حصة مدرسية تتسبب في قطع جلسة مفاوضات بين بلدين.. هذا ما حدث بين زعيمي قبرص واليونان

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/17 الساعة 00:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/17 الساعة 00:32 بتوقيت غرينتش

قُطعت جلسة مفاوضات بين الزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي ورئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسياديس، الخميس 16 فبراير/شباط 2017، بعد إثارة مسألة إضافة حصة في مدارس قبرص حول استفتاء يعود إلى 1950 ويتعلق بالوحدة مع اليونان، وفق أكينجي.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى قبرص أسبن بارث إيدي، إنه على الرغم من أن الاجتماع لم يكن حيوياً و"توقف للأسف فجأة"، فإن المحادثات المقبلة ستعقد كما كان مقرراً في 23 فبراير.

وأضاف: "يمكنني أن أؤكد لكم أن الزعيمين (القبرصي اليوناني والقبرصي التركي) منخرطان في عملية (السلام) وأن أحداً لا يرى أن هذه العملية انتهت أو عُلِّقت".

ويسود التوتر بين الجانبين؛ بسبب موافقة البرلمان القبرصي على إدراج حصة لشرح ظروف هذا الاستفتاء الذي لا قيمة قانونية له عندما كانت قبرص لا تزال تحت الوصاية البريطانية، وإحياء ذكراه في المدارس بمبادرة من حزب "إيلام" اليميني المتطرف.

وقال أكينجي إنه عندما تم التطرق إلى مسألة إلغاء هذا القرار في أثناء اللقاء، قال أناستاسياديس: "ليس لدي ما أقوله"، ثم "صفق الباب بقوة وخرج".

وأضاف للصحفيين: "غادرنا عندها، لم يعد هناك ما نفعله خلال اللقاء الذي يفترض أن يجري في جو من الاحترام".

لكن أناستاسياديس قال إن ما حدث مثير للارتباك. وأضاف للتليفزيون القبرصي أن "انسحاب (أكينجي) من الاجتماع كان بلا مبرر وبلا سبب"، مضيفاً أن مبعوث الأمم المتحدة، أسبن بارث أيدي، الذي يرأس اللقاء، "لم يكن كذلك على علم بما يحصل".

أيد استفتاء 1950 الوحدة (اينوسيس) مع اليونان، لكن لم تكن له قيمة قانونية؛ إذ كانت قبرص تحت الاستعمار البريطاني.

وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، حذر أكينجي من أن إدراج حصة مدرسية لإحياء ذكرى هذا الاستفتاء يمكن أن يسبب "ضرراً كبيراً" لعملية السلام.

أفضل فرصة


وبدأ الطرفان، منذ أسابيع، مفاوضات اعتُبرت أفضل فرصة منذ سنوات لإعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ 1974، بعد اجتياح تركيا ثلثها الشمالي واحتلاله ثم أقامت فيها "جمهورية قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

واستضافت الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني محادثات في جنيف بين الجانبين مع الدول الثلاث الضامنة لأمن الجزيرة؛ وهي: اليونان، وتركيا، وبريطانيا.

وينسب جل التقدم المحرز حتى الآن إلى العلاقات الشخصية بين أناستاسياديس وأكينجي المولود في ليماسول بجنوب الجزيرة.

وقال أكينجي إن أناستاسياديس "كان أحياناً حاد الطباع. تحمَّلنا ذلك في الماضي حتى طفح الكيل. لم يعد ممكناً أن نتحمل المزيد".

وطالب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، من جهته، بأن يغير القبارصة اليونانيون "العقلية" السائدة وبأن يقبلوا القبارصة الأتراك بصفتهم "شركاء في الجزيرة".

وشدد بارث على ضرورة أن يعي الطرفان أن "الذين لا يريدون توحيد (الجزيرة) بهذه الشروط سينشطون" في محاولة "لإحباط العملية".

تحميل المزيد