من المؤسف أن كثيراً من الأفراد الذين يعانون من الزيادة في الوزن يلجأون إلى اتباع الريجيمات والوصفات التي تعدهم بخسارة كبيرة في الوزن في فترة قصيرة، فيتشبثون بها آملين وجود الحل السحري لمشكلة وزنهم، التي يعانون منها منذ سنوات، غير آبهين إن كانت هذه الوصفات تقف على أساس علمي أم لا، أو إن كانت تحتوي على آثار جانبية، أهمها تقليل معدل الأيض، وعام 2016 يعتبر كغيره من الأعوام السابقة من حيث انتشار الريجيمات والوصفات والخرافات الغذائية إلا أنه يتميز بسرعة انتشارها بين الناس بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، للأسف فإن هذه المعلومات تصدر من مدّعي التغذية الذين لا علاقة لهم بعلم التغذية، وقد بحثت لكم عن أهم الريجيمات والوصفات التي كانت رائجة في هذا العام:
– ريجيم اللبن والليمون: تعتمد هذه الوصفة على تناول كوب من اللبن مع ملعقة عصير ليمون قبل النوم، وتدعي أنها تحرق نحو 80 غراماً من الوزن في الليلة الواحدة، لكن هناك شروطاً يجب اتباعها لنجاحها وهي تناول اللبن والليمون من الساعة 11 ليلاً وحتى الساعة 1 صباحاً، أما الحقيقة التي يجب أن تعرفها فهي أنه لا يوجد أي دراسة تثبت أن هناك علاقة بين فقدان الوزن وتناول اللبن مع الليمون، وإنما هي مجرد خرافة غذائية، ولنكون عادلين فإن اللبن يفيد في كبت الشهية؛ نظراً لاحتوائه على البروتين وإعطاء شعور بالامتلاء، وذلك سواء تناولته مع الليمون أو بدونه، وفي أي وقت خلال النهار، لكن يجب عدم الإفراط في تناوله؛ لأنه ليس خالياً من السعرات الحرارية.
– ريجيم الماء: هناك أكثر من طريقة لاتباع هذا الريجيم، فإحدى هذه الطرق تعتمد على شرب 4 أكواب من الماء الدافئ على الريق، وتناول الطعام بعد مدة من الزمن تصل إلى ساعة بعد شرب الماء، وهناك طريقة تعتمد على شرب كوبين من الماء قبل كل وجبة، يدعي أصحاب هذا الريجيم أن شرب كميات وفيرة من الماء كل يوم يسهم في إذابة الدهون، ويزيد من عمليات الحرق، وينظف الجسم من السموم، أما الحقيقة فإن الماء يعتبر مهماً جداً للصحة؛ حيث إنه يخفف من الإمساك وينظف الكليتين وينظم درجة حرارة الجسم ويرطب المفاصل، ولكنه غير حارق للدهون، ولا يزيد من عملية الحرق في الجسم، لكن وجدت بعض الأبحاث أنه من الممكن أن يعمل الماء على تقليل الشهية، وبالتالي تقليل السعرات الحرارية المتناولة، ولكن لا يوجد دليل كافٍ يثبت ذلك حتى الآن ويجب عمل المزيد من الدراسات لمعرفة علاقة الماء بالوزن.
– مشروب الديتوكس: انتشرت مؤخراً عبوات الديتوكس التي تعتمد على نقع الماء بشرائح الليمون أو الفواكه وحتى شرائح الخيار؛ حيث تدعي أنه بهذه الطريقة سيتم تخليص الجسم من السموم وستعمل على زيادة الحرق في الجسم، والحقيقة أنه لا يوجد ما يثبت صحة هذا الادعاء الذي يتعلق بتنزيل الوزن، لكن لا ننكر أن هذه العبوات تشجع الأشخاص على شرب الماء خلال يومهم وتجعل الماء مستساغاً أكثر للأشخاص الذين لا يحبذون شرب الماء، وإضافة الفواكه والخضار تعتبر خطوة صحية لاحتوائها على الفيتامينات والألياف، لكن ليس لها علاقة بتخفيف الوزن.
– شراب القرفة والزنجبيل والكمون: يدعي أصحاب هذا الخليط قدرته على حرق الدهون وتخفيض الوزن، تشير الدراسات الأولية إلى أن القرفة والزنجبيل لهما علاقة في تقليل الوزن، لكنه ليس هناك دليل قوي يثبت ذلك، يجب عمل المزيد من الدراسات لتأكيد هذه العلاقة ومعرفة الكمية التي يجب تناولها لتحقيق نزول الوزن، وإذا كان هناك أعراض جانبية عند تناول هذه المواد بكميات كبيرة على المدى الطويل، وتجدر الإشارة هنا إلى أن مجموعة البهارات هذه غنية بمضادات الأكسدة التي تفيد في حماية الخلايا من التلف.
– الحمية عالية البروتين: تعتبر الحمية عالية البروتين من أشهر الحميات في عام 2016، وبلا شك في السنوات السابقة أيضاً؛ حيث تعتمد هذه الحمية بشكل أساسي على البروتين وتلغي النشويات، أو تسمح بتناول كمية قليلة منه، بالرغم من أن هذه تنجح في تخفيف الوزن فإن سلبيتها الرئيسية هي حرمان متبعها من الأغذية المفيدة كالخضار والفواكه، وأيضاً النشويات والأطعمة المفضلة؛ لذلك فإن مدة اتباعها قصيرة المدى عند معظم متبعيها؛ لعدم استطاعتهم الابتعاد عن الأغذية الأخرى، ويعتبر هذا النوع من الحميات قليل الألياف وبعض العناصر الغذائية كفيتامين "ج" وحمض الفوليك ومضادات الأكسدة، وقد أثبتت الأدلة أن الحمية التي تحتوي على الكربوهيدرات لها نفس فاعلية الحمية التي تعتمد على البروتين.
أما الحمية التي ثبتت أنها الأفضل فهي الحمية التي يمكن اتباعها على مدى الحياة؛ لذلك يجب أن تحتوي على جميع مجموعات الطعام، وأن تحتوي الأطعمة المفضلة لمتبع الحمية ضمن الحدود، وألّا ترهقه مادياً ومعنوياً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.