خطة أردوغان لتحرير عاصمة داعش.. هل ينال دعم ترامب ودول الخليج؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/14 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/14 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش

عَرَضَ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على دول عربية في جولته بمنطقة الخليج العربي، اقتراحاً بشن هجومٍ برعاية تركيا ضد مدينة الرقَّة، عاصمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وأخبَر أردوغان أحد الحاضرين لاجتماعه في دولة البحرين أنَّه يريد إقامة "منطقةٍ آمنة" في هذا الجزء من سوريا.

وتحدث أردوغان في أولى محطات جولته الخليجية، التي تضم 3 دولٍ، عن المنطقة الآمنة التي ستبلغ مساحتها 3.475 ميلاً مُربعاً وتشمل مدينة منبِج السورية، والتي انتُزِعَت من داعش في شهر أغسطس/آب من قِبَل أكراد سوريا، الذين يتعاونون مع الجيش الأميركي، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

ترامب

ولا يُعَد العرض التركي للمشاركة في معركة الرَقَّة جديداً، ولكنَّه عاد للظهور مُجدداً وسط تقارير تُفيد بأنَّ الرئيس ترامب أَمر بإجراء تعديلٍ جذريٍ على الخطة التي وضعتها إدارة أوباما لتسليح أكراد سوريا في هجومهم على الرَقَّة. وكانت أنقرة قد أبدت اعتراضاتٍ شديدةٍ على التعاون العسكري بين البنتاغون وأكراد سوريا، وهو ما صار سبباً رئيسياً في توتر العلاقات بين تركيا وواشنطن خلال العام الأخير من ولاية أوباما الرئاسية.

وترتبط وحدات حماية الشعب، وهي إحدى الميليشيات الكردية السورية، ارتباطاً وثيقاً بحزب العُمال الكردستاني في تركيا، الذي يُصنَّف ضمن لائحة المُنظمات الإرهابية بحسب واشنطن وأنقرة، ويدعم التمرد في تركيا بهدف الحصول على استقلال الأكراد.

ويبدو أنَّ الوعد الذي قطعه ترامب بإقامة "منطقةٍ آمنة" في سوريا، وهو الأمر الذي لطالما رفضته إدارة أوباما، قد شجَّع أردوغان على إنعاش فكرته المتطابقة مع وعد ترامب.

ويعني مفهوم "المنطقة الآمنة"، كما تتصوره المعارضة السورية التي كانت أوَّل من روَّج لهذه الفكرة، وبدعمٍ من تركيا، فرض منطقة حظر جوي لمنع النظام السوري من شنِّ غارات جوية ضد المدنيين.

ولا تبدو كيفية تنفيذ هذا الاقتراح الأخير واضحةً حتى الآن، ولكنَّ أردوغان قال إنَّ هذه المنطقة ستُمثِّل ملاذاً آمناً للتركمان والعرب الذي يعيشون في سوريا، وستكون منطقةً "خالية من الإرهاب"، في إشارة واضحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، وتنظيم داعش.

الأكراد

وقال أردوغان إنَّه يتصور مشاركة تركيا في هجوم الرَقَّة كجزءٍ من تحالف تحت قيادة الولايات المتحدة، ولكنَّه أوضح كذلك في عدة مناسبات أنَّه يتوقع أن يقطع ترامب العلاقات بين واشنطن وبين وحدات حماية الشعب الكردية.

ولا توجد إشارة من واشنطن عن نية الولايات المتحدة لقطع علاقاتها مع الأكراد، الذين أثبتوا أنَّهم أفضل حليفٍ عسكري للبنتاغون في سوريا.

ويتقدم الأكراد بخُطى ثابتةٍ في هجومهم المستمر منذ ثلاثة أشهر لِعزل مدينة الرَقَّة وتطويقها وصاروا على بُعد أميالٍ قليلة منها.

وفي أثناء ذلك، تعثِّرت القوات التركية وحلفاؤها العرب من قوات المعارضة السورية على مدار الشهرين الماضيين في معركة ضارية للاستيلاء على مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وعلى بُعد أكثر من 100 ميلٍ عن المدينة.

وكانت تركيا قد تدخلت في سوريا في شهر أغسطس/آب 2016 لمساعدة قوات المعارضة السورية في طرد تنظيم داعش من المناطق المُحيطة بتركيا، ولتفصل بين منطقتين تخضعان لسيطرة الأكراد.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد