كان عاماً صعباً.. ولكن

أعجبت بغير غرور بتلك القدرة الإلهية التي وهبني إياها الله في أكثر الظروف قسوة، نمت كثيراً من الليالي باكية منهارة، واستيقظت صباحاً بقوة مائة رجل، وكأن شيئاً لم يحدُث، أرتدي أفضل اللباس، وأضع العطر الذي أحب، وأضع بعض الزينة، وأذهب لعملي مبتسمة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/02 الساعة 01:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/02 الساعة 01:21 بتوقيت غرينتش

ليس علينا تكرار جمل كل نهاية عام بأن العام المنصرم كان عاماً صعباً ومؤلماً، وبأننا نتمنى من العام الجديد ما هو أفضل، يتضح لي أن كل عام يُضاف إلى عمرنا أصعب وأكثر تحدياً من العام الذي قبله، إنها سُنة الحياة.

إلا أنني وعلى الصعيد الشخصي سعدتُ بنفسي بأنني استطعت أن أتجاوز الكثير من الآلام التي ألمت بي طيلة هذا العام بالذات، لهذا فعام 2016 له وقع خاص في نفسي وبه أساسات قوية لأبني عليها في السنوات القادمة.

أعجبت بغير غرور بتلك القدرة الإلهية التي وهبني إياها الله في أكثر الظروف قسوة، نمت كثيراً من الليالي باكية منهارة، واستيقظت صباحاً بقوة مائة رجل، وكأن شيئاً لم يحدُث، أرتدي أفضل اللباس، وأضع العطر الذي أحب، وأضع بعض الزينة، وأذهب لعملي مبتسمة.

ما ميّز هذا العام أنني لم أعد أنتظر شيئاً من أحد، وسعادتي بتّ أصنعها بنفسي لنفسي، أكافئ نفسي كل حين بهدية, أذهب للتسوق، أواسي نفسي بفنجان قهوة حلو ممزوج بموسيقى أحبها، بقطعة شيكولاتة فاخرة؛ لأُشعر نفسي أنني أستحق، أو بفيلم ملهم ليعطيني بعض الطاقة الإيجابية, أشعر بالامتنان لكل ما لدي، من عمل، من أهل، من أطفال، من أصدقاء، لكن أن أنتظر سعادتي من شخص ما، مهما كان مقرباً، فهذا لم يعد موجوداً في قاموسي.

علمت أن الله إن أغلق باباً سيفتح غيره أبواباً أخرى كثيرة، ولكن عليَّ أن أنهض من جثوتي على ركبتي, وأتحرك بعيداً عن هذا الباب المغلق، علمتُ أن الحياة غير عادلة ولذلك يجب أن تحصل وبكل قوتك على ما تريد, عليك أن ترى هدفك على أنه فريسه وستصطاده يوماً، علمت أن الإنسان إذا ما آمن بشيء بقوة وسعى إليه ستصغر وتذلل له العقبات شيئاً فشيئاً، وسيصفق لك بالنهاية من وقفوا في طريقك ومنعوك.

علمت أنه في اللحظة التي تشعر فيها بالغربة بسبب خيبات أقرب الناس إليك سيرسل الكون لك أشخاصاً بمثابة وطن تسكن إليه، علمتُ أنه في اللحظة التي تصبح فيها سعيداً لكونك وحدك، سيرغب الجميع أن يلتف حولك، وحين تطور كل يوم من نفسك فأنت بذلك توجه رسالة إلى من خاب ظنك بهم بأنك ما زلت تتقدم، وحين تحرز بعض الإنجازات فإنك توجه رسالة لذلك الشخص الذي وصفك بأنك نكرة، رسالة شكر لأنه دفعك لإثبات العكس.

أنا هنا على أعتاب العام الجديد وبكامل الرضا عن نفسي لما أنجزت.. وتجاوزت طوال اثني عشر شهراً مضت، ما مضى قد مضى، ولكن الكارما موجودة وما سيحدث لنا في العام الجديد بالتأكيد نتائج ما زرعناه في الأعوام السابقة، ولن يكون هناك قفزة نوعية لحياتك ما لم تقرر أنت أن تُحدث نقطة التحول تلك، آمالك وأمنياتك شيء، ونتائج ما تزرع شيء آخر.. هذا أيضاً مما تعلمت هذا العام.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد