غزة بحاجة لإبرة بوتكس

غزة شاخت بعيون شبابها، احقنوها بإبرة بوتكس لعل جمالها يعود ونسعى إليها من جديد.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/11 الساعة 00:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/11 الساعة 00:59 بتوقيت غرينتش

ونحن كشباب موجودين في هذه البقعة المتورطة من الأرض، نعيش سكرات موت أحلامنا وطموحنا كل يوم، نكافح في سراب، ونقاتل مع سراب، نحن نتعامل مع قطعان من المحبطين والسلبيين في كل محاولة للتطوع والتدريب والعمل، الأمر الذي دفع الكثير منا إلى الانحراف عن السلوك السليم مع ذاته ومجتمعه، أصبحنا نشبه أولئك المتملقين الذين يخشون نهوض الصغير منا للنور.

طاقاتنا أُهدرت بالحزن وحالات الاكتئاب، لا نقوى الآن على المضي، إلا مَن رحم ربي وتسلح بالإيمان لا أدري لمن أعزو هذا الوضع المزري للحكومة أم أرباب العمل والمؤسسات أم لذواتنا التي تسعى لتحقيق شيء مما تريد؟!

جُلنا يملك عبقرية وطاقة تنير العالم بابتكارات جديدة، ولكن المساحات المتوفرة لدعم طاقتنا تكاد تكون منعدمة، نحن نذل لأجل فرص التدريب والمشاريع المنهوبة التمويل، وإن كنا من ذوات الحظ السعيد للالتحاق بتلك التدريبات يرمون بنا في قاعات مهترئة مع وجبة طعام بالية كنوع من بروتوكولات التدريب الحديث.

ما يزعج حقاً ليس هذا كله، ولكن المزعج هو أننا لا نملك أبداً خياراً آخر للاعتراض، أو إيجاد طريق أكثر سلاسة للسير به، للحصول على تدريب بشهادة جيدة.

نقف في صفوف رحمة التشغيل المؤقت، وننتظر إعلانات الشركات الخاصة التي تطلب منك إرفاق الواسطة اللازمة مع سيرتك الذاتية لقبولك في تلك الوظيفة المرموقة، إلى متى تلك الواسطة والمحسوبية والمحاباة؟ وماذا يفعل أبناء العامل البسيط أصحاب الشهادات المتميزة؟

هاجر شبابنا بحلاوة روح، أو بالأحرى هربوا من واقع لا يحترم كيانهم ولا شخصهم ولا طريقة تفكيرهم، إن الواقع وإن كان على كاهل مليوني غزّي، لا تستطيع أن تتحمله بشرية، خاصة إن كانت تملك عقولاً معجونة بالشغف وحب العمل والتطور والرغبة بكل جديد، لا أنكر أننا جيل قليل الصبر، ولكن مع هذا نتعرض للضغط أكبر من احتمالنا أفقدنا الصبر كله وليس بعضه.

إن ما تعيشه أرواحنا هو قتل شغف، لا فرق سحق منازل وقتل شعب بأكمله، وما نحن عليه من انتهاك سنوات أعمارنا منتظرين شيئاً تحكمه سياسات مجنونة تقودنا إلى الجنون الحتمي عما قريب.

غزة شاخت بعيون شبابها، احقنوها بإبرة بوتكس لعل جمالها يعود ونسعى إليها من جديد.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد