حذَّرت الأمم المتحدة، السبت 11 مارس/آذار 2017، من أن الكرة الأرضية تواجه "أسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، مع احتمال تعرض نحو 20 مليون شخص في 3 بلدان إفريقية وفي اليمن، لسوء التغذية والمجاعة.
فالصومال وجنوب السودان ونيجيريا واليمن، التي تواجه جميعاً نزاعات مسلحة، هي البلدان الواردة في الإعلان الذي تلاه الجمعة في مجلس الأمن الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية، ومنسق عمليات الإغاثة العاجلة للأمم المتحدة، ستيفن أوبراين.
وقد وجه أوبراين، الذي زار في بداية الشهر كلاً من اليمن وجنوب السودان والصومال، نداءً لقيام تعبئة عاجلة، داعياً المجموعة الدولية إلى تأمين 4.4 مليار دولار، قبل يوليو/تموز المقبل، "لتجنب وقوع كارثة".
وقال إن "الأمم المتحدة تطلق تحذيراً، العالم يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لأن أكثر من 20 مليون شخص يواجهون الجوع والمجاعة في أربعة بلدان".
وأضاف "إذا لم يُؤمَّن المبلغ، نتوقع أن أعداداً كبيرة من الأشخاص سيموتون جوعاً، وسيفقدون وسائل العيش المتاحة لهم، وسيرون زوال المكتسبات السياسية التي حصلوا عليها بشق النفس في السنوات الأخيرة".
وحذَّر الأمين العام المساعد من أن "أشخاصاً سيموتون من الجوع بكل بساطة، إذا لم تبذل جهود جماعية على الصعيد العالمي. وسيعاني كثيرون آخرون ويموتون من الأمراض. وسيتأخر نمو أطفال، ويتغيبون عن المدرسة. وستتلاشى وسائل العيش والمستقبل والآمال".
اليمن
وأكد أن اليمن هو في الوقت الراهن مسرح "لأسوأ أزمة إنسانية في العالم". وقال إن ثلثي سكانه الذين يبلغ عددهم 18.8 مليون نسمة، يحتاجون إلى المساعدة، وإن أكثر من سبعة ملايين "لا يعرفون من أين ستصل وجبتهم المقبلة"، مشيراً إلى النزوح الجماعي للسكان الذين هجَّرتهم المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين.
وقد أسفر النزاع حتى الآن عن 7400 قتيل و40 ألف جريح، منذ مارس/آذار 2015، كما تقول الأمم المتحدة.
وأتاحت اتفاقيات أخيرة بين أطراف النزاع، إرسال مساعدة غذائية لـ4.9 مليون شخص في الشهر الماضي. لكن أوبراين قال إن "جميع أطراف النزاع يرفضون بتعسف السماح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول بصورة دائمة، ويستخدمون المساعدة لأهداف سياسية".
واعتبر أن 2.1 مليار دولار ضرورية لمساعدة 12 مليون شخص، وأعلن أن مؤتمراً على المستوى الوزاري سيعقد، في 25 أبريل/نيسان، في جنيف، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، لجمع الأموال.
"لم يبق شيء للعيش"
وفي جنوب السودان، قال أوبراين إنه وجد "الوضع أسوأ من أي وقت مضى"، بسبب الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد، منذ ديسمبر/كانون الأول 2013.
واتَّهم أطراف النزاع بأنهم مسؤولون عن المجاعة.
ويحتاج أكثر من 7.5 مليون شخص إلى المساعدة، أي أكثر بـ1.4 مليون من العام الماضي، في هذا البلد الذي بات 3.4 مليون من أبنائه مهجرين في وطنهم.
الصومال
وفي الصومال، يحتاج أكثر من نصف السكان الذين يبلغ عددهم 6.2 مليون نسمة، إلى المساعدة والحماية، وتهدد المجاعة 2.9 مليون منهم.
وسيعاني حوالي نصف مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات من سوء تغذية حاد هذه السنة، كما قال أوبراين، في هذا البلد الغارق منذ حوالي ثلاثة عقود في الفوضى وأعمال العنف التي تقوم بها ميليشيات عشائرية وعصابات إجرامية، إضافة إلى تمرد حركة الشباب الإسلامية.
وقال الأمين العام المساعد، إن "ما رأيته وسمعته خلال زيارتي إلى الصومال صادم، لأن نساء وأطفالاً يمشون أسابيع بحثاً عن المواد الغذائية والماء".
وأوضح أوبراين "أنهم خسروا مواشيهم، وجفت ينابيع مياه الشرب، ولم يبق لهم شيء للعيش"، مشيراً إلى حركة انتقال كبيرة للناس نحو المدن.
وأخيرا، في شمال شرقي نيجيريا، الذي يشهد تمردَ إسلاميي جماعة بوكو حرام منذ 2009، ويواجه تغيراً مناخياً وسوء إدارة، يحتاج أكثر من 10 ملايين شخص إلى مساعدة إنسانية، ويواجه 7.1 مليون منهم "وضعاً غذائياً بالغ الخطورة".
وخلال مؤتمر أوسلو حول نيجيريا وحوض بحيرة تشاد الشهر الماضي، تم الإعلان عن مساهمات بلغت 672 مليون دولار، لكنها ما زالت دون المبلغ المحدد بـ1.5 مليار دولار.