يجري تشجيع أئمة المساجد ببريطانيا على تقديم خطبهم الدينية باللغة الإنكليزية، في ظل التدابير التي يجري إعدادها لتخليص بريطانيا من الخطابات التي تحضُّ على الكراهية.
وعلمت صحيفة التليغراف البريطانية أن القائمين على مشروع مكافحة التطرف يعملون على خطط في ظل مخاوف من أن تَفرض الخطب الدينية باللغات الأجنبية انقساماً بين المجتمع الإسلامي وعموم المجتمع البريطاني، وأنها قد تعزز التطرف، وذلك بحسب تقرير نشرته الصحيفة السبت 11 مارس/آذار 2017.
واستلهم وزراء الفكرة من بلدان الشرق الأوسط التي بدأت الدفع بنشر تلك الخطب باللغة الإنكليزية على الإنترنت، وقال مصدر حكومي رفيع المستوى إنه "إذا كان الإمام يتحدّث بلغة أُخرى، فهذا يجعل اكتشاف علامات التطرّف أكثرَ صعوبة بكثير".
ويجري إعداد التدابير لمقترحات مكافحة التطرّف التي طال انتظارها، بعدما نُشِرت استراتيجية أولية في أكتوبر/تشرين الأول 2015. ولا تزال تُوضَع اللمسات الأخيرة لتلك التدابير، ولكن أحد المصادر قال إنه يجري النظر في قواعد أكثر صرامة لمنح التراخيص للأئمة الأجانب.
وفي الوقت الراهن؛ يُحتّم على الأئمة الذين يزورون بريطانيا من خارج الاتحاد الأوروبي أن يثبتوا قدرتَهم على التحدّث باللغة الإنكليزية قبل منحهم التأشيرة؛ ومع ذلك، قد استبعدت مصادِر تقديم نظام جديد لمنح التراخيص للأئمة المتواجدين بالفعل في المملكة المُتحدة، إذ أن ذلك قد يُنظر إليه باعتباره تضييقاً على الحرية الدينية.
كانت معالجة مُشكلة التطرّف في بريطانيا إحدى أولويات رئيسة الوزراء تيريزا ماي، خلال فترة تقلّدها منصب وزيرة الداخلية لمدّة 6 سنوات، وقد استعرض خطابٌ أدلت به في انتخابات 2015 العامة سلسلةً من التدابير "الصارمة" التي قد تُعتمَد لمواجهة التطرف النامي في الداخل.
وقالت تيريزا ماي آنذاك "الجميع في بلدنا متساوون، والجميع أحرار أن يعيشوا حياتهم كما يرغبون؛ ولكن مجتمعنا لا يمنح الحقوق فقط، بل أنه يطالب بمسؤوليات".
وأضافت "لديك الحرية في العيش بالطريقة التي تختار العيش بها؛ ولكن عليك حتماً كذلك احترام حرية الآخرين أن يعيشوا بالطريقة التي يختارون العيش بها".
وتعهدت أيضاً بما وصفته "تغييراً مرحلياً" في مساعدة الناس على التعلّم بالإنكليزية، ونوّهت إلى تشديد قواعد اللغة على "العاملين بالمؤسسات الدينية بالمهام الرعوية".
وقد احتل الجدل بشأن ما إذا كان ينبغي على الأئمة – الذين يؤمون الصلاة في المساجد- استخدام الإنكليزية عناوينَ الصحف لأكثر من عقد من الزمن، فقد توصل استبيان أُجري على 300 مسجداً في عام 2007 إلى أن 7% فحسب من الأئِّمة من مواليد المملكة المُتحدة، و6% فقط منهم يتحدثون الإنكليزية كلغة أولى".
ووعد البيان الرسمي لحزب المحافظين في انتخابات عام 2015 أن "يواجهوا ويهزموا بشكل أساسي" التطرف، وأن يجعلوا حماية البريطانيين "أولويتهم القصوى".
كما تعهّد بيانهم بما وصفوه بـ"معالجة كافة أشكال التطرف، بما في ذلك التطرّف غير العنيف، كي يتم الترويج لقيمنا وطريقتنا في الحياة والدفاع عنها بطريقة صحيحة".
ولم تخضع بعد استراتيجية حزب المحافظين لمكافحة التطرف عام 2015 لمشاورات رسمية، وسط تقارير تفيد بأن الجدل حول كيفية تعريف التطرف قد عرقل العملية.
وفي عام 2016؛ دعا ديفيد كاميرون إلى أن يتحدّث المزيد الأئمة باللغة الإنكليزية كي يُعِينَ ذلك صغار البريطانيين على البعد عن "الخطاب المسموم" لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال: "عندما جلست في مسجد بمدينة ليدز هذا الأسبوع؛ قال أحد الشباب المتواجدين هناك كم أنه مهم أن يتحدّث الأئمة باللغة الإنكليزية، لأنه إذا كان لديك شبابٌ يتحدّثون اللغة الإنكليزية وليس الأردية أو العربية، فهم في حاجة إلى شخص ما ليرشدهم إلى الطريق بعيداً عن داعش وخطاباته السامة".
وقال متحدّث باسم الحكومة إنه "لا توجد خططٌ بمنح التراخيص للأئمة أو مطالبتهم بالحد الأدنى من إجادة اللغة الإنكليزية، سوى متطلبات الحصول على التأشيرة القائمة بالفعل".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Telegraph البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.