قصص مرعبة لعراقيين فرُّوا من داعش بالموصل.. هكذا فرضوا النقاب على الأطفال وعقوبات لمن يحمل جوالاً

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/09 الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/09 الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش

"كنا دروعاً بشرية"، هذا لسان حال مئات المدنيين العراقيين الذين اندفعوا مسرعين على منحدر تلة منهكين، لكنهم سعداء لتمكنهم أخيراً من الفرار من عناصر تنظيم داعش، الذين احتجزوهم مع تراجعهم في الموصل بشمالي العراق، أمام زحف القوات الحكومية وحلفائها.

يروي حسن محمد (47 عاماً) الذي فرَّ مع زوجته وأبنائهما السبعة ما حدث معهم قائلاً "هددنا مقاتلو تنظيم داعش بالسلاح لإجبارنا على الخروج من منازلنا".

ويقول العديد من سكان الموصل إن عناصر داعش احتجزوهم خلال انسحابهم إلى حي المنصور بالموصل، تحت ضغط العملية العسكرية التي تنفذها القوات العراقية لاستعادة ثانية مدن البلاد.

ويصف عبد الرزاق أحمد، الموظف البالغ من العمر 25 عاماً حالتهم قائلاً "كنا دروعاً بشرية".

لكن السكان تمكنوا أخيراً من الفرار من داعش، مستغلين تقدم قوات الأمن التي تسعى لاستعادة السيطرة على كامل الجانب الغربي من مدينة الموصل، بعد أن سيطرت على القسم الشرقي، في يناير/كانون الثاني 2017.

عند خروجهم من المدينة، ينزل السكان التلة للالتحاق بحافلات وشاحنات تابعة للشرطة، تنقلهم إلى أحد المخيمات التي أقيمت في المناطق الصحراوية على مشارف الموصل.

أُسر بكاملها تنقل متاعاً زهيداً في أكياس بلاستيكية أو في صرر، نساء أزلن النقاب الذي يفرضه عناصر داعش، ورجال أطلقوا لحى مشعثة، ومسنون ينقلون على عربات بعجلتين أو على كراسي نقالة.

بين الحشد، ينهار فجأة شاب معصوب الرأس بمنديل، فتصيح والدته "لقد أصيب بقذيفة"، وتتوسل ضابطاً أن يعطيه خبزاً مضيفة "لقد مرت علينا أيام رهيبة".

"60 جلدة"


وُضع الجريح على متن حافلة صغيرة. ومازح شرطي فتى يربط خروفاً أسود بحبل قائلاً له "أين سنضع هذا؟" لكنه سمح له بالصعود مع خروفه. وتلته فتاة وجهها متسخ وتحمل دمية.

أدت المعارك المستمرة في غربي الموصل إلى نزوح أكثر من 50 ألف شخص بحسب منظمة الهجرة الدولية.

يشعر ريان محمد، وهو شاب نحيل في الـ18 بالارتياح لفراره من تنظيم داعش، ويقول "لقد هربوا كالجبناء".

ويضيف محمد أنه تعرَّض لستين جلدة لتخلفه عن الصلاة مرة، وأنه أودع السجن أسبوعاً بعدها.

ويقول "لو قبض عليك وبحوزتك هاتف محمول أو تستمع إلى الموسيقى…" ثم توقف دون أن ينهي جملته، في إشارة للمصير المؤلم الذي قد يتعرض له.

ويتابع: "كنت أترك هاتفي في المنزل، وأخشى أخذه معي لدى خروجي".

أما محمد (22 عاماً) فيقول "لم يعد لدينا ما نأكله أو نشربه".

وبعد أن كان يحلم بأن يصبح معلماً، اضطر محمد إلى ترك الجامعة عند احتلال مقاتلي داعش للموصل في عام 2014، ليعمل بائعاً متجولاً للخضراوات.

ثم يستدرك محمد، الذي يرتدي سترة جلدية وله لحية صهباء "أريد الآن استئناف دراستي".

واحتجز أحمد مع زوجته وابنائهما التسعة طيلة أربعة أشهر في إحدى مدارس المنصور، بأيدي مقاتلين من التنظيم المتطرف.

ويضيف أحمد (40 عاماً) "وصل مسلح إلينا وماذا كان بوسعنا أن نفعل؟"، ويقول "الحياة كانت صعبة وكنا نعاني من الجوع ولا نأكل سوى الخبز والطحينة".

وراءه، رفعت ابنته البكر، وزوجته -التي تحمل أصغر أولادهما وهي طفلة عمرها سنة ونصف السنة- النقاب عن وجهيهما هي وابنتها، لتكشفا عن ابتسامتين عريضتين.

تحميل المزيد