وصل الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأربعاء، الأول من مارس/آذار 2017، إندونيسيا، في زيارة تعتبر الأولى لعاهل سعودي منذ 50 عاماً تقريباً، في مسعى لتعزيز الروابط الاقتصادية بين الدولتين.
وقد احتفت صحيفة "ريبابلكا" الإندونيسية اليومية بزيارة الملك، بنشرها صورة على كامل الصفحة الأولى، أرفقتها مع عبارة "أهلاً وسهلاً".
وانتشرت على الشبكات الاجتماعية صور لتلاميذ إندونيسيين وهم يلوّحون بالأعلام على الطريق أثناء مرور موكب الملك ومرافقيه، تحت المطر الغزير، إلى القصر الرئاسي في مدينة بوغر المجاورة، وقد حملوا لافتة بيضاء كبيرة، وقَّعوا عليها بأسمائهم، مع صور للملك كتبوا عليها باللغتين الإنكليزية والعربية "أهلاً وسهلاً".
Welcome to Indonesia @KingSalman
.#klobisaananunutklorajamaukembali#WelcomeRajaSalman #KingSalman #RajaSalman pic.twitter.com/sLm9bRNTUh— Zila Rizqiyah (@zilarizqiyah) March 1, 2017
وتأتي هذه الحفاوة في استقبال الملك، بعد أن أعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق أن المملكة العربية السعودية سوف تستثمر 7 مليارات دولار في أحد معامل تكرير النفط بالبلاد، وهو المشروع الذي سوف تقيمه شركة النفط الماليزية بتروناس.
ويعد هذا الاستثمار بمثابة أول اتفاق يتم توقيعه أثناء جولة العاهل السعودي الملك سلمان الآسيوية، ومن المتوقع أن يساعد المشروع على زيادة أرباح شركة بتروناس، التي كانت تناضل في ظل انخفاض أسعار النفط خلال السنوات القليلة الماضية.
تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الأربعاء 1 مارس/آذار 2017، رصد خمسة أسباب وراء استثمارات المملكة العربية السعودية في آسيا:
1- تنويع الاقتصاد:
تبحث المملكة العربية السعودية عن سبل لتنويع اقتصادها، والحد من اعتمادها على النفط. فقد واجهت المملكة تحديين يتمثلان في محاولة إصلاح اقتصادها في الوقت الذي خسرت به الكثير من الأموال جراء انخفاض أسعار النفط.
قد لا يؤدي الاستثمار في بلدان مثل ماليزيا إلى تحقيق الكثير من الفائدة فيما يتعلق بالاستثمار المتبادل، ولكن يتعين متابعة أي تصريح يصدر عن الملك سلمان أثناء وجوده في الصين واليابان. فقد استثمرت الرياض بالفعل في صندوق التكنولوجيا البالغ حجم أصوله 45 مليار دولار مع شركة سوفتبنك اليابانية، وتبحث السلطات السعودية، بحسب ما ذكره المحللون، عن استثمارات من طوكيو وبكين في مجالات اللوجستيات والبنية التحتية والتكنولوجيا.
2- الحفاظ على العملاء:
الأمر لا يتعلق بجلب الاستثمارات إلى المملكة العربية السعودية فحسب؛ بل يتعلق أيضاً بالحفاظ على أعمال النفط السعودية في آسيا.
وتعد الصين بمثابة الجائزة الكبرى، التي تجاوزت الولايات المتحدة باعتبارها أكبر مستورد للنفط في العالم. وتوضِّح البيانات الصادرة عام 2014 أنها تحصل على معظم احتياجاتها من الطاقة من المملكة العربية السعودية.
ومع ذلك، تُحرز روسيا وإيران تقدماً سريعاً، وتقوم الصين بالاستثمار في حقول النفط بكلتا الدولتين. وسوف تحرص الرياض على ضمان أن تظل أكبر مورد للنفط إلى بكين.
3- المستثمرون المحتملون:
من المزمع أن يتم بيع شركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة عام 2018. وتشير التقارير إلى أن عملية البيع ستكون أكبر إجراء تعويم للأسهم في العالم، رغم وجود بعض الشكوك تتعلق بعمليات التقييم.
وبالرغم في ذلك، فإن هذه الرحلة تتعلق بلفت انتباه المستثمرين الآسيويين نحو شراء 5% من أسهم شركة أرامكو. وهناك حديث أيضاً حول قيد الأسهم الآسيوية، رغم عدم تأكيد ذلك بعد.
4- لا تبكي من أجلي يا واشنطن:
عادة ما كانت الولايات المتحدة الحليف الأقوى للمملكة العربية السعودية فيما يتعلق بكل من مجالي التجارة والسياسة. ومع ذلك، فإن موقف دونالد ترامب الأخير المناهض للتجارة قد أثار حفيظة البعض بالمملكة، مما يوضح سبب القيام بجولة آسيوية قبل زيارة واشنطن.
اللجوء إلى البلدان ذات الأغلبية المسلمة مثل إندونيسيا وماليزيا يعد أمراً منطقياً للسلطات السعودية، حيث لن يتوقف الأمر عند المحادثات بشأن الاستثمار في البنية الأساسية فحسب، بل يتضمن الاستثمار في الحج والمدارس أيضاً.
5- الاستثمار يؤدي إلى تمديد النفوذ الإسلامي:
عادة ما كانت الحكومة السعودية والمؤسسات الخيرية الدينية تقدم المساعدات والاستثمارات إلى ماليزيا وإندونيسيا. ومع ذلك، فخلال السنوات الأخيرة، ظهرت بعض المخاوف بشأن نمو الحركة الوهابية في جنوب شرق آسيا، في الوقت الذي تشهد به المنطقة ما يعرف باسم الصحوة الإسلامية.
ففي إندونيسيا، تشير جماعات حقوق الإنسان إلى تمويل رجال الدين المتشددين في المساجد ممن تتعارض آراؤهم في كثير من الأحيان مع التأويل الإسلامي. وفي ماليزيا، ذكرت مارينا مهاتير، ابنة رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد، أن الماليزيين يفقدون هويتهم ويتعرضون لمخاطر الخضوع للاستعمار العربي، في أسلوب ملبسهم وحديثهم وممارستهم لعقيدتهم.