من هي بانا؟
"طلبتُ من أبي تصويري بالقرب من المدرسة، وسألته ما إذا كان من الممكن نشر ذلك على تويتر"، هكذا بدأت قصة بانا العبد التي أصبحت حديث الشبكات الاجتماعية في الآونة الأخيرة، وفقاً لموقع صحيفة Malay Mail.
أنشأت الطفلة بعد ذلك حساباً على تويتر تنشر منه الصور ومقاطع الفيديو للحياة اليومية في أثناء الحرب، وأصبحت أعين الطفلة هي نافذة حلب التي يرى العالم من خلالها ما يجري هناك، وفقاً لـCBS News. أو كما يقول أحد التقارير لمجلة نيويورك الأميركية: "أصبحت بانا رمزاً للدمار الذي لحق بسوريا".
إلّأ أنَّ الرئيس السوري بشار الأسد، نقلاً عن موقع شبكة CBS News الأميركية، شكَّك فيما تقوم به بانا بأنه مجرد "لعبة" و"دعاية"، في حين اعتبر آخرون الحساب مجرد حساب وهمي. وهو ما ردَّت عليه فاطمة، والدة الطفلة التي تساعدها في إدارة الصفحة، بأنَّه يجعلها "منفعلة وغاضبة"، كما أخبرت Malay Mail.
ماذا حدث لها؟
أعلن نظام الأسد، الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول، سيطرته على حلب كاملة. لكن قبل ذلك، كان قد قام بهجوم ساحق على الأجزاء الشرقية التي كانت خاضعة آنذاك للمعارضة، حيث يقع بيت بانا.
تعرَّض بيت بانا للقصف بالفعل الشهر الماضي، نوفمبر/تشرين الثاني، وبعثت والدتها برسالة مروِّعة إلى جانب صورة لابنتها وهي مغطّاة بالغبار من أثر القصف، بحسب Malay Mail.
لكن تبيَّن بعد ذلك أنَّ بانا وعائلتها خرجوا بأمانٍ من حلب الشرقية، ضمن عملية امتدت أسبوعاً وأُجلي فيها نحو 34 ألف شخص من حلب الشرقية، ووصلوا إلى تركيا بعد ذلك حيث استقبلها الرئيس التركي أردوغان في قصره بأنقرة يوم الأربعاء 21 ديسمبر.
وتنقل مجلة نيويورك وصف بانا للحظات القصف في أثناء مقابلة لها مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قائلةً: "لقد كنَّا خائفين للغاية، اعتدنا اللعب في المنزل الذي تعرَّض للقصف فجأة. كنَّا خائفين للغاية، تركنا المكان الذي كنَّا فيه، وانتقلنا إلى القبو، واختنقنا بسبب الدخان الكثيف الناتج عن الركام. تمكَّنَّا من الهرب بأمان من تحت الركام بعد قصف المنزل، لكننا كنا على وشك الموت؛ إذ كان علينا مواجهة الصخور المتساقطة والدخان الخانق الكثيف".
مستقبل بانا
وبعد وصولها إلى الأمان في تركيا، يبدو أنَّ بانا، وفقاً لشبكة CBS News، ستبدأ الاستمتاع بشهرتها الكبيرة. فقد وصل عدد متابعيها إلى أكثر من 300 ألف شخص، كما أصبحت صديقة لمؤلفة هاري بوتر جيه كيه رولينغ، وهي الشخصية التي عبَّرت بانا عن إعجابها الكبير به، قائلةً: "أحب هاري بوتر؛ إنَّه قوي، وشجاع، ويقضي على الأشرار".
وبالحديث عن المستقبل، تفكر فاطمة في إرسال ابنتها إلى المدرسة في تركيا. ومع ذلك لم تنس بانا حلب وبقيت مخلصةً لها؛ إذ قالت: "عندما أكبر أريد أن أكون معلمة وأعود لأعلِّم أطفال حلب".
لكن، وكما يبدو، لا تزال الأحداث التي عاشتها الأسرة تطارد الأسرة، حتى بعد انتقالها إلى تركيا، فتقول فاطمة عند سؤالها عن تأقلمها على الحياة الجديدة، وفقاً لـMalay Mail: "عندما نسمع صوت سيارة صاخبة، نعتقد أنَّه صوت قنبلة، ولذلك نتجمَّد خوفاً".