اتهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، روسيا باستخدام "مختلف الوسائل للتأثير على الرأي العام"، بما في ذلك أساليب تعود للعهد السوفياتي.
وفي مقابلة له مع عدد من الصحف الأوروبية نُشرت الاثنين 6 مارس/آذار، قال هولاند، إن موسكو "تستخدم كل الوسائل للتأثير على الرأي العام، حتى لو أن الإيديولوجيا لم تعد هي ذاتها كما في الحقبة السوفياتية، إلا أنها أحياناً الوسائل ذاتها، مع إضافة التكنولوجيا إليها".
وأشارت كل من صحف "لوموند" و"سودويتشه تسايتونغ" و"لا ستامبا" و"لا فانغوارديا" و"ذي غارديان" و"غازينا فيبورشكا"، إلى أن هولاند رأى هذه الوسائل "استراتيجية تأثير وبناء شبكات مع نشر طروحات محافظة جداً على صعيد السلوك الاجتماعي"، و"كذلك الادعاء بالدفاع عن المسيحية بوجه الإسلام".
وتابع الرئيس الفرنسي قائلاً: "دعونا لا نبالغ في شيء، لكن لنكن متيقظين".
وتأتي تصريحات هولاند قبل قمة أوروبية مصغرة تجمع قادة فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا اليوم في فرساي.
يذكر أن هولاند أمر يوم الأربعاء الماضي بـ"تعبئة كل وسائل الدولة الضرورية للتصدي للتهديدات الإلكترونية التي تواجهها الانتخابات الرئاسية الفرنسية".
وأكد عقب اجتماع لمجلس الدفاع في قصر الإليزيه، أن الرئاسة شددت على أن "الحملة وعملية الاقتراع يجب ألا يطبعها أي عمل مغرض"، وسط تخوفات من مخاطر "تدخلات روسية"، دفعت الخارجية الفرنسية في الأسابيع الأخيرة إلى مضاعفة تحذيراتها.
وتساءل هولاند "ما الذي تريده روسيا؟ التأثير على المساحات التي كانت في ما مضى تابعة لها ضمن الاتحاد السوفياتي السابق مثل أوكرانيا".
وتابع "تريد المشاركة في تسوية النزاعات في العالم، بما هو لصالحها" ولا سيما في سوريا، و"إثبات موقعها كقوة" و"اختبار صمودنا".
ودعا إلى "الكشف" عن "العمليات الإيديولوجية" من أجل "القول بوضوح كبير من يقف مع من، ومن يتلقى تمويلاً من أي جهة" واستيضاح "الأسباب خلف ارتباط حركات اليمين المتطرف إلى حد ما بروسيا".
وتتهم وكالات الاستخبارات الأميركية الكرملين بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة من خلال عمليات قرصنة معلوماتية وبث أخبار كاذبة لترجيح الكفة لصالح دونالد ترامب.
فيما يشتبه العديد من الخبراء الفرنسيين بسعي موسكو للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية بالوسائل ذاتها.
وتنفي موسكو هذه الاتهامات بصورة قاطعة، غير أن العديد من الدول الأوروبية التي تواجه استحقاقات انتخابية هامة قريباً ولا سيما هولندا في منتصف آذار/مارس وألمانيا في نهاية أيلول/سبتمبر، أعربت عن مخاوف مماثلة.