احتشد مئات اليمنيين والأميركيين المسلمين الخميس في نيويورك للاحتجاج على مرسوم الرئيس دونالد ترامب الذي يمنع رعايا 7 بلدان إسلامية من دخول الولايات المتحدة.
وارتفعت عشرات الأعلام اليمنية والأميركية وسط الجموع التي رددت "يو إس إيه! يو إس إيه!" أو "جميعنا ضد الحظر الذي يستهدف المسلمين".
وفي أثناء التظاهرة، رفع الأذان، ثم ركع القسم الأكبر من المتظاهرين لدى إقامة الصلاة. ولم يسمع سوى هدير مروحيات في ساحة بورو هول التي تزدحم عادة بالمارة.
وقال المنظمون إن حوالي ألف متجر يملكها يمنيون أغلقت في مناطق نيويورك من ظهر الخميس حتى الساعة 20,00 (01,00 ت غ من الجمعة) احتجاجاً على منع سفر مواطني سبع دول إسلامية بينها اليمن، إلى الولايات المتحدة.
وأطلقت الدعوة إلى التظاهرة عبر شبكة "فيسبوك" الأربعاء. وللتأكيد على دور العمال المهاجرين في المدينة، أغلقت جميع المتاجر في الحي وتجمع أصحابها في بروكلين حيث احتشدوا بعد ظهر الخميس.
وأصدر الرئيس دونالد ترامب الجمعة مرسوماً علق بموجبه دخول الرعايا الإيرانيين والعراقيين والليبيين والصوماليين والسوريين والسودانيين واليمنيين، إلى الأراضي الأميركية مؤقتاً. ومنع اللاجئون السوريون من دخول الولايات المتحدة حتى إشعار آخر.
وردد المتظاهرون قبل الصلاة "لا حظر، لا جدار، العدالة للجميع"، في إشارة إلى الجدار الذي يريد ترامب بناءه على الحدود مع المكسيك.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "حياة المسلمين مهمة" و"الكراهية لن تجعلنا عظماء أبداً" و"سيد ترامب من أين جاءت زوجتك؟"، في إشارة إلى الأصول السلوفينية لزوجة الرئيس الأميركي.
وقال عدد من المشاركين إن معظم المتظاهرين أميركيون يمنيون يشاركون في احتجاج عام للمرة الأولى. وكان معظم الذين شاركوا في التظاهرة من الرجال وانضمت إليهم مجموعة صغيرة من النساء بعد غياب الشمس وهن يهتفن "قولوا بصوت عال وبوضوح إن اللاجئين المسلمين مرحب بهم هنا".
لا تهتموا بالمال
وقال ترامب إن إجراءاته تهدف إلى حماية الولايات المتحدة من هجمات جديدة قد يشنها إسلاميون متطرفون، وستسمح للسلطات بتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لإجراءات أكثر صرامة في مجال التأشيرات.
وأكد المتظاهرون في نيويورك أن قرار المنع عنصري وجائر.
وقال يوسف البعداني (31 عاماً) الذي لف علماً حول عنقه في أجواء من البرد القارس "نقف هنا من أجل العدالة ومن أجل الكرامة".
وكغيره من المتظاهرين، أغلق يوسف محل البقالة الذي يملكه في حي كوينز. وتبيع هذه المحلات سلعاً متنوعة وتبقى مفتوحة لساعات طويلة. وهي تعتبر أساسية في الحياة اليومية لكثيرين من سكان نيويورك.
وقال البعداني "معظم هذه المحلات مغلقة اليوم" الخميس.
وأكد متظاهر آخر "لا يهمنا المال بل الحرية ولا نريد عنصرية داخل البلاد"، مشيراً إلى أن التحرك قد يستمر لجهة تنظيم التظاهرات وإقفال المحال.
وقال آدم زكاري (19 عاماً) "يحتجزون الناس في المطار ولا يسمحون لهم بدخول الولايات المتحدة.. هذا أمر عنصري"، موضحاً أنه يعرف شخصين احتجزا ليومين في المطار ثم أفرج عنهما.
ويفتح متجر عبدالله فارس (32 عاماً) في بروكلين طوال أيام الأسبوع، لكنه قرر الإقفال الخميس. وقال "نخسر أموالاً، لكننا لا نبالي. إذا لم تحتج، فلن يحتج أحد بدلاً منك".
وأضاف فارس الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ 17 عاماً، أنه يشعر بالقلق على ذويه الذين ما زالوا يعيشون في اليمن، وقدموا طلباً للحصول على تأشيرة دخول قبل ستة أشهر، لكنه أبدى "إعجابه وافتخاره" بتحرك الجالية اليمنية.
وقال "إننا نكد في العمل ويعمل عدد كبير منا طوال أيام الأسبوع لمدة عشر إلى اثنتي عشرة ساعة يومياً. لا نعمل إلا من أجل منفعتنا ومنفعة جميع أفراد عائلتنا".
وأشار إلى أن اليمنيين في الولايات المتحدة موجودون في أجهزة الشرطة والتعليم ومكاتب المحامين.
وقال علي عماري الذي يمتلك متجرين، الأول في شمال بروكلين والثاني في جنوب كوينز، "لدي أقرباء وأصدقاء في اليمن. لا يستطيعون العودة، إنهم عالقون".
وأضاف عماري المولود في الولايات المتحدة من والدين يمنيين، إن ما يحصل "في نظري هو تكرار لـ 11 أيلول/سبتمبر. إنه مؤلم جداً".
وأشار إلى أن دونالد ترامب اختار ضرب الدول التي لا يملك مصالح اقتصادية شخصية فيها.
واعتبر قاسم الجهمي (42 عاماً) الذي جاء من هارتفورد في ولاية كونيكتيكت حيث يملك محلاً للبقالة، من أجل المشاركة في التظاهرة إن "على رئيس الولايات المتحدة توحيد السكان".
وقال إن ابن عمه يعيش في اليمن ويقدم طلبات للحصول على تأشيرة دخول منذ ثلاث سنوات. وأضاف "جمد ذلك الآن". ومع ذلك يضيف "الولايات المتحدة هي أعظم بلد في العالم لأنها تقبل الجميع، وعليها المضي في ذلك".