المعركة أكثر صعوبة مما كان مُتوقعاً.. الموصل تفتقد إلى استراتيجية واضحة لعملية التحرير

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/26 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/26 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش

يخشى محافظ نينوى السابق، إثيل النجيفي، الذي فرّ من المدينة في حزيران/يونيو سنة 2014 بسبب سيطرة تنظيم الدولة عليها؛ أن التغلب على المتطرفين وهزيمتهم سيستغرق وقتاً طويلاً، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة Nouvel Observateur الفرنسية.

– كانت المعركة ضد تنظيم الدولة في الموصل أكثر صعوبة مما كان مُتوقعاً، هل فاجأك هذا الأمر؟

– لا. لقد تحرك الجيش العراقي بسرعة كبيرة من أجل تحرير الموصل. كان يعتقد أن المعركة سهلة، نظراً لأن هناك تفاوتاً في القوى. لكن في حقيقة الأمر، كانت القوات المشاركة في حرب الموصل غير كافية من أجل استعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.

وعلاوة على ذلك، ارتكبت القوات المشاركة في الحرب خطأً فادحاً، يتمثل في عدم استشارة سكان الموصل. كما أن هناك فصائل مقاومة في الداخل، مثل كتائب التحرير والسلام، كانت قادرة على المساعدة في تحرير الموصل. لكن مثل هذه التنظيمات، كانت بحاجة إلى ضمانات حول دورها في الحياة السياسية بالمستقبل، قبل الانضمام لعملية تحرير الموصل.

في المقابل، يبدو أن حكومة بغداد، تتجاهلهم بشكل متعمد. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك أطرافاً في الداخل، تقدم الدعم لتنظيم الدولة، وترغب في أن تغير مجرى الحرب. وعموماً، فإن المنطقة لن تكون مستقرة أبداً، في حال تم تجاهل البُعد السياسي للمعركة.

– عندما نتقدم نحو الخطوط الأمامية، فنحن نرى أن الجيش العراقي يرفع في طريقه نحو تحرير المدن السنية، أعلام الإمام عليّ، إمام الشيعة. فهل يعدّ ذلك خطأً سياسياً؟

– لا يمكن اعتبار هذه الخطوة أمراً جيداً. لكن، يجب أن أقول إن الجيش العراقي تصرف بشكل جيد مع السكان المحليين حتى الآن. كما أن تواجد القوات العراقية في كردستان العراق يعدّ من العلامات التي تطمئن الشعب في الموصل. وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه الخطوة تضعف دعاية تنظيم الدولة، التي تدّعي أن هذه الحرب هي حرب طائفية بين الشيعة والسُّنة.

– أنت تشرف على قيادة ميليشيا "حرس نينوى"، التي تتكون من آلاف العناصر، والتي أشرفت تركيا على تدريبها؛ هل تشارك هذه الميليشيا في الحرب؟

– تتمركز قوات حرس نينوي في شمال الموصل، جنباً إلى جنب مع الفرقة السادسة عشرة في الجيش العراقي. ونحن نأمل أن نرى عناصرنا تدخل المدينة في المستقبل.

– هل أنت متفائل – على الأقل – بشأن نتائج حرب تحرير الموصل؟

– سننتصر في النهاية، لكن الأمر سيستغرق كثيراً من الوقت. في واقع الأمر، لقد تضرر الجيش العراقي كثيراً. كما أنه من الصعب تحديد حجم خسائرنا. لكن، حسب المعطيات المتوافرة لدينا، فإن الجيش العراقي تكبد خسائر فادحة في الحرب التي دارت الأسبوع الماضي بالقرب من مستشفى السلام.

ولذلك، أعتقد أننا في حاجة إلى مساعدة دولية أكبر من التي نتلقاها اليوم، على الصعيديْن العسكري والإنساني. كما أننا بحاجة إلى هذا الدعم، خاصة مع غياب استراتيجية حقيقية لتحرير المدينة على الجانب الغربي لنهر دجلة.

– كيف تفسّر هذا النقص في التخطيط؟

– يمكن اعتبار مشاركة التحالف الدولي في الحرب من أجل تحرير الموصل، من الأسباب التي تفسّر بشكل جزئي هذا النقص في التخطيط. كما أن العراق، لم يطلب رسمياً، أي مساعدة دولية، في الوقت الذي تفضّل فيه الولايات المتحدة الأميركية عدم المشاركة في الحرب.

– حسب رأيك، كيف سيكون مستقبل العراق؟

– أعتقد أن العراق يسير نحو نظام فيدرالي. كما أن هذا الحل يلقى مساندة داخل الحكومة العراقية، خاصة من داخل الطوائف الشيعية. لقد أدركوا أن هذه الحرب ليس لها نهاية، وأصبحوا يبحثون عن حل جنباً إلى جنب مع السنة والأكراد.

لكن، هناك بعض الجماعات الأخرى التي لا زالت تقاوم. كما أن الميليشيات الشيعية المسلحة، ممثلة في ميليشيا الحشد الشعبي، تريد سحق الموصل وفرض شروطها على السنّة خاصة أنها تحظى بدعم إيران، التي يكون لديها عادة تأثير حاسم.

لقد تجاهلت حكومة بغداد بوادر القلق التي انتشرت بين سكان المدينة قبل سيطرة تنظيم الدولة عليها؛ إذ شارك حوالي 15% منهم فقط في الانتخابات. بالإضافة إلى ذلك، تعرَّضت المظاهرات لعمليات قمع بطريقة قاسية. كما تخلَّت حكومة نوري المالكي عن المدينة لصالح تنظيم الدولة، دون التفكير في أن سقوط الموصل قد يعني سقوط العراق. لذلك، يجب علينا ألا نكرر أخطاء الماضي، لتجنب خطر عودة تنظيم الدولة من جديد.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Nouvel Observateur الفرنسية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

تحميل المزيد