اعتبر تقرير سري للأمم المتحدة، اطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية، أمس الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2017، أن تداعيات الحرب في دولة جنوب السودان على المدنيين بلغت "مستويات كارثية"، محذراً من أن سطوة الميليشيات قد تخرج عن السيطرة، مما يهدد بإطالة أمد الحرب لسنوات طويلة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في التقرير، إن المدنيين يفرون من مدنهم وقراهم "بأعداد قياسية"، وهناك خطر "حقيقي" بحصول فظائع جماعية.
وأضاف أن "الوضع الأمني مستمر في التدهور في بعض أنحاء البلاد، وقد بلغت تداعيات هذا النزاع على المدنيين مستويات كارثية".
وشدد الأمين العام في تقريره الذي أرسله إلى مجلس الأمن الإثنين على أن "صعود الميليشيات التابعة لجيش جنوب السودان (الموالي للرئيس سلفا كير) أو تلك التابعة للمتمردين يؤدي حالياً إلى تفتيت أراضي الدولة الوليدة"، في منحى يهدد إذا ما استمر بأن تصبح هذه الميليشيات "خارج سيطرة الحكومة لسنوات مقبلة".
وجنوب السودان الذي أصبح دولة مستقلة في 2011 غارق منذ ديسمبر/كانون الأول 2013 في حرب أهلية، خلَّفت عشرات آلاف القتلى وأكثر من ثلاثة ملايين نازح ولاجئ، وتخللتها فظاعات بينها مجازر ذات طابع إثني.
وانهار اتفاق للسلام في أغسطس/آب 2015، بعد شهر من اندلاع المواجهات في جوبا، ما أدى إلى انتشار العنف، وسط غياب أفق التوصل إلى حل سلمي.
وأقر مجلس الأمن الدولي في أغسطس/آب نشر أربعة آلاف جندي إضافي إلى جانب 13 ألف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والموجودة في جنوب السودان في إطار البعثة الأممية في هذا البلد.
وبحسب التقرير فإن أربعة جنود أوقفوا الأسبوع الماضي جندياً من قوات حفظ السلام، وأوسعوه ضرباً وسرقوا سيارته.