رغم التحول الواضح الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لهجته المتشددة بأول خطاب له أمام الكونغرس، بدا أنه يعاني من انقسام كبير إزاء الرئيس الجديد، فقد استقبل الأعضاء الديمقراطيون خطاب ترامب الجديد بفتور لامس الازدراء في مخالفة للأعراف السياسية الأميركية، بينما تلقاه أعضاء حزبه الجمهوري بحماسة تفاوتت بين قضية وأخرى.
وفي فيديو لافت بثته قناة سكاي نيوز، قابل الديمقراطيون ترامب وهو يكرر وعوده المثيرة للجدل بالصمت وعدم والتصفيق والجلوس في مقاعدهم مكتوفي الأيدي، دون وقوف، عكس نظرائهم الجمهوريين، بينما بدت عضوتان في الفيديو تحركان إبهاميها لأسفل، تعبيراً عن عدم قبولهما لكلام ترامب.
كما ارتدت نحو 40 نائبة ديمقراطية اللون الأبيض، الذي يرمز إلى الدفاع عن حقوق النساء كنوع من الاحتجاج الصامت.
وصفق الجمهوريون ووفقوا تحية عند ذكر المشاريع الكبرى للرئيس، مثل تشييد أنابيب للنفط، وإقامة جدار على الحدود مع المكسيك، ومكافحة "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، ومنع دخول أشخاص من دول غير منضبطة أمنياً، وحتى عند ذكر شعار "لنعيد أميركا عظيمة مجدداً".
وليس غريباً وقوف الجمهوريين مع كل بند يطرحه ترامب، وتصفيقهم للرئيس القادم من حزبهم، وإنما اللافت أن تصفيقهم كان خافتاً مع ذكر ترامب لأكثر مشروعاته إثارة للجدل، وهو الجدار العظيم الذي سيبنيه على الحدود مع المكسيك، بينما قابل الجمهوريون وعده بإلغاء واستبدال مشروع أوباما كير للرعاية الصحية بالقدر الأكبر من التصفيق .
ويسعى ترامب بعد شهر من توليه السلطة، هيمنت عليه المعركة بشأن الحظر المؤقت الذي فرضه على سفر مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، إلى تجاوز فترة فوضوية ألقت بشكوك حول قدرته على الحكم بفاعلية.
