ما قصة الرجل الأول في الشرق الأوسط الذي يسمّي ابنه ترامب؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/22 الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/22 الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش

بدأت علاقة الحب بين حسن جميل ودونالد ترامب في خضم الانتخابات الرئاسية الأميركية، عندما وجد نفسه ملتصقاً بشاشة التلفاز على الجانب الآخر من العالم كل ليلة، يذهله شعر الملياردير الجميل، وحضوره الطاغي، وطريقة كلامه الجذابة.

جميل، الذي لا يتحدث الإنكليزية، لم يتمكن من فهم كلمات المرشح الجمهوري، لكنه قال إن هذا لا يهمّ. أخبره الإيقاع القوي للمرشح بكل ما يحتاج معرفته، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

في الليلة التي انتزع فيها ترامب الرئاسة، اتخذ جميل قراراً أدهش زوجته الحامل، حيث قال جميل: "قررت إن وضعت زوجتي ولداً سأسميه ترامب بنسبة 100%".

وبعد أسبوعين، في الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، وضعت زوجته ليس طفلاً صغيراً فقط، بل أسطورة كردية منتشرة. اسمه ترامب حسن جميل، ويُعرف أيضاً باسم "ترامب الصغير".

قال جميل، الأب لثلاثة أطفال الذي يقاتل مع قوات البشمركة الكردية ويبلغ من العمر 25 عاماً، إنه فخورٌ بقراره. وأضاف: "أكثر ما أحبه وأقدّره في ترامب أنّه رجلٌ واثق الخطوة، ورجل أعمال ناجح. صار قائداً لأن لديه ثقة بالنفس؛ لولاها لما أصبح رئيساً".

لا يبدو ترامب، وهو على بعد 6000 ميل، يعاني من النقص في المعجبين الفخورين من المناطق الكردية شمال العراق، وربّما يختلف الديمقراطيون حول هذا. تُحترم في أوساط الشعب الاستعراضات الصارخة للسلطة الذكورية وتعبيرات الولاء الأبدي وذلك النوع من عقد الصفقات والتعاملات الذي يتفاخر به رجل الأعمال بصفته علامته المميزة، وحالياً يستمتع ترامب بشهر عسلٍ مليء بالقبول العابر للثقافات.

لكن ذلك القبول ليس خالياً من التوقعات. إذ يأمل مقاتلو البشمركة الكردية، مثل جميل، بأن الرئيس الأميركي الجديد سيُقابل الولاء الذي أظهروه في قتال الدولة الإسلامية بدعم مساعيهم طويلة الأمد لإنشاء دولة مستقلة. فقد ازدهرت منطقتهم المستقلة منذ إسقاط القوات الأميركية لصدام حسين قبل 14 عاماً تقريباً، ليبدأ عهد جديد من الأمن، والنمو الاقتصادي، والاستقلال.

ترامب معجب بالأكراد

قال ترامب في يوليو: "أنا معجبٌ للغاية بالقوات الكردية"، ما قاد كثيرين إلى الاعتقاد بأنّه يتعاطف مع الأهداف السياسية للشعب الكردي.

لا يبدو موقف ترامب بشأن استقلال الأكراد واضحاً. غير أن وليد فارس، المُساهم بشبكة فوكس نيوز وأحد مستشاري ترامب للسياسة الخارجية، أدلى بتصريحات يبدو أنها توحي بمرونة السياسة الأميركية تجاه الأكراد.

قال فارس في مقابلة مع محطّة تليفزيونية في يونيو/حزيران: "لقد قدّر ترامب دور البشمركة والقوات الكردية في العراق ضدّ تقدّم داعش"، مستخدماً الاختصار العربي لاسم تنظيم الدولة الإسلامية.

