اتهم زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في رسالة صوتية بُثت على الإنترنت، الخميس 5 يناير/كانون الثاني 2017، زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، بـ"الكذب" و"الافتراء" على القاعدة؛ لتشويه صورتها وعملها الجهادي، مؤكداً أن الأولوية في الجهاد يجب أن تكون لضرب أميركا.
وقال الظواهري في رسالته وعنوانها "رسالتنا لأمتنا: لغير الله لن نركع"، إنه "قامت على المجاهدين -ومنهم جماعة قاعدة الجهاد- حملة تشويه وتخويف وتنفير، وكان ممن شارك في هذه الحملة للأسف كذابو إبراهيم البدري (أبو بكر البغدادي)".
وأضاف أن "من يكذب علينا زعم أننا لا نكفر بالطاغوت، ونلهث خلف الأكثرية، ونمدح (الرئيس المصري المعزول) محمد مرسي، ونصفه بأنه أمل الأمة وبطل من أبطالها؛ بل وتمادوا وزعموا أني أدعو لأن يكون النصارى شركاء في الحكم".
وتابع: "زعموا أننا لا نكفر الشيعة، مع أننا أرسلنا لهم وثيقة -توجيهات عامة للعمل الجهادي- قبل نشرها بعام، فلم يعلقوا عليها بكلمة، وأرسلت لهم عدة مرات بترك التفجيرات في الأسواق والحسينيات والمساجد، والتركيز على قوات الجيش والأمن والشرطة والميليشيات الشيعية، فلم يعترضوا بكلمة".
وأضاف: "لكن، لما وقفنا في وجه أطماعهم وتجرّؤهم على الدماء، زعموا أننا لا نكفر الشيعة وننهى عن قتالهم، مع أني في أحد الخطابات نقلت لهم أقوال أئمة السُّنة في عوام الشيعة، وكتبت لهم الأمر بمهاجمة قوات الجيش والشرطة والأمن العراقية، الذين أغلبهم من الشيعة، وكذلك ميليشيات الشيعة، وجعلت هذا الأمر بلون داكن ووضعت تحته خطاً؛ حتى لا يشتكي أحد من ضعف البصر، ولكن ما الحل في ضعف البصيرة!".
وتساءل الظواهري: "إذا كان الخوارج قد كفّروا الصحابة وقاتلوهم، وإذا كان الحجّاج بن يوسف -قدوة متقاعدي ضباط جيش صدام واستخباراته الذين عقدوا الخلافة لإبراهيم البدري- كان يقتل من لا يشهد على نفسه بالكفر من خصومه في الكوفة، فهل سننجو نحن من الافتراء الذي لم ينج منه الأنبياء..؟".
ووجه زعيم القاعدة "دعوة الى مجاهدي أمتنا لأن يجعلوا جهاد العصر، أميركا وحلفاؤها أولويتهم المقدمة ما استطاعوا لذلك سبيلًا، مع مراعاة ظروف كل ساحة جهادية بما يحقق مصالح الجهاد".
وأكد أن تنظيمه يدعو إلى "إحياء فريضة الجهاد بين الأمة المسلمة لتحرير ديارها من احتلال الكفار الأصليين وعملائهم المرتدين. ورفض كل معاهدة أو اتفاقية أو قرار دولي يمنح الكفار حق الاستيلاء على ديار المسلمين. كاستيلاء إسرائيل على فلسطين، واستيلاء روسيا على وسط آسيا والقوقاز، واستيلاء الهند على كشمير، واستيلاء إسبانيا على سبتة ومليلية، واستيلاء الصين على تركستان الشرقية".
كما شدد على ضرورة "الامتناع عن إيذاء المسلمين وكل من تحرّم الشريعة العدوان عليهم بتفجير أو قتل أو خطف أو إتلاف مال أو ممتلكات".
ودعا أيضاً إلى "الانتصار للمظلومين والمستضعفين، مسلمين أو كافرين، ممن ظلمهم واعتدى عليهم، وتأييد وتشجيع كل من يساندهم ولو كان من غير المسلمين".
ومنذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عملية للقوات الخاصة الأميركية بباكستان في 2011، وجد تنظيم القاعدة نفسه مضطراً إلى التأقلم مع غياب زعيمه وصعود نجم تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي بات يتصدر التهديد الجهادي في العالم.
وفي حين اقتصر نشاط تنظيم القاعدة خلال الأعوام الماضية على هجمات دولية محدودة وتعزيز نفوذه في بعض أرجاء اليمن وسوريا، حقق غريمه مكاسب ميدانية واسعة وتبنّى هجمات دامية في دول عدة.
وشكلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن المحطة الأبرز في مسار القاعدة، إلا أن التنظيم بدأ بالتراجع بعد قتل بن لادن على يد قوات أميركية خاصة في باكستان في الثاني من مايو/أيار 2011.
ويزداد أفول نجم التنظيم مع الصعود التدريجي الثابت لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أقام "دولة الخلافة" في مناطق سيطرته بسوريا والعراق في يونيو/حزيران 2014، ونصّب زعيمه أبو بكر البغدادي "أميراً للمؤمنين".