رحَّب مسؤلون حكوميون وكَنَسيون إيطاليون بـ41 لاجئاً سورياً في مطار روما، يوم الإثنين الموافق 30 يناير/كانون الثاني، قائلين إنهم أرادوا بذلك إظهار التضامن مع الفارين من الحرب، في الوقت الذي تُبعد فيه الولايات المتحدة اللاجئين عن أراضيها وتبني جدراناً لُتبقي المهاجرين خارجها.
ولدى وصول المجموعة السورية، أُعطيَ الأطفال منهم بالونات، وكانت بانتظار المجموعة في صالة الوصول بالمطار لافتة مُلوَّنة كُتِب عليها "مرحباً بكم في إيطاليا". هذه المجموعة هي الأحدث من بين المجموعات التي سيتم إعادة توطينها في إيطاليا عبر اتفاق بإقامة "ممر إنساني" عقدته الحكومة الإيطالية بالاشتراك مع مشروع تعاوني بين الكاثوليك والبروتستانت، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وقالت دوناتيلا كاندورا، نائبة مدير الشرطة: "في وقتٍ يبني فيه آخرون حول العالم أسواراً، نُشيد نحن جسوراً ونستقدم عبر السفر جواً من يحق لهم الوصول إلى إيطاليا بأمان".
وقد تمَّ تنظيم سفر مجموعة اللاجئين جواً من جانب جماعة سانت إيجيديو واتحاد الكنائس الإنجيلية في إيطاليا، وهو تعاون مسكوني الذي قام بتوطين نحو 540 شخصاً في إيطاليا في العام الماضي، كبديل للرحلات البحرية بالغة الخطورة التي يقوم بها معظم المهاجرين في محاولة للوصول الى إيطاليا على أيدي المهربين.
في لبنان، يُحدد عُمَّال الإغاثة اللاجئين الذين سيتم إعادة توطينهم في إيطاليا، وترتيب إجراءات حصولهم على تأشيرات عن طريق السفارة الإيطالية. وبمجرد وصولهم إلى إيطاليا، تأخذ الكنائس على عاتقها مسؤولية العثور على سكن للاجئين، ومدارس مناسبة لأطفالهم، والخدمات الأساسية الأخرى لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع الإيطالي.
وقال أحمد الخالد، أحد اللاجئين الذي فرَّ من بيته في حمص: "نشكر إيطاليا على حُسن ضيافتها، ونأمل بأن تحذو كل دول العالم حذو إيطاليا وإنقاذ الناس الذين فرّوا من الحرب الجارية في سوريا الآن".
وقال اللائجون إنَّ الكثيرين منهم قرَّروا العودة إلى وطنهم بعد أن يحل السلام في سوريا، وهذا بصرف النظر عن أنَّهم لا يُشكلون تهديداً أمنياً كما اتهمتهم إدارة ترامب.
تقول مها عليو من حمص: "الكثير من المسلمين ودودون، ويمدون يد الصداقة للجميع. لا إرهابيون بيننا نحن اللاجئين".
وقدَّم نائب وزير الخارجية الإيطالي ماريو جيرو التحية للسوريين في المطار، واستنكر القيود التي فرضتها إدارة ترامب على الهجرة بمنع المسافرين من 7 دول ذات أغلبية مسلمة، بينها سوريا، من السفر إلى الولايات المتحدة، واصفاً إياها بأنها "غير مُجدية".
وقال جيرو إن بناء الجدران، كالتي تقترح إدارة ترامب بناءها على طول الحدود الأميركية-المكسيكية، أثبت أنَّه لا يُحقق الغرض المرجو منه. أمَّا الاستراتيجية الناجعة، في رأي جيرو، فهي قبول اللاجئين وتوزيعهم بنظام، بالإضافة إلى اتفاقيات اقتصادية مع دولهم الأم لإيقاف تدفق المهاجرين الاقتصاديين.
وأكَّد جيرو: "هذا هو ما أثبت فعاليته، لا شيء آخر يصلح".
وكانت إيطاليا على خط المواجهة في أزمة الهجرة إلى أوروبا، فاضطلعت بتنسيق عمليات الإنقاذ التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط، ومعالجة حالات المهاجرين لاتخاذ قرار بشأن قبولهم كمهاجرين. وفي حين طالبت إيطاليا الاتحاد الأوروبي ببذل المزيد من الجهد لمساعدة إيطاليا، على حد قول جيرو، نهضت الحكومة الإيطالية بالتزاماتها لحماية الفارين من الحرب.
وفي الوقت الذي يتلقَّى السوريون ترحاباً حاراً في روما، كانت الشرطة في ميلانو تُعلن عن نتائج تحقيقات استمرت عامين بشأن شبكة برية للاتجار بالمهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا عن طريق البحر. وأُصدِرت 34 مذكرة توقيف في إيطاليا وفرنسا وألمانيا ضد مجموعة يقودها مصريون رتَّبت رحلة المهاجرين من صقلية إلى ميلانو وأبعد منها.
وأظهرت الشرطة صوراً لمهاجرين مُكدَّسين في الشاحنات التي تم إيقافها عند معبر فينتيميليا مع فرنسا، وأضافت أنَّها وثَّقت حوالي 60 عملية اتجار مشابهة.
ووصفت المدعي العام الإيطالي إلدا بوكّاسينى ظاهرة الاتجار بالبشر واستغلال يأس المهاجرين بأنَّه "عولمة الكراهية".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.