"الآن، وبعد تراجع داعش، كيف ستكون سياسة الولايات المتّحدة فيما يتعلق بالأكراد؟ بالتأكيد هذا يتحدد وفقاً لاستعداد الأكراد للتحالف مع الولايات المتّحدة. حينها سيُقابل الدبلوماسيون الأميركيون ممثلين أكراد، وينظرون معاً حينها إلى المستقبل وما يمكن فعله لتقوية أواصر الصداقة".

وأوضح مسؤولون كرديون أنّهم يربطون بين الرؤساء الجمهوريين وبدء ذلك النوع من النزاعات الدولية ذات الخطورة العالية التي تعد بإعادة ترسيم الحدود السياسية.

رغم أن الآخرين يرون تهوراً، يرى الأكراد في المقابل مكافأة محتملة.

يقول شهاب جوران، رئيس اللجنة المحلية للحزب الكردستاني الديمقراطي في مقاطعة دهوك: "أملنا هو أن يمتلك ترامب وإدارته ما يكفي من الجرأة لمساعدة الأكراد في الحصول على استقلالهم، الذي هو حق أساسي للشعب الكردي. يمكن لكردستان أن تصير إسرائيل أخرى بالنسبة للولايات المتّحدة في المنطقة".

وأضاف: "إلى جانب أن كردستان لديها الكثير من موارد النفط والغاز، وكل هذا يدور حول المصالح، لذا يمكن للولايات المتّحدة أن تحصل على شيءٍ في مقابل دعمها للأكراد".

في مدينة السليمانية الكردية، تزين لافتة كبيرة لترامب جانب كشك لبيع الحمص على جانب الطريق.

وفي مدينة دهوك، التي تبعد حوالي 90 دقيقة بالسيارة من الموصل -وهي الجبهة الأمامية لقتال الحكومة العراقية مع تنظيم الدولة الإسلامية- افتتح مالك مطعم يُدعى نديار زاويتي مطعماً جديداً تحت اسم "أسماك ترامب".

قال مالك مطعم أسماك ترامب لرويترز: "إنني أحب ترامب شخصياً بسبب هذا"، مشيراً إلى كلمات الرئيس الجديد دعماً للأكراد. وأضاف "اسم ترامب محبوب في كردستان. ولا ننسى بالطبع "ترامب الصغير".

"رأى انتصار ترامب قبل أشهر من تحققه"

يقول جوران: "هذا الرجل هو الأول في الشرق الأوسط الذي يسمّي ابنه ترامب. يجب أن يبني ترامب مستشفىً أو مدرسة أو حضانة لنا لأنه رجل أعمال ثري. نحن فخورون بأنّ هذا الطفل سُمّي على اسمه".

وقال جوران وآخرون إنّهم يدركون جيداً أن ترامب هو رمزٌ انقسمت حوله أميركا. الجدلية، على حد قولهم، نتيجة لنجاحه والأعداء الذين يتولّدون حتماً من هذا النجاح.

وحتى تصريحات ترامب الملتهبة حول حظر هجرة المسلمين إلى الولايات المتّحدة لم تبدُ أنّها تؤثر على الداعمين له في كردستان، حيث السكان أغلبهم من المسلمين.

قال جميل: "ترامب نفسه قال إنّه لا يحب المتطرفين المسلمين، وليس كل المسلمين. نحن الأكراد مسلمون، لكننا نحارب داعش لأنّهم متطرفون".

على الرغم من أن كثيراً من الأميركيين صُدموا من انتخاب ترامب، لم يُصدم جميل. إذ قال إنّه رأى انتصار ترامب قبل أشهر من تحققه. وأوضح: "عندما يمتلك شخصٌ هذا القدر من الثقة بالنفس، يمكنه الفوز".

يأمل جميل أن يظهر إيمان بالنفس مشابه في ولده يوماً ما. أمّا الآن، فيقول إن الصفة الوحيدة التي يتشاركها ابنه الصغير مع الرئيس هي لون الجلد المميز. وعند سؤاله عن هذا اللون تحديداً؟ قال جميل: "البرتقالي المحمر".

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد