".

التغريدة من على كرسيه
ورفض روتي تماماً تقديم أي اعتذار إلى السلطات التركية، لأنه طرد السبت وزيرة تركية، إلا أنه دعا في الوقت نفسه إلى العمل على عدم تفاقم العلاقة بين البلدين.

في حين دعا فيلدرز الحكومة الهولندية في تغريدة إلى زيادة الضغط على تركيا، قائلاً "اطردوا السفير التركي من هولندا، واطردوا فريقه كاملاً".

إلا أن روتي ردَّ عليه قائلاً "هناك فرق بين كتابة تغريدة وأنت جالس على كرسيك، وبين قيادة بلاد".

وقال فيلدرز إنه سبق أن حذَّر الحزب الشعبي الليبرالي الديمقراطي من مخاطر تركيا والأسلمة والرئيس رجب طيب أردوغان "إلا أنهم طردوني من الحزب ولم يستمعوا إليَّ".

وأكد روتي، الذي يسعى للفوز برئاسة الحكومة للمرة الثالثة، إنه "يقاتل بشكل شرس" لمنع فوز فيلدرز وحزبه.

وأفاد آخر استطلاع، نشر نتائجه الأحد موقع "بيلينغفيزر"، أن حزب رئيس الوزراء يأتي في المرتبة الأولى مع 16% من نوايا التصويت.

وبذلك سيحصل حزبه، الحزب الشعبي الليبرالي الديمقراطي على 23 إلى 27 مقعداً من أصل 150 مقعداً في مجلس النواب بحسب الاستطلاعات. لكنه بعيد عن الحصول على المقاعد الأربعين المتوفرة لديه الآن.

وقد شهد فيلدرز، الذي أيَّد موجة المعاداة للهجرة في أوروبا، تراجع حزبه في الأسابيع الأخيرة، ويتوقع حصوله على ما بين 19 و23 مقعداً في نوايا التصويت.

وقال فيلدرز أيضا خلال المناظرة "من الواضح أن علينا أن نقفل حدود هولندا هنا"، فرد عليه روتي باستهجان "ماذا؟".

تحميل المزيد