حذرت الاستخبارات الأميركية في تقرير تشاؤمي نُشر أمس الإثنين 9 يناير/ كانون الثاني 2017، من أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستواجه تزايد خطر حصول نزاعات دولية، وتراجع القيم الديمقراطية بصورة لا مثيل لها منذ انتهاء الحرب الباردة.
ويأتي نشر هذا التقرير بعد 3 أيام من تقرير آخر نشرته الاستخبارات الأميركية الجمعة، واتهمت فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "أمر بشن حملة" للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.
مستقبل مظلم وصعب
وقال مجلس الاستخبارات الوطنية في تقريره، إن التطورات السياسية والاقتصادية والتغير التكنولوجي، يضاف إليها تراجع نسبي للزعامة الأميركية في العالم، عوامل "تدعو للتفكير بمستقبل مظلم وصعب".
وأضاف التقرير وعنوانه "التوجهات العالمية: مفارقة التقدم"، أن "السنوات الخمس المقبلة ستشهد صعوداً للتوترات داخل وبين الدول".
وحذَّر التقرير من أنه "سواء أكان للأفضل أم للأسوأ فإن المشهد الدولي الظاهر يدفع عصر الهيمنة الأميركية، بعد الحرب الباردة، إلى نهايته".
ومجلس الاستخبارات الوطنية هو مركز أبحاث يتبع لسلطة مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، الذي ينسق أنشطة جميع وكالات الاستخبارات الأميركية وعددها 17 وكالة. ويعد المجلس هذا النوع من التقارير مرة كل 4 سنوات، أي مدة الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة.
صورة سوداوية
وفي تقريره لهذه السنة يرسم المجلس صورة سوداوية للتحديات التي تواجه الإدارة المقبلة: فروقات شاسعة في المداخيل، تنقلات ديموغرافية، تأثير التغير المناخي واشتداد النزاعات.
وحذر التقرير من أن هذا المناخ "يزيد من صعوبة حصول تعاون دولي والحكم كما يشاء المواطنون".
أما فيما يخص النموذج الليبرالي الطاغي حالياً على أنظمة الحكم في الدول الغربية فإن التقرير يحذر من أن هذا النموذج يواجه خطر صعود التيار الشعبوي حول العالم أجمع، سواء أكانت الشعبوية من جهة اليمين أو من جهة اليسار.
وتوقع التقرير أن "الشعوب ستطالب الحكومات بتوفير الأمن والازدهار، ولكن جمود المداخيل وانعدام الثقة والاستقطاب وقائمة من التحديات الناشئة ستؤدي الى كبح أدائها".
ويرث الرئيس المنتخب الذي يتولى مهام منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري من إدارة باراك أوباما عدداً من الملفات الدولية الملتهبة، في طليعتها النزاع في سوريا، والحرب ضد الجماعات الجهادية.
وحذر التقرير من أنه "سيكون أمراً مغرياً محاولة فرض النظام في هذه الفوضى الظاهرة… ولكن هذا الأمر ستكون كلفته باهظة على المدى القصير و(هذه الاستراتيجية) ستكون محكومة بالفشل على المدى البعيد".