قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الثلاثاء 14 مارس/آذار 2017، إنه في حال لم يلغ الاتحاد الأوروبي تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، فإن أنقرة ستتخذ خطوات مهمة (لم يحددها) بشأن اتفاقية الهجرة المبرمة بين الجانبين.
وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي، في 18 مارس/آذار 2016، إلى ثلاث اتفاقيات مرتبطة، بشأن الهجرة، وإعادة قبول اللاجئين، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.
وخلال كلمة له في اجتماع لمنظمات المجتمع المدني بولاية أدرنة، شمال غربي تركيا، أضاف جاويش أوغلو: "نرى أن الاتحاد الأوروبي يقوم بإلهائنا.. صبرنا ليس إلى ما لا نهاية، مواطنونا لديهم توقعات في هذه المسألة، إذا لم يتم إلغاء تأشيرة الدول (الأعضاء في الاتحاد الأوروبي) عن مواطنينا، فسنتخذ خطوات بخصوص اتفاقية الهجرة".
ومضى قائلاً إن "تركيا نفذت حتى اليوم كل ما يقع على عاتقها في إطار اتفاقية الهجرة، والتزمت بكل بنودها".
واعتبر الوزير التركي أن "العنصرية، ومعاداة الإسلام والمهاجرين، وعدم التسامح مع كل ما هو ليس أوروبي، ومعاداة اليهود، (هي أمور) في أعلى مستوياتها بأوروبا، وكل الجرائم ضد الإنسانية موجودة فيها بالوقت الراهن".
وأضاف أن "أوروبا متوجهة شيئاً فشيئاً نحو القرون الوسطى، وإلى فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية (1945- 1949)".
وشدد على أن دول الاتحاد الأوروبي "تنجر نحو كارثة، حيث بدأت تفقد قيمها.. وفقدت مصداقيتها، بسبب اتباعها معايير مزدوجة في التعامل". بحسب تعبيره
وتأتي تصريحات وزير الخارجية التركي في ظل أزمة بين أنقرة وأمستردام، على خلفية منع هولندا وزيرين تركيين، أحدهما جاويش أوغلو، السبت الماضي، من المشاركة مع أفراد من الجالية التركية في فعاليات مؤيدة للتعديلات الدستورية المقترحة في تركيا، والمقرر إجراء استفتاء شعبي عليها يوم 16 أبريل/نيسان المقبل.
وفيما تصر أنقرة على اعتذار رسمي من أمستردام، لاقى سلوك هولندا، الذي يمثل انتهاكاً للأعراف الدولية، إدانات واسعة من مسؤولين وسياسيين ومفكرين ومثقفين من دول عربية وإسلامية، اعتبر كثيرون منهم ما أقدمت عليه أمستردام "فضيحة دبلوماسية".
وحول جهود أنقرة في الإغاثة الإنسانية، قال وزير الخارجية التركي إن قيمة المساعدات التركية الإنسانية والتنموية في الخارج بلغت 3.9 مليار دولار خلال 2015، وبذلك فإن "تركيا في المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية".
واستدرك بقوله إن تركيا في مجال الإغاثة الإنسانية تأتي في المرتبة الأولى عالمياً بفارق كبير مقارنة بالدخل القومي.
وختم جاويش أوغلو بأن هذا الوضع "مصدر فخر لتركيا"، مشدداً على أنها "ستستمر في إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء العالم".