ينتخب النواب الصوماليون رئيساً للبلاد، الأربعاء 8 فبراير/شباط ،2017 في اجتماع بمطار مقديشو الذي يحظى بأكبر قدر من الحماية في العاصمة التي شُلت مناطقها الأخرى، وسط تعزيزات أمنية؛ تجنباً لهجوم جديد لحركة الشباب الإسلامية.
وتحدثت الشرطة وشهود عن سقوط قذائف في عدة أحياء من مقديشو، فيما اندلعت المواجهات بين المتشددين وقوة الاتحاد الإفريقي (أميصوم) في قاعدة عسكرية خارج العاصمة مساء الثلاثاء.
والقصف الذي لم يسفر عن ضحايا، أمر اعتيادي في مقديشو وهو أسلوب تتبعه حركة الشباب المرتبطة بـ"القاعدة"، في محاولتها لفت الأنظار.
إلا أن المخاوف من المزيد من أعمال العنف بدت واضحة، مع إغلاق طرقات العاصمة فيما توجه النواب إلى المطار الواقع ضمن مجمع يسكنه دبلوماسيون وموظفون في منظمات إنسانية، بالإضافة إلى جنود.
ووقف مئات النواب والمراقبين والصحفيين في طابور طويل، حيث خضعوا لتفتيش يدوي قبل الدخول إلى المجمع حيث سيجري التصويت.
ووُصفت الانتخابات هذه المرة بأنها الأكثر ديمقراطية منذ 5 عقود، رغم أن 14 ألفاً فقط من الناخبين تمكنوا من التصويت للنواب، في عملية شابتها عمليات تعطيل واتهامات بشراء الأصوات والفساد.
والحكومة هي الثانية التي سيتم اختيارها في الصومال منذ الإطاحة بنظام الرئيس محمد سياد بري العسكري عام 1991 ما أدى الى عقود من الفوضى، إلا أنها لن تتمتع إلا بسيطرة محدودة على البلاد.
ورغم طرد قوات "أميصوم" لهم من مقديشو عام 2011، لا يزال مقاتلو حركة الشباب يشنون هجمات دامية ويسيطرون على أجزاء واسعة من الريف، كما شنوا كذلك هجمات دامية على كينيا المجاورة.
وفي 25 يناير/كانون الثاني، أسفر تفجير سيارتين مفخختين في فندق يرتاده سياسيون قرب البرلمان عن سقوط 28 قتيلاً على الأقل، فيما يعتقد أن عدداً من الجنود الكينيين قُتلوا في هجوم على قاعدة عسكرية في جنوب الصومال.
وتشكل الانتخابات الحالية تقدماً مقارنة مع انتخابات 2012، حيث اختار 135 من الأعيان والوجهاء كل النواب الذين صوتوا لاحقاً للرئيس.
وكان انتخاب الرئيس مقرراً في أغسطس/آب الماضي، لكنه أُرجئ مرات عدة؛ بسبب الخلافات السياسية الداخلية وانعدام الأمن.
ولم يتم تثبيت النواب رسمياً إلا في ديسمبر/كانون الأول.
ويسعى الرئيس الحالي، حسن شيخ محمود، للفوز مجدداً بمواجهة 20 مرشحاً آخر، جميعهم رجال بعدما انسحبت النساء. وقد دفع كل مرشح رسوم تسجيل قيمتها 30 ألف دولار.
وفي غياب الأحزاب السياسية، تلعب القبيلة دوراً رئيسياً في السياسة الصومالية.
ويعد محمود (61 عاماً)، الأستاذ الجامعي السابق والناشط في المجتمع المدني الذي ينتمي إلى قبيلة الهوية، ضمن المرشحين الأوفر حظاً، إلى جانب سلفه في المنصب شريف شيخ أحمد (52 عاماً) الذي ينتمي إلى القبيلة نفسها.
أما المرشحان الآخران لقبيلة الدارود الكبيرة الأخرى، فهم رئيس الوزراء الحالي عمر عبد الرشيد علي شرماركه (56 عاماً)، ورئيس الوزراء السابق محمد عبد الله محمد (55 عاماً). والرجلان مزدوجا الجنسية وقد عاشا في كندا والولايات المتحدة على التوالي.
وأغلق عدد من الطرق الرئيسية بأكياس رمل منذ الخميس، فيما يقوم جنود مدججون بالسلاح بدوريات في الشوارع.
وحتى المدارس أغلقت أبوابها، فيما طلبت السلطات من السكان البقاء في منازلهم.
وأفاد ضاهر عبد كارين، الذي يسكن إحدى القرى القريبة من العاصمة، بأنه "جرى تبادل لإطلاق النار بكثافة" بين قوات "أميصوم" ومقاتلي حركة الشباب "باستخدام أسلحة، بينها مضادات طائرات"، مضيفاً أن الهجوم "استهدف قاعدة (أميصوم) في (قرية) أربكاو".
وأكد سكان آخرون وقوع اشتباكات خارج العاصمة، فيما سقطت قذائف هاون في مقديشو.
وقال قائد الشرطة الصومالية إبراهيم محمد لوكالة فرانس برس، إن "المعلومات الأولية تشير إلى إطلاق عدد من قذائف الهاون على المدينة. لا تفاصيل لدينا والقوات الأمنية تلاحق الجناة".