مجد تاهوف، هو لاجئ سوري وصل مع زوجته وطفليه في مارس/ آذار 2015 إلى مدينة كالكاري في كندا، وكان يعاني من مرض السرطان.
تاهوف كان يتعالج في لبنان، وتحسَّنت حالته بعض الشيء، وعندما وصل إلى كندا عاد لاستكمال العلاج، لكن المرض كان قد تمكَّن منه، ليتوفى في 7 يناير/ كانون الثاني 2017، تاركاً زوجته وطفلاً عمره 3 سنوات، وطفلة عمرها سنتان.
تبرع غير متوقع وفوق المبلغ المطلوب
بدأت قصة تاهوف تنتشر عبر الشبكات الاجتماعية، خصوصاً جروب دعم اللاجئين السوريين على فيسبوك، ليتحرك أفراد داخل وخارج كندا نحو مساعدة أسرة تاهوف بكل السبل المتاحة.
يقول سام نمورة، وهو أحد مؤسسي مجموعة دعم اللاجئين السوريين في كالكاري "وصلتنا اتصالات كثيرة لأفراد يريدون التبرع وتقديم الدعم لأسرته، وبعد المناقشة مع أعضاء المجموعة من المتطوعين، اقترحت سايما جمال، وهي أحد المؤسسين أيضاً، فتح حساب من خلال موقع gofundme لاستقبال التبرعات".
وذكر سام لـ"عربي بوست" أنه كان يتوقع أن يقوم الناس بالتبرع بحد أقصى 5 آلاف دولار.
أما رولا أبو خدود، وهي متطوعة ضمن المجموعة وكانت تساعد تاهوف وعائلته بمختلف المجالات ومنها الذهاب للمستشفى والترجمة، فقالت إنها توقعت أن يكون هناك دعم كبير.
وأضاف: "في البداية كنا قد وضعنا أن المبلغ الذي نريد الوصول إليه هو 25 ألف دولار، ولكن مع الإقبال ومع دراستنا لحاجة زوجته وطفليه اليتيمين، خصوصاً أنه لم يترك لهم أي أموال، قررنا رفع المبلغ إلى 60 ألف دولار".
المفاجأة
الأمر غير المتوقع هو أن التبرعات وصلت خلال يوم واحد فقط إلى أكثر من 60 ألف دولار، وحتى لحظة إعداد هذا التقرير وصل المبلغ إلى 64935 دولاراً في يومين، من قبل 736 متبرعاً أغلبهم من أبناء المجتمع المسلم، بالإضافة إلى عرب وكنديين.
تقول رولا أبو خدود، إن تفاعل أبناء الجاليتين العربية والإسلامية كان كبيراً "لأن قصته مأساوية، والكل أراد تقديم المساعدة للأسرة، على الرغم من وجود برامج اجتماعية في كندا يمكن أن تساعد أسرة تاهوف".
لم شمل مجد مع والديه قبل وفاته وتحقيق أمنيته
وبالعودة إلى سام نمورة، فقد ذكر أنه عندما بدأت حالة مجد بالتدهور صحياً، كانت أمنيته أن يلتقي بوالديه وأخته "لذا سعينا مع مجموعة من الكنديين إلى جمع التبرعات لأجل لم شمل مجد بوالديه وتحقيق أمنيته برؤيتهم".
وبالفعل تم الأمر، ووصل والد مجد ووالدته وأخته إلى كندا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وبالكاد كان يستجمع قواه لأجل أن يلتقي بهم، لكن بعد وصولهم بأيام بدأت حالته الصحية في التدهور بشكل كبير.
المجلس الإسلامي في كالكاري وإكمال مبلغ الدفن
يقول نمورة "لقد كانت تكاليف دفن مجد 6800 دولار، وبما أن مجد تحت برنامج حكومي خاص بالمرضى فقد تكفلت الحكومة بمبلغ 5000 دولار، أما بقية المبلغ فقد تكفل به المجلس الإسلامي في كالكاري، رغبة منه في المساهمة".
وأوضح أنه حضر أبناء المجتمع العربي والمسلم في كالكاري مراسم الصلاة والدفن، وكلهم كان لهم دور مميز، خاصة الجالية المصرية والباكستانية، إضافة للسوريين وكل الإخوة العرب والمسلمين.
"زوجة تاهوف وطفلاه يستحقون الدعم"، بهذه العبارة ختمت رولا أبو خدود حديثها، موضحة أن زوجة تاهوف عانت وتألمت كثيراً، فهي غريبة في مجتمع جديد عليها، وطفلاها فقدا أباهما وهما صغيران جداً "لذا فهم يستحقون الدعم، ونحن نشكر جهود من تبرع ويساهم إلى الآن بالتبرع ليساعد زوجة مجد وطفليه على تجاوز محنتهم".