مع نهاية عام 2016، ندرك جميعاً أن الوضع العالمي غامض وغير مؤكد تماماً.
تدور رحى حرب هائلة في الشرق الأوسط، وتنسحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتصل قيمة الأسهم إلى مستويات قياسية بينما تسقط قيمة السندات، ويبدو أن دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وجدا قضية مُشتركة من خلال بدء سباق جديد للأسلحة النووية.
لعله من غير المُفاجِئ أن تكون بعض التوقعات التجارية والاقتصادية مروعة قليلاً، وفقاً لما جاء في النسخة الكندية من "هافينغتون بوست". وعلى هامش النقاش الاقتصادي الدائر حالياً، يتوقع المحللون ورواد الأعمال حدوث كل شيء: بدايةً من أزمة مالية جديدة، إلى انقطاع في شبكة الإنترنت العالمية.
قد تكون احتمالية حدوث السيناريوهات التالية ضئيلة قليلاً، إلا أننا يجب ألا نتجاهلها؛ لأن توقعات الأشخاص الذين يتحدثون على الهامش تصدق في الغالب، أكثر من توقعات عمالقة المُحللين، كما حدث من قبل في توقُّع الأزمة المالية في عام 2008.
بنوك أوروبا تسبب أزمة جديدة
"حُكِم على أوروبا بالفشل"، كانت هذه التوقعات الجديدة لستيف إيزمان الذي صحّت توقعاته بخصوص أزمة الإسكان في الولايات المتحدة قبل 10 سنوات، وجنى أموالاً طائلة جراء تلك التوقعات.
يقول إيزمان، الذي لعب دوره ستيف كاريل في فيلم The Big Short، إن البنوك الأوروبية -والإيطالية على وجه الخصوص- تبالغ في تحديد قيمة قروضها المعدومة.
وفي تصريحه لصحيفة الغارديان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016، قال إيزمان: "في النظام الإيطالي، تقول البنوك إن [القروض المعدومة] قيمتها 45-50 سنتاً على الدولار، بينما تكون أسعار المناقصات [وهو السعر الذي تحدده السوق للقيمة الفعلية]، هي 20 سنتاً فقط. وإن خفضوا قيمتهم، فسيتعثرون مالياً ويُعلنون إفلاسهم".
وتقول وكالة التدقيق المحاسبي KPMG في تقريرها الصادر هذا الخريف، إن البنوك الأوروبية وقعت في "دوامة" مع القروض المتعثرة (وهي القروض التي يتم سدادها في وقت مُتأخِّر أو لا تُسَدَّد على الإطلاق) وتضاعفت الأزمة إلى 3 أضعاف خلال العقد الماضي.
وإن فقد المُستثمرون ثقتهم بالبنوك الأوروبية، فالنتيجة المُحتملة ستكون غرق أسواق الأسهم حول العالم، وحدوث انخفاض حاد وسريع في الإقراض المصرفي المعروف باسم "تجميد الائتمان"، ولن يختلف الأمر كثيراً حينها عما حدث عام 2008.
إفلاس إيطاليا
كان تشارلز جاف، المدير المالي والخبير الاقتصادي الفرنسي، ضمن الأقلية عندما توقع في التسعينات من القرن العشرين أن توحيد العملة الأوروبية سيتسبب في مُعاناة الدول الأفقر في أوروبا من أزمات مالية. وفي أعقاب الكساد الاقتصادي الذي خيم على اليونان، والركود واسع النطاق الذي اجتاح إيطاليا وإسبانيا وإيرلندا، بدأ عدد أكبر من الخبراء في تصديق وجهة النظر المشار إليها.
وفي مُذكرة بحثية حديثة، توقع جاف أن إيطاليا سوف تُعلِن إفلاسها. وفي جوهر المُذكرة، يقول إن إيطاليا بدأت في الخروج شيئاً فشيئاً من قائمة دول العالم الأول، واليورو هو السبب وراء ذلك.
أما عن حجته التي استخدمها لتأكيد تلك التوقعات، فهي أن إيطاليا لم تكن يوماً بمثل إنتاجية الدول الأكثر ثراءً مثل ألمانيا، ولكنها كانت تتغلب على المشاكل الإنتاجية من قبل، من خلال تخفيض قيمة عُملتها (عندما كانت العملة الرسمية هي الليرة الإيطالية). أما الآن، مع وجود اليورو، لا تستطيع إيطاليا مُنافسة ألمانيا وغيرها، كما أن اقتصادها ينحدر ببطء حتى الموت.
كتب جاف قائلاً: "ولذا، فإن الفشل السيادي الإيطالي لبعض التشكيلات، هو أمر شِبه مُؤكد الآن".
توقُّف شبكة الإنترنت
يختبر قراصنة الإنترنت بعض الأساليب التي يمكن اتخاذها من أجل وقوع شبكة الإنترنت بأكملها وتوقفها عن العمل، ومن المرجح أن ينجحوا في هذا الأمر قريباً، حسبما قال الضابط جيمس كاردر، رئيس أمن المعلومات في شركة التكنولوجيا الأمنية LogRythm التي يقع مقرها في كولورادو.
وقال كاردر في تصريح لموقع Business Insider، إن محاولات الاختراق الأخيرة لموقعي تويتر وسبوتيفاي، تشير إلى أن القراصنة "يختبرون تجربتهم على نطاق محدود، قبل إطلاقها على شبكة الإنترنت بأكملها".
كما أضاف: "إن توقفت شبكة الإنترنت عن العمل، فإن الأسواق المالية ستتلقى ضربة قوية تكون خسائرها فادحة".
ويتوقع كاردر أيضاً أن الخلاف حول الأخبار الوهمية الكاذبة سيزداد كثافته، وسيحاول القراصنة الانتقام من وسائل الإعلام التي تتخذ إجراءات لمنع انتشار تلك الأخبار الكاذبة. وتابع: "أعتقد أن القراصنة، باسم حماية حرية التعبير عن الرأي، سوف ينتقمون عن طريق هدم واحدة أو أكثر من وسائل الإعلام الرئيسية".
هاتفك الذكي "رهينة"
تقول شركة الأمن السيبراني Darktrace في توقعاتها: "إننا في عام 2017، يمكننا أن نتوقع تطبيع الذكاء الاصطناعي على جميع مراحل مهمة الهجوم السيبراني".
وأضافت الشركة أن أنواعاً جديدة من هجمات الاختراق تتطور، ولن يتمكن القراصنة الآن من سرقة المعلومات فحسب؛ بل ستقوم أيضاً بالتعديل في تلك المعلومات، بهدف تشويه سُمعة الحكومات أو الشركات، أو لمجرد الحقد عليهم والنكاية فيهم.
كما سيبدأ القراصنة أيضاً في السيطرة على الأجهزة عن بُعد. على سبيل المثال، قد يقومون بتجميد عمل هاتفك الذكي؛ من أجل طلب فدية منك.
وتقول الشركة في الختام: "سنشهد بداية نوع جديد من الابتزاز على مستوى ضئيل، كما سيُستهدف المستهلكون عن طريق مجموعة من الأجسام المُتصلة".
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الكندية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.