جمع كنيس يهودي في لندن أموالاً كي يحوّل جزءاً من مبانيه إلى مكان لإيواء أسرة لاجئة من سوريا.
إذ يخطط كنيس جنوب لندن الليبرالي في منطقة سترثم لتوفير شقة من غرفتين من أجل إعطائها إلى أسرة سورية أُعيد توطينها في منطقة لامبيث وسط لندن. ويحتاج الكنيس إلى جمع 50 ألف جنيه إسترليني لتجديد شقة حارس غير مستعملة في مبنى تابع للكنيس، كان مدرسة من قبل، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
قالت أليس ألفاندري، رئيسة الكنيس: "إنها مسألة شخصية للغاية لكثير من أعضائنا. يوجد شعور بأننا باعتبارنا يهوداً استفدنا من المعبد في الماضي. على سبيل المثال، كان أبي لاجئاً في خمسينات القرن الماضي. والآن نحن نرغب أن نردّ ثمن ذلك الترحاب إلى جيل جديد".
ويُعد الكنيس -وهو جزء من الحركة اليهودية الليبرالية- عضواً في منظمة "سيتيزنز يو كيه" (Citizens UK)، التي تنظم حملات باسم اللاجئين وقضايا العدالة الاجتماعية الأخرى. وقد تعهدت منطقة لامبيث في لندن بإيواء 20 عائلة تحت إشراف برنامج الحكومة الذي يهدف إلى إعادة توطين 20 ألفاً من اللاجئين المعرضين للخطر بحلول عام 2020.
واستُكمل إيواء 6 عائلات سورية حتى الآن في المنطقة، بمن فيهم زوجان وأبناؤهما الأربعة يعيشون في كوخ داخل قصر لامبيث، وهو منزل جاستن ويلبي، مطران كانتربيري. كما يُتوقع إيواء عائلتين أخريين خلال الشهر القادم.
في يوليو/تموز الماضي، كشف ويلبي ووزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود عن برنامج وطني لتشجيع أفراد الشعب، وأبناء الجاليات، وأعضاء المنظمات الدينية والجمعيات الخيرية والشركات؛ من أجل رعاية اللاجئين.
وعلى الرغم من هذا، أُعيد توطين عائلتين سوريتين فقط تحت هذا البرنامج خلال الأشهر الستة الماضية. فيما قالت الحكومة إن عمليات الفحص الصارمة ضرورية للتأكيد على سلامة أسر اللاجئين هي التي أخرت العملية.
وتكافح المجالس للعثور على أماكن إقامة مناسبة للعائلات، التي يجب أن تكون مستقلة ومتفقة مع المعايير المحددة. ويحصل مُلاك الأراضي الخاصة على بدل سكن من السلطات المحلية، يبلغ حالياً في لامبيث 302 جنيه إسترليني أسبوعياً.
قالت ألفاندري: "سنحصل على الإيجار من السلطة المحلية، ما يوفر بعض الدخل للكنيس". وأضافت أن الشقة غير المستعملة تحتاج إلى إعادة تجديد، بما في ذلك المطبخ والحمام. كما أوضحت قائلة: "ينبغي أن يكون مكاناً سنكون نحن سعداءً إن عشنا فيه".
يبلغ عدد أعضاء الكنيس 220 عضواً بالغاً، إذ تقول ألفاندري إن المشروع ولّد اهتماماً وحماسة بين بعض الأعضاء الذين لم يكونوا نشطين للغاية. وأردفت قائلة: "ينظر إليه الناس باعتباره فرصة عظيمة لإحداث فارق".
وأُطلق على الخطة اسم "مشروع خيمة إبراهيم"، وهي تسمية تشير إلى الرواية التوراتية عن خيمة مفتوحة أنشأها نبي الله إبراهيم (عليه السلام) للترحيب بالغرباء. وعن ذلك تقول ألفاندري: "الضيافة تكاد تكون التزاماً دينياً". من ناحية أخرى، جمع كنس يهودية وكنائس ومساجد أموالاً لدعم اللاجئين.
قال داني ريتش، الحاخام الأكبر في الحركة اليهودية الليبرالية الرئيس المشارك في المجلس الوطني للترحيب باللاجئين (National Refugee Welcome Board) "إن اليهودية الليبرالية (الإصلاحية) كانت شريكاً أساسياً في حملة جلب اللاجئين إلى بريطانيا. إننا لم نفعل هذا لأن تاريخنا الخاص يذكّرنا بمصير العائلات التي تخلّي عنها العالم وحسب، بل أيضاً لأنّ أكثر الوصايا الأخلاقية تكراراً في التناخ (الكتاب المقدس العبري)، تقول: ولا تضطهد الغريب ولا تضايقه لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر (سفر الخروج:21)".
سيطلق الكنيس حملة لجمع التبرعات في الشهر القادم، كما سيطلق صفحة للتبرع على صفحته في الأسبوع القادم.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.