مع اقتراب انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس السويسرية، حذر ناشطون قادة العالم الذين سيجتمعون هناك من حقيقة أن ثمانية مليارديرات يملكون ثروة تعادل ثروة جميع سكان العالم الآخرين.
وأظهر البحث الذي أجرته منظمة أوكسفام الخيرية بأن الفجوة بين الأغنياء والفقراء أكبر مما كانوا يخشون، ودعوا إلى تغيير كلي يطال الاقتصاد المشوّه الذي سمح لمجموعة صغيرة من الأشخاص بالحصول على ثروة كبيرة لدرجة أنهم لن يتمكنوا من إنفاقها، بينما يعاني 1 من 9 أشخاص في العالم من الجوع.
ويشهد المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس الذي سيقام الأسبوع الحالي مشاركة قادة دوليين من بينهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى جانب العديد من قادة الشأنين السياسي والاقتصادي في العالم، وفق ما نقلت صحيفة التلغراف البريطانية.
وعادة ما توجه انتقادات لاذعة لهذا الحدث السنوي الذي يعقد بمنتجع تزلج فخم بسويسرا لكونه مجرد اجتماع للأثرياء وأصحاب النفوذ.
دعوة أوكسفام
ودعت منظمة أوكسفام القادة حول العالم لزيادة التعاون الدولي بغية وضع حد للتهرب الضريبي، ولبذل جهود تشجع الشركات على اتخاذ إجراءات تفيد العاملين والمساهمين على حد سواء، وفرض ضرائب على الأغنياء لتمويل الرعاية الصحية، وخلق فرص العمل والتعليم، وتحسين الفرص أمام المرأة.
كما حثت المنظمة قادة الأعمال للالتزام بدفع أجور مناسبة وحصة عادلة من الضرائب.
وقال مارك غولدرينغ، الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام بالمملكة المتحدة: "وجدنا هذا العام أن شكل الظلم أوضح وأدق وصادم أكثر من أي وقت مضى. من الغريب جداً أن نرى عدداً قليلاً من الرجال يملكون ثروة تعادل أكثر من نصف سكان العالم. ففي الوقت الذي لن يجد 1 من أصل 9 أشخاص شيئاً ليأكله اليوم، نرى أن هناك مجموعة صغيرة من المليارديرات يمتلكون أموالاً لا تأكلها النيران".
وتابع: "حقيقة أن هناك نخبة من الرجال فاحشي الثراء والقادرين على جني المزيد على حساب بقية العالم تدل على مدى تشوه النظام الاقتصادي المتبع حالياً. لا يقتصر الظلم على ترك ملايين البشر محاطين بالفقر وحسب، إذ أنه يتسبب بتفكيك المجتمعات وتلويث السياسة. ليس من الصواب أن يحصل المسؤولون التنفيذيون على مكافآت كبيرة بينما لا تبارح أجور العمال مكانها، ولا من المعقول أن يتهرب أصحاب الثروات من الضرائب بينما يتم تقليص حجم الخدمات العامة".
وقالت منظمة أوكسفام أن معدل رواتب المدراء التنفيذيين يبلغ 129 ضعف الموظف العادي، كما أنه يكفي لدفع أجور 10 آلاف عامل في مصنع قماش ببنغلادش.
وأضافت بأن البيانات الجديدة والأكثر دقة حول توزيع الثروة، خاصة في الهند والصين، أظهرت أن أفقر سكان العالم يملكون مجتمعين أقل من الأثرياء الثمانية.
وأشارت إلى أنها لو امتلكت هذه المعلومات عند إجراء البحث العام الماضي، لكان تقريرها قد خلص إلى وجود 8 مليارديرات يمتلكون نفس ثروة النصف الأفقر من العالم وليس 62 مليارديراً.
بيل غيتس ووارين بوفيت
ومن ضمن المليارديرات الثمانية الذين ظهروا في البحث الأخير، نجد بيل غيتس على رأس القائمة، ووارين بوفيت ثالث أغنى رجل في العالم، وهما معروفان بأنهما من أكثر الأثرياء إحساناً، إذ وعدا بالتبرع بمعظم ثروتيهما.
على الجانب المقابل، اتهم معهد آدم سميث لأبحاث السوق الحر منظمة أوكسفام بنشر معلومات مضللة.
فقد قال رئيس الباحثين بالمعهد، بين ساوثوود، بأن المساعدات المقدمة للطبقة الفقيرة في العالم قد تحسنت لفئة الأشخاص الذين يعيشون على أقل من دولارين يومياً، إذ انخفضت هذه النسبة من 69 % عام 1981 لتصبح 43 % عام 2008.
وأضاف: "تأتينا أوكسفام بإحصائيات مضللة كل عام. البيانات التي قدموها صحيحة –كونها معتمدة من شركة كريدت سويس- لكن تحليلها غير صحيح. ثروة أغنى الأشخاص في العالم ليست مربط الفرس، بل المساعدات المقدمة للفئة الأكثر فقراً، وهو أمر يتحسن عاماً بعد آخر. يرتفع معدل الاستهلاك لدى الطبقة الفقيرة باستمرار، كما أن مستوى التعليم في تحسن، وكذلك الأمر للرعاية الصحية".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Telegraph البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.