لم ترغب بترك أصدقائها الذين شاركوها الحصار فحملتهم معها في رحلة خروجها الأخير من حلب، "كانت الطفلة التي لم أسألها عن اسمها تجلس في سيارة والدها حاملةً قفص عصافيرها عندما التقطت لها الصورة "تقول الناشطة زين الشام لـ"عربي بوست".
وكانت زين والفتاة من ضمن عشرات آلاف المدنيين الذين غادروا حلب نهائياً ضمن اتفاق الإجلاء الذي أقرته روسيا كمقابل لإيقاف قصف وحصار الأحياء الشرقية للمدينة.
الاتفاق الذي بدأ تنفيذه يوم الخميس 15 كانون الأول/ديسمبر 2016 واستمر لعدّة أيام شهد توقفات عدّة نتيجة تدخل الميليشيات الإيرانية المساندة للنظام.
"لفتني عدد العصافير الكبير ضمن القفص وهو ما دفعني لسؤالها" تتابع زين "هم أصدقائي" كان جوابها وأضافت بأنها كانت تملك ثلاثة عصافير فقط، لكنهم أصبحوا بهذا العدد عندما قام والدها بجمع العصافير والحمام المتبقي في حيّهم بعد أن نزح الجيران نتيجة هجوم شنه جيش النظام والميليشيات الداعمة له على حي المشهد شرق حلب.
افترشت الطفلة صحبة عائلتها وما تبقى لهم من أغراض شخصية أرض سيارة النقل التي يمتلكونها.
كانت لحظات صامتة حتى على العصافير التي امتهنت الزقزقة في وداع أخير للمدينة التي قضوا فيها عمرهم، "كان مشهداً حزيناً" تقول زين، كانوا كما عشرات الآلاف غيرهم ممن تركوا خلفهم كل شيء واستعدوا للخروج نحو المجهول.
لم تكن هذه الطفلة هي الوحيدة التي خرجت رفقة حيواناتها الأليفة من حلب تقول زين، خلال ساعاتي الأخيرة قبل النزوح شاهدت عدداً من الخارجين يحملون
معهم طيورهم وقططهم.
ففي أيام الحصار الصعبة التي عاشها سكان حلب المحاصرون دون اتصالات أو كهرباء تعلق الناس أكثر بحيواناتهم، تقول زين "فهم أصدقاء يستمعون إلى همومنا دون أن يتعبونا بهمومهم، لم أكن أمتلك حيواناً أليفاً خلال الفترة التي عشتها في الحصار، كنت أتمنى أن أمتلك واحداً".
براء الحلبي مصور وكالة فرانس برس أيضاً التقط صورة لطفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها لحظة وصولها نازحة إلى ريف حلب صحبة قفصين مليئين بالطيور الصغيرة أخرجتهم في رحلة نزوحها عن حلب إلى بلدة خان العسل في ريف إدلب.
لم تكن تلك العصافير هي حيوانات السوريين الأليفة الأولى التي تنجو من الحرب، زيتونة أيضاً كانت إحدى أشهر القطط السورية بعد أن تناقل ناشطون أوروبيون صوراً للحظة وصولها إلى شواطئ القارة العجوز.
This Syrian family brought their beloved cat to Greece ♡ @Refugees_Gr #Lesvos #EuropeSaysWelcome pic.twitter.com/KXIlRD96kU
— Tamara (@tamara_vdP) September 10, 2015
زيتونة التي وصلت إلى ألمانيا تهريباً عبر تركيا اليونان مقدونيا صربيا كرواتيا وسلوفينيا عندما حملها صاحبها منير القادري خلال رحلة لجوئه الطويلة، ظهرت لوسائل الإعلام مرة ثانية بعد حصولها على إذن الإقامة قبل صاحبها الذي وصف لموقع Buzzfeed الأميركي
فرحته الكبيرة بعودة زيتونة لتعيش رفقته وزوجته بعد ثلاثة أشهر من احتجازها لدى السلطات الألمانية التي تأكدت من عدم حملها لأمراض معدية.