انتقد فرنسيس الأول بابا الفاتيكان ما وصفه بالمادية التي باتت سمة الاحتفالات بأعياد رأس السنة الميلادية "الكريسماس"، مشيراً إلى أن هذا "يضع الرب في الظلال ويغشي أبصار كثيرين عن احتياجات الجياع والمهاجرين والمنهكين بفعل الحروب".
وفي عظته بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية السبت 24 ديسمبر/كانون الأول 2016 أشار إلى أن "عالماً مهووساً بالهدايا والولائم والتمحور حول الذات في حاجة إلى مزيد من التواضع"، مضيفاً خلال الاحتفال الذي حضره نحو عشرة آلاف شخص فضلاً عن عشرات الكرادلة والأساقفة "الكثيرون في البلدان الغنية يجب تذكيرهم بأن رسالة عيد الميلاد هي التواضع والبساطة والطقوس المقدسة".
وتابع "ولد يسوع (المسيح عيسى بن مريم عليه السلام) يرفضه البعض ونظر إليه كثيرون آخرون بلا مبالاة.. اليوم يمكن وجود نفس اللامبالاة عندما يصبح عيد الميلاد عيداً يتمحور حول ذواتنا بدلاً من يسوع.. عندما تلقي أضواء التجارة بنور الرب في الظلال.. عندما نعبأ بالهدايا لكننا (نبدو) قساة القلب تجاه هؤلاء المهمشين.. هذه الدنيوية أخذت عيد الميلاد رهينة. يحتاج (عيد الميلاد) إلى إطلاق سراحه".
ومناشداً مستمعيه قال وأضاف "دعونا أيضاً نسمح لأنفسنا بمواجهة تحدي أطفال عالم اليوم الذين لا يرقدون في فراش تداعبهم عاطفة أم وأب لكنهم بدلاً من ذلك يعانون.. يختبئون تحت الأرض هرباً من القصف وعلى قارعة الطريق في مدينة كبيرة وفي بطن قارب مثقل بالمهاجرين."
وهذه هي المرة الرابعة التي يلقي فيها عظة أعياد الميلاد منذ انتخابه عام 2013 كبابا للفاتيكان التي يتبعها 1.2 مليار كاثوليكي حول العالم.
وفرضت إجراءات أمنية مشددة من أجل عطلة عيد الميلاد في إيطاليا والفاتيكان بعدما قتلت الشرطة الإيطالية رجلاً يعتقد أنه مسؤول عن هجوم بشاحنة في سوق ببرلين وأبقت مدن أوروبية أخرى قواتها في حالة تأهب مرتفعة.
وتم إخلاء ساحة القديس بطرس قبل ست ساعات من القداس في الكاتدرائية لاتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لدخول الكنيسة فيما بعد.